المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مواسم الشعر وأسواقه  
  
2148   05:28 مساءاً   التاريخ: 26-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص73-74
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015 8547
التاريخ: 23-03-2015 2110
التاريخ: 23-03-2015 4704
التاريخ: 5-12-2019 2055

اتسع نطاق الشعر في الجاهلية فلم يبق مقتصرا على التعبير عن الخيال والوجدان فحسب، بل شمل ذكر المفاخر ووصف المعارك وتعداد بعض الحوادث حتى سمّي بحق «ديوان العرب»، أي سجل تاريخهم. من أجل ذلك اقتضي أن ينشد في المجتمعات وفي الحفل الغفير، فأخذ الشعراء يؤمّون الأسواق الخاصة والاسواق العامة الكبرى لينشر كل واحد منهم محامد قومه أو يدل على براعة نفسه، مع العلم بأن هذه الاسواق كانت في الاصل للتجارة، ثم جعل الناس يتخذونها مواسم قومية أو أدبية، لاجتماع الناس فيها. وربما طلب أحدهم في أحد هذه المواسم غريما أو عرض فيها سيفا أو فرسا كريما للبيع، أو أمّها يبحث عن امرأة يخطبها، أو ليشهد على عتق عبد يملكه.
أما الأسواق الصغرى فكانت كثارا، كل حيّ له سوق اسبوعية أو شهرية قاصرة على أهل الحي ومن جاورهم في الاغلب. أما الاسواق الكبرى فكانت أقل عددا وأطول أمدا، وكان الزمن الذي يفصل بين انعقادها أطول، هو في الاغلب عام واحد. وأما أشهر هذه الأسواق-أو المواسم-فثلاث: ذو المجاز قرب ينبع (وينبع ثغر مدينة الرسول)، وذو المجنة (بفتح الميم أو كسرها) قرب مكة، ثم عكاظ وهي سوق في صحراء (1) بين نخلة والطائف شرق مكة، وكانت تبدأ مع هلال ذي القعدة وتستمر عشرين يوما تجتمع قبائل العرب فيها فيتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون.
_______________________
1) الصحراء (هنا): الأرض الفضاء، أي التي لا بناء فيها.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.