أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-9-2019
1437
التاريخ: 2024-06-11
645
التاريخ: 2024-01-23
975
التاريخ: 9-1-2021
2306
|
بدأت فكرة القوانين كطريقة لنمذجة الأنماط الموجودة في الطبيعة التي تربط الأحداث المادية. صار الفيزيائيون على ألفة كبيرة بالقوانين حتى إنه في مرحلة ما باتت القوانين نفسها، وليس الأحداث التي تصفها ترقى لمرتبة الحقيقة. لقد صارت للقوانين حياة خاصة بها. من العسير على غير العلماء أن يدركوا أهمية هذه الخطوة، لكن من الممكن الاستعانة بمثال من عالم الماليات؛ إن المال الموجود في جيبك يعني عملات نقدية ورقية أو معدنية - أشياء مادية يمكن مبادلتها بالبضائع المادية أو الخدمات - ومع ذلك فإن المال بمفهومه المجرد صار له حياة خاصة به هو الآخر؛ فالمستثمرون يمكن أن يزيد حجم مالهم (أو ينقص في حالتي) حتى دون أن يشتروا أو يبيعوا أشياء مادية. على سبيل المثال، هناك قواعد تحكم تداول العملات المختلفة التي في أحسن الظروف مرتبطة بشكل واه بعملية الشراء الفعلية التي تدور في المتجر المجاور لك. وفي حقيقة الأمر هناك «أموال» أكثر بكثير تدور حول العالم، أغلبها يدور في الفضاء الافتراضي للإنترنت، التي قد لا تتجسد قط على صورة عملات ورقية ومعدنية. وعلى نحو مشابه يقال إن قوانين الفيزياء تسكن عالما مجردًا ولا تمس الواقع المادي إلا حين «تعمل». الأمر يبدو كأن القوانين موجودة في حالة انتظار، مستعدة للسيطرة على أي عملية مادية وتجبرها على الانصياع لها، تماما مثل قوانين تحويل الأموال الموجودة في مكانها حتى حين لا يكون هناك أي تحويل فعلي للأموال. هذه النظرة «الافتراضية» لقوانين الفيزياء التي تقضي بأنها تملك السيطرة على الطبيعة لها منتقدوها (تحديدًا الفلاسفة الذين يفضلون النظرة «الوصفية»). 14 لكن أغلب علماء الفيزياء الذين يعملون على الموضوعات الجوهرية من أنصار الفكرة الأولى، حتى لو لم يقروا بهذا على نحو صريح.
لدينا، إذن هذه الصورة عن قوانين الفيزياء الموجودة بالفعل في حالة استكانة في مستقرها السامي، وتتحكم في الشئون الدنيا. أحد الأسباب وراء هذا النوع من التفكير بشأن القوانين يتعلق بدور الرياضيات؛ بدأت الأعداد كوسيلة لتصنيف الأشياء المادية وتسجيلها مثل الخَرَز أو الأغنام. ومع تطور علم الرياضيات، وتوسعه فيما وراء الحسابات البسيطة ليشمل الهندسة والجبر والتفاضل والتكامل وغيرها من الفروع، بدأت هذه الكيانات والعلاقات الرياضية في اكتساب وجود مستقل. يؤمن الرياضيون أن عبارات على غرار 3 × 5 = 15 و«العدد 11 عدد أولي» هي حقائق فطرية - وذلك بمعنى مطلق عام - دون أن تكون مقصورة على ثلاثة خراف أو «إحدى عشرة خرزة».
تفكر أفلاطون في حالة الأجسام الرياضية واختار أن يضع الأعداد والأشكال الهندسية المثالية في عالم مجرد من الصور المثالية في هذه السماء الأفلاطونية يمكن، مثلا، العثور على الدوائر المثالية، في مقابل تلك الدوائر التي نقابلها في عالمنا الحقيقي، والتي ستظل دوما مجرد أشكال تقريبية للدوائر المثالية. يؤمن العديد من علماء الرياضيات المعاصرين بفكر أفلاطون هذا على الأقل في عطلاتهم الأسبوعية). وهم يؤمنون أن الأجسام الرياضية لها وجود حقيقي لكن ليس في هذا الكون المادي. يرى علماء الفيزياء النظرية المتشربون بهذا التقليد الأفلاطوني، أيضًا أنه من الطبيعي وضع القوانين الرياضية للفيزياء في عالم أفلاطوني.
هوماش
(14) Nancy Cartwright, How the Laws of Physics Lie (New York: Oxford University Press, 1983).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|