رحلة طيران كندا رقم ١٤٣ (كارثة الوقود بسبب خطأ في تحويل الوحدات)
المؤلف:
جيرل ووكر
المصدر:
سيرك الفيزياء الطائر
الجزء والصفحة:
ص35
2025-08-21
415
في الثالث والعشرين من يوليو عام 1983 ، كان يجري تجهيز الرحلة رقم 143، التابعة لطيران كندا، لقطع مسافة طويلة من مدينة مونتريال إلى مدينة إدمونتون؛ وحينها طلب طاقم الطائرة من موظفي المطار تحديد كمية الوقود الموجودة على متن الطائرة بالفعل. كان طاقم الطائرة يعلم أنهم بحاجة إلى 11300 كيلوجرام من الوقود في بداية الرحلة. وقد حدد الطاقم كمية الوقود بالكيلوجرامات؛ لأن كندا كانت قد انتقلت مؤخرًا إلى العمل بالنظام المتري؛ إذ إن كمية الوقود كانت تُقاس فيما مضى بالرطل. لم يستطع موظفو المطار قياس كمية الوقود الموجودة على متن الطائرة إلا باللترات؛ وأفادوا بأن الكمية الموجودة في خزان الوقود هي . 7682 لترا. لذا، من أجل تحديد كمية الوقود الموجود على متن الطائرة والكمية الإضافية اللازمة لقطع الرحلة طلب طاقم الطائرة من موظفي المطار معامل تحويل اللترات إلى الكيلوجرامات. وجاء الرد بالرقم 1,77، واستخدم طاقم الطائرة هذا الرقم (1,77) كيلوجرام يعادل 1 لتر لاحتساب كمية الوقود الموجودة على متن الطائرة والتي بلغت 13597 كيلوجراما وكانت كمية الوقود الإضافية اللازمة 4917 لترا. لكن لسوء الحظ، كان الرد الذي جاء من موظفي المطار مبنيا على ما جرى به العرف قبل العمل بالنظام المتري؛ حيث لم يكن الرقم 1,77 مؤشرا لتحويل اللترات إلى كيلوجرامات؛ وإنما لتحويل اللترات إلى أرطال» من الوقود (1,77 رطل يعادل 1 لتر). في الواقع، كان يُوجد على متن الطائرة 6172 كيلوجرامًا فقط، وكان ينبغي إضافة 20075 لترا آخر. وهذا يعني أن الرحلة رقم 143 غادرت مونتريال وعلى متنها 45% فقط من كمية الوقود اللازمة لقطع الرحلة.
وفي الطريق إلى مدينة إدمونتون، وعلى ارتفاع 7,9 كيلومترات فوق سطح الأرض، نقد وقود الطائرة وشرعت في السقوط. وعلى الرغم من نفاد الوقود، استطاع الطيار أن يهبط بها باستخدام تقنية الطيران الشراعي. ونظرًا لأن أقرب مطار جوي قيد العمل والتشغيل كان يبعد كثيرًا عن مكان الهبوط، وجه الطيار الطائرة نحو مطار قديم مُعطّل. ولسوء الحظ، كان مهبط ذلك المطار قد تم تحويله إلى مضمار السباقات السيارات وتمت إحاطته بحاجز فولاذي لكن لحسن الحظ، بمجرد أن نزلت الطائرة إلى المهبط تحطمت عجلات الهبوط الأمامية، مما تسبب في انخفاض مقدمة الطائرة نحو المهبط. أبطأ الانزلاق من سرعة الطائرة لتتوقف قبل الاصطدام بالحاجز الفولاذي بمسافة قصيرة، على مرأى ومسمع من السائقين المشاركين في السباق والجمهور المندهش. غير أن جميع ركاب الطائرة خرجوا بأمان المغزى من هذه القصة الكميات وحدها عديمة الفائدة من دون الوحدات المناسبة.
الاكثر قراءة في الفيزياء العامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة