أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-26
954
التاريخ: 2023-08-22
2071
التاريخ: 2023-02-05
1388
التاريخ: 14-1-2023
1200
|
مـن المعـروف أن الأخشاب بحالتها الطبيعية الأولى (أي بعـد قطعهـا مـن الغابات) لا تصلح للاستعمال مباشرة نظرا لانها تحمل في حلقاتها السنوية بقايا المواد الغذائية المتبقية بعد القطع والتي تسبب بتركها بين الحلقات السنوية كثيراً من الامراض التي تصيب الأخشاب فيما بعد، مثل التعفن والتسوس وغير ذلك مما يسبب سرعة القضاء على الأخشاب وضعف مقاومته لعوامل الطبيعة المتعددة، فلابد من إجراء عمليات طرد لهذه المواد المتخلفة من الأخشاب حتى يمكن أن يعيش الخشب أكبر فترة زمنية ممكنة دون التعرض للامراض المختلفة، كذلك يمكن اجراء العمليات الصناعية عليها دون التعرض لأية صعوبات تواجه الصانع أو العامل عند التشغيل.
وتنقسم طرق تجفيف الأخشاب إلى طريقتين احداهما طبيعية والأخـرى صناعية.
أولا: التجفيف الطبيعي Natural Draying:
تقوم هذ الطريقة بتقديم جذوع الاشجار إلى مناشير كبيرة تقوم بشق هذه الجذوع إلى الواح أو كتل متساوية العرض والسمك، وذلك بعد إزالة اللحاء الخارجي للشجرة بواسطة سكاكين أو مقاشط تقوم بقشط اللحاء، ثم بعد ذلك ترض هذه الكتل أو الألواح تحت جمالونات، كل على حده أي أنه يراعي أن تكون من نفـس نـوع الخشب ومقاساتها واحـدة ومتساوية، ويراعى في الرصـة أن توضـع بـين الألواح لقم أو قطع من الخشب للتأكد مـن مـرور تيار الهواء وتخلله لجميع اجزاء الرصة حتى يتعرض كل اسطح الخشب لظروف مناخية واحدة، كما أنه يراعى أن يكون الجمالون الموجود داخل الرصة مفتوح من جميع الجهات أي عبارة عن سقف فقط على مجموعة أعمدة، وتصنع هذه الاعمدة عادتـا مـن الأخشاب الصلبة ذات السماكات الكبيرة لتحمل السقف.
توضع هذه الأخشاب تحـت الجمالونات وتترك مدة تتراوح (6 أشهر حتى العامين) وذلك حسـب نـوع الأخشاب، فكلمـا كـان الخشـب صـلبـاً مـثـل البـلـوط والبلسندر والتيك.... كلما احتاج لمدة أطول في عملية التجفيف بعكس الأخشاب اللينة لاتحتاج لفترات طويلة، وذلك بسبب تفتح المسامات في الأخشاب اللينـة وتجف بسرعة، ويجب مرور جميع الظروف الجوية من صيف وشتاء وربيع وخريف على الاشجار خلال تجفيفها لتتأقلم مع جميع الظروف الجوية. ويجب ملاحظة معرفة مكان تصدير الأخشاب وذلك ليتم تلائمها مع الجو الذي سيستخدم به الخشب من جو حار أو بارد ليتفق مع ظروف البلد ليدوم فترات زمنية طويلة، واذا كانت الأخشاب ستصدر إلى بلـد بـاردة ورطبـة فـيـتـم تـعـريـض الأخشاب إلى جو رطب مدة أكبر مثل صيف واحد وشتويتين وهكذا .
مميزات التجفيف الطبيعي:
(1) ضمان كبير للحصول على أخشاب جيدة الجفاف خالية من المواد الغذائية قد تعرضها للأمراض.
(2) الحصـول علـى أخشاب جيدة الصحة والمعنى المقصود هنا أن الأخشاب لم تتعرض لظروف غير طبيعية لا يؤثر إطلاقاً في لون الخشب فيجعله باهتاً كما يحدث غالباً في التجفيف الصناعي.
عيوب التجفيف الطبيعي:
(1) البطء الشديد في عملية التجفيف فقد تصل مدة التجفيف الجيد إلى عامين، يترك خلالهما الخشب داخل الجمالونات قبل صلاحيته للتصدير والتشغيل.
(2) حاجـة المصانع الخاصـة بـالتجفيف الطبيعي إلى مساحات شاسعة لعمـل جمالونات لبطء الانتاج وحاجته إلى فترة زمنية طويلة،
وهناك اسباب هـامـة تؤدي إلى استخدام التجفيف الطبيعي كوسيلة للحصول على اخشاب صالحة للتشغيل في أعمال الاثاث والديكور منه الحصول على اخشاب أكثر صلاحية، وخاصة أن هذه الاعمال تجري على الأخشاب الثمينة مثل البلندر والابانوس والمهاجوني.
بالاضافة لعدم توفر الامكانيات لاجراء عمليات التجفيف الصناعي عند بعض الدول النامية لان انشاء مصانع تجفيف صناعي على نمط مستحدث تحتاج لتكاليف باهظة الثمن لذلك التجفيف الطبيعي هو الغالب في معظم الدول النامية مثل (السودان، غانا، سنغافورة. الهند، بعض دول أمريكيا اللاتينية).
ثانيا: التجفيف الصناعي Artificial Draying :
هناك طرق كثيرة للحصول على أخشاب صالحة للاستخدام بواسـطة التجفيف الصناعي وهي الطريقة الاسـرع في عمليات التجفيف التي تجـري علـي الأخشاب بعد شقها إلى ألواح وكتل مثلما يحدث في عملية التجفيف الطبيعي ولجأ العلماء والقـائـمـون علـى صناعة الأخشاب إلى تلك الطرق لسرعة امـداد الاسواق العالمية بالقدر الكـافي مـن الأخشاب، وذلك نظراً لـطـول مـدة التجفيف الطبيعي. وهناك عدة طرق صناعية أهمها :
(1) طريقة الهواء الساخن
2) طريقة الماء المغلي
(3) الطريقة المزدوجة الطريقة ماكنيل Maknel
أولا: طريقة التجفيف بالهواء الساخن :
تتم هذه الطريقة في الخطوات التالية:
1) تشـق جـذوع الاشجار إلى كـتـل ومـرايـن وألـواح ذات سماكـة وعـرض واحد كذلك يراعي أن يكون الخشب من نوع واحد الأخشاب الصلبة أو اللينة.
2) توضع كميات الأخشاب سواء كانـت كـتـل أو ألواح داخـل أحـواض من الماء الجاري بسرعة حتى تتخلص الأخشاب من المواد الراتنجية الموجودة بين خلايا ومسامات الشجرة، لأن هذه المواد تسبب الامراض للاخشاب فيما بعـد وعلى
الفترات الطويلة.
(3) توضـع القطع الخشبية بعد غسلها بالماء للتأكـد مـن تخلصهـا مـن المـواد الغذائية الراتنجية في داخل عنابر مصنوعة ومبنية من الطوب الحراري العازل. حيث يسلط عليها تيار من الهواء الساخن بواسطة أنابيب منتشرة في جميع انحاء العنبر ، فيتخلـل هـذا الهواء الساخن مسامات الخشب ويعمـل على التخلص من بقايا المواد الغذائية، وتحسب مدة بقاء الخشب في العنبر حسب سماكة ونوع الخشب، حيث أن الصنوبريات تحتاج (12 - 48) ساعة والأخشاب الصلبة تحتاج فترة اطول من ذلك.
(4) يلاحظ بعد اعطاء الخشب الكمية اللازمة من الهواء الساخن عدم تعرضها لتيـار هـواء بارد مفاجيء، ويجـب تـقـلـيـل درجـة حـرارة الهواء الساخن تدريجياً حتى يصبح العنبر مساو لدرجة حرارة الجو العادي، ثم تنقـل كتـل والـواح الخشب بعد ذلك إلى خارج العشير ، والهدف من تقليل درجة الحرارة تدريجياً لكي لا يحدث تشقق أو الثواء في الخشب نتيجة الهواء البارد المفاجىء.
عيوب طريقة التجفيف بالهواء الساخن :
(1) الكلفة العالية للمحافظة على درجات حرارة عالية وثابتة.
(2) الكلفة العالية في انشاء عنابر أفران التجفيف الكبيرة.
(3) إصابة الأخشاب أحياناً في الاحتراق أو التصلب ويسمى (التفحيم) وذلك نتيجة تعرضه المباشر لكميات كبيرة من الهواء الساخن أكثـر مـن أجـزاء أخرى.
ويمكن تقسيم أفران التجفيف إلى نوعين (الأول يسمى ذو المقصورة ويتسع لمرة واحـدة ثـم يـفـرغ، والنوع الثاني يسمى المتتالي وتوضـع الأخشاب علـى عـربـات متحركة لسهولة ادخالها من باب العتبر واخراجهـا مـن بـاب آخـر لتكون العربات متتالية وراء بعضها البعض).
ثانيا: طريقة التجفيف بالماء المغلي:
(1) يتم تجهيز الألواح أو الكتل الخشبية بعد شقها كما في الطريقة السابقة مع التأكد من اختيار المقاسات والأنواع كل على حده.
(2) توضع هذه الأخشاب في داخل احواض ويسلط عليها تيار متدفق من الماء المغلي بشكل مستمر، وهذا التيار يتخلل مسام الخشب، ويقـوم بطرد المواد الغذائية الموجودة بداخل مسام الخشب، وتترك هذه الأخشاب مدة معينة تتخلص مـن هذه المواد وهـي (المواد الغذائية الراتنجية)، وتتوقـف مـدة بقاء الأخشاب تبعاً لسماكة وكبر حجم القطع الخشبية.
(3) بعد ذلك تخرج هذه الأخشاب من الاحواض وتنشر في مناشير أو جمالونات في الهواء الطلق لتتخلص من المياه المتبقية في مسام الخشب وتتوقف مدة بقائها الجمالونات تبعاً لسماكاتها وحجمها .
عيوب طريقة التجفيف بالماء المغلي:
(1) التكاليف الباهظة التي تحتاجها لانتاج مياه ساخنة متدفقة بقـوة ومستمرة معاً، يستدعي كميات هائلة من الماء والوقود لغليان الماء.
(2) يفقد الخشب جـزءاً مـن لـونـه ويصبح باهتا وذلك لبقائه فترة طويلة في الماء المغلي.
(3) يفقد الخشب بعضاً من قوته ومقاومته نظرا لبقائه فترة طويلة في الماء. ولكن تعطيه هذه الطريقة مرونة أكثر لعمليات التشكيل الدائرية والمنحنيات.
وتعتبر هذه الطريقة سريعة مقارنة مع طريقة الهواء الساخن
ثالثا: طريقة ماكنيل للتجفيف Maknel:
تسمى هذه الطريقة بالطريقة المزدوجة، وذلك لأنها تجمع بين الطريقتين السابقتين، طريقة الهواء الساخن وطريقة الماء المغلي.
(1) يتم تجهيز الأخشاب اللازمة لإجراء التجفيف عليها من النوع والمقاس المناسب كما في الطريقتين السابقتين.
(2) توضع هذه الأخشاب فـوق عربات خاصة كالسكك الحديدية وترص بشكل منظم مع ملاحظة وضع قطع من الأخشاب وتسمى (لقم) بين الواح الأخشاب لعمل فراغ بين هذه الرصات بعضها البعض كي تسمح بمرور الهواء والغازات لجميع اجزائها ومسطحاتها.
(3) تدخل هذه العربات المحملة بالأخشاب إلى عنابر هائلة السعة تسمى الأفران المتتالية (Progressive) مصنوعة من الطوب الحراري لعدم تسرب الحرارة. ومقاومة هذا البناء لتيارات الهواء الساخن، ويجب أن تكون رصـات الخشب ارتفاعهـا ثلثي ارتفاع العشبر، ويترك الثلث الأخـر لتيارات الهواء الساخن، وتدخل العربات للعنبر ويقفل الباب باحكام.
(4) يسلط تيـار مـن الهـواء الساخن إلى داخل العنبر بواسطة مواسير في الثلث العلـوي مـن العنبر وبدرجات حرارة يمكن التحكم بها بواسطة (ثيرموميتر) موجود خارج العنبر ليتم تنظيم درجة الحرارة المطلوبة.
(5) مع ارتفاع درجة الحرارة تتصاعد ابخرة من الماء وذلك لوجود أحواض مائية مكشوفة في أرضية العنبر وتكون أسفل العربات المحملة بالأخشاب.
(6) يتخلـل مـسـام الهواء الساخن المحـمـل بـذرات الماء (البخـار) فيقـوم بـطـرد المـواد الغذائية الراتنجية الموجودة بالأخشاب. وتتوقف فترة بقاء الأخشاب داخـل العنابر حسب نوع وسمك الخشب المراد تجفيفه.
فالأخشاب البيضاء اللينة ذات السمك القليل تحتاج لفترة تتراوح بين ( 10- 15 يوم) والقطع السميكة ما بين (20 - 30 يوم)، أما الأخشاب الصلبة مثل المهاجوني والابانوس تحتاج إلى فترة تصل إلى أكثر من ستة أسابيع داخل العنابر.
مميزات طريقة ماكنيل (Maknel):
تعتبر الطريقة المثلى في عمليات التجفيف الصناعي للاخشاب وهـي تجمع بين الطريقة الأولى للهواء الساخن والثانية في الماء المغلي، وهذه الطريقة لا تسبب أية عيوب تلحق بالأخشاب فلا تمدد يكون هناك تمدد أو انكماش أو تشقق أو فتلان ولا تعفن، وقد عالجت هذه الطريقة عيوب الطرق السابقة مثل ليونة الخشب وتغير لونه في طريقة الماء المغلي وعالجت التصلب والتفحيم والاحتراق في طريقة الهواء الساخن.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|