المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الأعشى ميمون بن قيس  
  
16650   08:23 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص221-228
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2019 1708
التاريخ: 21-06-2015 2081
التاريخ: 10-2-2016 4606
التاريخ: 2-3-2018 4324

هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة من بني بكر بن وائل، وكان يكنى أبا بصير لأنه كان ضعيف البصر فاشتهر بلقبه الذي أصبح علما عليه: الأعشى، دون سائر الأعشين.
ولد الأعشى (1) في درنة منفوحة باليمامة، فهو على ذلك من أهل القرى (المدن). ويبدو أن عشاه (أو عشاوته: سوء بصره في الليل والنهار) قد حمله على أن يستغل موهبته الشعرية في التكسّب وحده. من أجل ذلك تطوّف الأعشى بشعره في جميع أنحاء شبه جزيرة العرب: مدح عامر بن الطفيل في نجد ومدح سلامة ذا فائش الحميريّ والاسود العنسي (أحد الذين ادّعوا النبوّة) في اليمن، ومدح هوذة بن علي النصراني في شرقيّ شبه جزيرة العرب، ومدح شريح بن السموأل بن عاديا الغسّاني صاحب الحصن الابلق في تيماء (شرق الحجاز)، وكان السموأل بن عاديا يهوديّا. وأعد الأعشى قصيدة في مدح رسول اللّه ووفد بها إلى الحجاز. وكان أيضا يفد على ملوك فارس يمدحهم (غ 9:119).
وشغل الأعشى وقته الباقي بالمغامرات في سبيل المرأة وفي سبيل الخمر. وفد الأعشى في آخر أيامه على الحجاز بقصيدة في مدح الرسول، فخاف مشركو قريش أن يزيد مدح الأعشى للرسول في سرعة انتشار الاسلام فساوموه على أن يدفعوا إليه مائة جمل إذا هو ترك إنشاد هذه القصيدة بين يدي الرسول. وقبل الأعشى بما عرضه أبو سفيان (زعيم مشركي مكّة) عليه وعاد أدراجه. ولكن الأعشى لم يكد يصل إلى درنا (أو درنة منفوحة) حتّى توفّي من أثر سقطة عن ناقته، في آخر السنة 7 ه‍ (أوائل 629 م).
كان الأعشى شاعرا كبيرا مكثرا ذا تأثير عظيم بشعره، إلاّ أنه كان قد حطّ من قدر نفسه بالتكسّب بشعره من كلّ وجه: لقد مدح هوذة بن عليّ الحنفي بعد أن تآمر هوذة مع باذان الفارسي (نائب كسرى أبرويز على اليمن) للغدر ببني تميم العرب يوم الصفقة، عام 613 م (2). فهو في هذا الباب مثل النابغة (3).
على أن الأعشى كان من الشعراء المقدّمين في الجاهلية يطيل القصائد ويجيد ويتصرّف في معظم فنون الشعر. وهو ميّال إلى البحور القصار المطربة. غير أن شعره متفاوت يرتفع حينا ثم ينخفض حينا آخر وخصوصا حين يبالغ في التكلّف وحيث يكثر من استعمال الكلمات الفارسية في أبياته. أما فيما عدا ذلك فشعره وجداني عذب سائر على الألسنة حتّى سمّي صنّاجة العرب. ومع أن الأعشى لم يدخل في الاسلام فانه قد ذكر في شعره المتأخر عددا من المدارك والالفاظ الاسلامية، نحو: صلّى عليها وزمزما، . . . على شاهدي (لساني)، يا شاهد اللّه (الواحد من الملائكة) فاشهد!
أما فنون الأعشى فمنها المديح الذي كان يرفع الممدوح ويسير على الألسن ويؤثر في الناس وان كان مديحا تقليديا لا ابتكار فيه. وللأعشى قصّة مع المحلّق الكلابي تروى بوجوه مختلفة وفي حديث طويل خلاصته أن المحلّق هذا كان مئناثا فقيرا فعنست بناته. واتّفق أن مرّ الأعشى بأرض كان ينزل فيها المحلّق فأكرمه المحلّق على الرّغم من فقره الشديد إكراما عظيما.
وفطن الأعشى لما قصد المحلّق فمدحه بأبيات بارعة. فما انقضى العام حتّى كانت بنات المحلّق كلّهن قد تزوّجن.
ثم ان الأعشى قد بسط القول في الخمر فتوالت الأبيات في وصفها في القصيدة الواحدة، واستطرد الأعشى إلى وصف مجالس الشراب وإلى أثر الخمر في الشاربين. غير أن الخمر لم تصبح في شعر الأعشى فنّا قائما بنفسه، وان كانت قد أصبحت عنده غرضا بارزا جدا من أغراض القصيدة.
وللأعشى أيضا هجاء مؤلم وغزل مادّيّ صريح، وطرد (وصف للحُمُر الوحشية خاصة).
-المختار من شعره:
من خمريات الأعشى المستجادة قوله:
وصهباء صرف كلون الفصو... ص باكرت في الصبح سوّارها (4)
فطورا تميل بنا مرّة... وطورا نعالج إمرارها (5)
تكاد تنشّي ولما تذق... وتغشي المفاصل إفتارها (6)
تدبّ لها فترة في العظام... وتغشي الذوائب فوّارها (7)
تمزّزتها في بني قابيا... وكنت على العلم مختارها (8)
إذا سمت بائعها حقّه... عنفت وأغضبت تجّارها (9)
وللأعشى في الخمر أبيات تشبه أن تكون من الشعر المحدث، منظومة في بحور مرقصة بالإضافة إلى ما عرفنا في الجاهلية، منها:
فقمنا، ولمّا يصح ديكنا... إلى خمرة عند جدّادها (10)
فقلت له: هذه هاتها... بأدماء في حبل مقتادها (11)
فقام فصبّ لنا قهوة... تسكّننا بعد ارعادها (12)
كميتا تكشّف عن حمرة... إذا صرّحت بعد إزبادها (13)
فجال علينا بإبريقه... مخضّب كفّ بفرصادها (14)
فرحنا تنعّمنا نشوة... تخور بنا بعد قصّادها (15)
من معلّقة الأعشى وفيها مديح للأسود بن المنذر:
ما بكاء الكبير بالأطلال... وسؤالي؟ وما ترد سؤالي
دمنة قفرة تعاورها الصي‍ـ...ـف بريحين من صبا وشمال
. . . . لا تشكّي إليّ، وانتجعي... الاسود أهل الندى وأهل الفعال (16)
فرع نبع، يهتزّ في غصن المجد... غزير الندى شديد المحال (17)
عنده البرّ والتقى وأسى الشق... وحمل للمعضلات الثقال (18)
وصلات الارحام قد علم النا... س وفكّ الأسرى من الاغلال
وهوان النفس الكريمة للذك‍...ـر، إذا ما التقت صدور العوالي (19)
أنت خير من ألف ألف من القو... م إذا ما كبت وجوه الرجال
أريحيّ صلت يظلّ له القو... م وقوفا قيامهم للهلال (20)
إن يعاقب يكن غراما، وان... يعطِ جزيلا فإنّه لا يبالي (21)
كلّ يوم يسوق خيلا إلى خي‍ـ... ـل دراكا غداة غبّ الصيال (22)
. . . . فلئن لاح في المفارق شيب... يآل بكر، وأنكرتني الفوالي (23)
فلقد كنت في الشباب أباري... حين أعدو مع الطماح، ظلالي (24)
أبغض الخائن الكذوب وأبدي... وصل حبل العميثل الوصّال (25)
ولقد أستبي الفتاة فتعصي... كلّ واش يريد صرم حبالي
وللأعشى قصيدة عدّها بعضهم في المعلّقات:
ودّع هريرة، ان الركب مرتحل...وهل تطيق وداعا، أيّها الرجل
غرّاء فرعاء مصقول عوارضها...تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل (26)
كأن مشيتها من بيت جارتها...مرّ السحابة: لا ريث ولا عجل
تم يلتفت الأعشى إلى نفسه يفتخر بصباه ويصف مجالس الخمر التي كان يعتادها:
صدّت هريرة عنّا ما تكلّمنا... جهلا بأم خليد حبل من تصل (27)
قالت هريرة، لما جئت زائرها...ويلي عليك وويلي منك، يا رجل
وقد أقود الصبا يوما فيتبعني...وقد يصاحبني ذو الشرّة الغزل
في فتية كسيوف الهند قد علموا...أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل(28)
نازعتهم قضب الريحان متّكئا... وقهوة مزّة راووقها خضل (29)
ومستجيب تخال الصنج يسمعه... إذا ترجّع فيه القينة الفضل (30)
والساحبات ذيول الريط آونة... والرافلات على أعجازها العجل (31)
من كل ذلك يوم قد لهوت به...وفي التجارب طول اللهو والغزل (32)
فقلت للشرب في درنا، وقد ثملوا... شيموا؛ وكيف يشيم الشارب الثمل (33)
وأخيرا يلتفت إلى أبي ثبيت يزيد الشيبانيّ يقرّعه ويهدّده:
أبلغ يزيد بني شيبان مألكة... أبا ثبيت: أ ما تنفكّ تأتكل (34)
تغري بنا رهط مسعود وإخوته... يوم اللقاء فتردي ثم تعتزل (35)
كناطح صخرة يوما ليوهنها...فلم يصرها؛ وأوهى قرنه الوعل (36)
لا تقعدنّ وقد أكّلتها حطبا... تعوذ من شرّها يوما وتبتهل
سائل بني أسد عنّا، فقد علموا...أن سوف يأتيك من أنبائنا شكل (37)
واسأل قشيرا وعبد اللّه كلّهم...واسأل ربيعة عنّا كيف نفتعل
إنّا نقاتلهم حتّى نقتّلهم...عند اللقاء، وان جاروا وان جهلوا
كلاّ، زعمتم بأنّا لا نقاتلكم... إنّا لأمثالكم، يا قومنا، قتل
قالوا: الطراد، فقلنا: تلك عادتنا... أو تنزلون، فانّا معشر نزل (38)
من مديح المحلّق:
لعمري، لقد لاحت عيون كثيرة... إلى ضوء نار باليفاع (39) تحرّق
تشبّ لمقرورين يصطليانها...وبات على النار النّدى والمحلّق (40)
رضيعي لبان ثدي أمّ تقاسما...بأسحم داج: عوض لا نتفرّق (41)
ترى الجود يجري ظاهرا فوق وجهه...كما زان متن الهندوانيّ رونق
يداه يدا صدق: فكفّ مبيدة... وكفّ-إذا ما ضنّ بالمال-تنفق
من القصيدة التي كان الأعشى قد أعدّها في مديح الرسول ولم ينشدها بين يدي الرسول:
أ لم تغتمض عيناك ليلة أرمدا...وبتّ كما بات السليم مسهّدا (42)
ولكن أرى الدهر الذي هو خائن...إذا أصلحت كفّاي عاد فأفسدا
شباب وشيب وافتقار وثروة... فللّه هذا الدهر كيف تردّدا
وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع...وليدا وكهلا، حين شبت، وأمردا
ألا أيّها ذا السائلي أين يمّمت (43) ... فإنّ لها في أهل يثرب موعدا
فآليت لا أرثي لها من كلالة... ولا من حفا حتى تزور محمّدا (44)
نبي يرى ما لا ترون، وذكره...أغار-لعمري-في البلاد وأنجدا (45)
متى ما تناخي عند باب ابن هاشم...تراحي وتلقي من فواضله يدا (46)
له صدقات ما تغبّ ونائل...وليس عطاء اليوم يمنعه غدا (47)
إذا أنت لم ترحل بزاد من التّقى...ولاقيت بعد الموت من قد تزوّدا (48)
ندمت على ألاّ تكون كمثله... فترصد للأمر الذي كان أرصدا (49)
_______________________
1) نحو عام 570 م.
2) راجع تاريخ الجاهلية 146-147.
3) راجع فوق، ص 179.
4) صهباء: خمر. صرف: بلا مزج. الفص: الحجر الكريم يوضع في الخاتم من (الياقوت الأحمر). سوار شديد. -قمت باكرا وشربت خمرا حادة شديدة الاسكار.
5) مرة تسكرنا ومرة نمنع اسكارها لنا بأكل البقل (؟)
6) تكاد تسكرنا قبل أن نذوقها، ثم هي تجعل مفاصلنا خدرة.
7) نشعر بأثرها يسير قليلا قليلا في أجسامنا حتى يبلغ العظام، وإذا صبت في الكأس فارت فتطاير رشاشها وأصاب ضفائرنا (شعرنا).
8) تمزز الشراب: تمصص، شربه على مهل. بنو قابيا: المجتمعون لشرب الخمر.
9) إذا ماكست صاحبها (اردت أن أسقط شيئا من الثمن) عدني جلفا وغضب (لأنها خمر جيدة تظل رخيصة مهما غلا ثمنها).
10) الجداد: بائع الخمر.
11) اخترت خابية وقلت له هات هذه بغبارها وكما جاءك بها الذي يجرها (اشترى الخابية كلها).
12) قهوة: خمر. -الخمر شديدة تضطرب وتجيش في الاناء ولكن إذا شربناها سكنا لأنها تخدرنا.
13) لونها مائل إلى الحمرة، فاذا تلاشى الزبد الذي يطفو على وجهها ظهرت حمراء.
14) الفرصاد: التوت الشامي. مخضب كف بفرصادها: غلام صغير (السن) إذا حمل اناء الخمر «وكان من زجاج» ظهرت يده كأنها مخضبة بالتوت الشامي، لبياض يده وملاستها ولينها.
15) تخور بنا بعد قصادها (؟)
16) الفعال (بفتح الفاء) العمل الحميد.
17) النبع: شجر صلب تصنع منه الرماح. المحال: المكر والبأس.
18) أسى الشق: حسم الخلاف في القبيلة. القدرة على التوفيق بين المختلفين.
19) العوالي: الرماح. -يقصد في الحرب. للذكر: في سبيل الذكر الحسن.
20) اريحي: كثير الكرم. صلت: ماض في الأمور. رؤيته عندهم تدعو إلى السرور كرؤية هلال العيد.
21) الغرام: العذاب الشديد.
22) دراكا: متوالية. الصيال: القتال.
23) الفوالي جمع فالية: المرأة التي تفلي الشعر.
24) الطماح: (هنا) الامعان في الرغبات. أباري ظلالي: سريع في الوصول إلى رغباتي.
25) العميثل: السيد الكريم. الوصال: المتين الصداقة.
26) غراء: بيضاء. فرعاء: وافرة الشعر. عوارض جمع عارض: جانب الوجه. مصقول (أملس) كناية عن أنها شابة. الوجي: الحافي (التعب من المشي). الوحل: الساقط في الوحل. .
27) إنها تجهل قيمتي وحقيقتي.
28) كسيوف الهند: في انتصاب القامة والمضاء في الأمور.
29) قضب الريحان: أغصان نبت طيب الرائحة. ان مجالس الخمر تزين بالزهر (يقصد: شربت الخمر مع جماعة). القهوة: الخمر المطبوخة بالنار. مزة: حادة الطعم، من صفات الخمر الجيدة. الراووق: اناء تروق فيه الخمر وتصب منه. خضل: ندي، رطب، لا يجف لكثرة استعماله.
30) مستجيب: يقصد عود يجيب الصنج (آلة من نحاس ينقر عليها). رجع (بالتضعيف، تشديد الجيم): ردد الصوت في الغناء. القينة: الجارية المغنية. الفضل: التي تلبس ثيابا خفيفة تكشف عن بعض جسمها. -يسكت العود إذا كان النقر على الصنج مستمرا. فاذا بطل النقر على الصنج بدأ العزف على العود. فكأن العود استمع إلى الصنج ثم أجابه.
31) الريط جمع ريطة: ثوب من حرير. الساحبات ذيول الريط: يلبسن ثيابا من حرير سابغة (وافية، وطويلة الأذيال). الرافلة: الفتاة التي تجر ثوبها وتتبختر في مشيتها. الأعجاز جمع عجز (بفتح فضم): الردف، مؤخر البدن. العجل جمع عجلة (بالكسر): المزادة (وعاء صغير للماء). يقصد انهن سمينات كأنهن يحملن مزادات على أوراكهن لكثرة لحمهن (وكان ذلك من صفات الجمال في الجاهلية).
32) قد نلت في شبابي من جميع أنواع اللهو.
33) الشرب: الذين يشربون الخمر معا. درنا: قرية باليمامة ولد فيها الاعشى وتوفي. شيموا: انظروا بعيدا. الثمل: السكران.
34) مألكة: رسالة. ائتكل: هاج وغضب.
35) تردي: تهلك (تدفع القوم إلى الهلاك ثم تعتزل أنت الحرب).
36) الوعل: تيس الجبل. إذا نطح الوعل صخرة تكسر. قرن الوعل وبقيت الصخرة على حالها.
37) شكل (بفتح ففتح): أشكال، أنواع (؟) -اختلاف.
38) إذا أردتم الحرب مطاردة على ظهور الخيل أو نزولا جثيا (بضم الجيم وكسر التاء وتشديد الياء) على الركب، فكلاهما عندنا سيان.
39) اليفاع جمع يفع (بفتح ففتح): التل، المكان المرتفع؛ والنار التي تشعل في المكان المرتفع كناية عن الكرم.
40) المقرور: الذي ألح عليه البرد.
41) اللبان (بالكسر): اللبن، الحليب. تقاسما: أقسم كل واحد منهما لصاحبه يمينا. بأسحم داج: بالليل الاسود. عوض: أبدا.
42) أرمد (فعل ماض) اللّه عين الانسان: أصابها بالرمد (بفتح ففتح) بمرض تحمر به وتقذى. والارمد (اسم أو صفة تقوم مقام الاسم): الذي أصيب بالرمد. فعلى التقدير الاول يكون معنى الشطر الأول: ليلة أصبت (بالبناء للمجهول) بالرمد. وعلى التقدير الثاني، وهو أفضل، يكون المعنى: أ لم تغتمض عيناك في ليلة مثل ليلة الارمد. السليم: المريض يسمى سليما تفاؤلا بشفائه. مسهدا: مؤرقا لا يستطيع النوم.
43) أين يممت: أين قصدت (وأين تقصد)، أي الناقة.
44) آليت: أقسمت. لا أرثي لها (لا أرحمها، لا أشفق عليها) من كلالة (تعب) ولا من حفا (رقة جلد خف الناقة من كثرة الجري).
45) أغار وأنجد: سار في الاودية وعلى الجبال (في كل مكان).
46) أناخ الرجل الجمل: جعله يبرك (إذا انتهى مسيره، وصل إلى غايته). تراحين: يسمح (بالبناء للمجهول) لك بأن تخلدي إلى الراحة. وتلقين من فواضله (أياديه، وجوه كرمه، كثرة عطائه). وفواضل المال ما يأتيك من غلته ومرافقه. يد: نعمة، عطاء.
47) الصدقة: العطاء الذي يقوم به صاحبه تطوعا. لا تغب: لا تكون يوما وتنقطع يوما آخر (بل هي دائمة). النائل: العطاء.
48) إذا أنت لم ترحل (عن هذه الدنيا بالموت) بزاد من التقى (بقدر عظيم من الاعمال الصالحة) و (ثم) لاقيت بعد الموت من قد تزود (من يتنعم بالأعمال الصالحة التي كان قد قام بها في الدنيا).
49) فترصد: تعد، تهيئ.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.