المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الموقف أمام الحرمان  
  
1096   09:56 صباحاً   التاريخ: 2023-02-23
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص63ـ 67
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

الحرية نعمة عظيمة وموهبة إلهية، وأنها فطرية وطالبها يشعر بالنشاط والسرور وفاقدها معذب.

تشير البحوث إلى مواقف الأفراد ضد الحرمان، والتحديد، والاستبداد، وكيف أنها تؤدي إلى القضاء على تلك الموانع.

لتوضيح هذا الأمر نلاحظ أحياناً مقاومة البعض حتى أمام الأعراف الاجتماعية والمحذورات الشرعية والعادات والتقاليد والمصلحة العامة عندما تتعارض مع حريتهم ونرى البعض الآخر يلجأ في الخفاء أو يرتكب الذنب سراً(1)، لا نريد أن نقول بعدم الوقوف أمام بعض الحريات ولكن ما نعنيه أن الافراد لم يعتادوا على ذلك أو لم ينشأوا عليه.

الموقف الدفاعي

هو المقاومة أمام المحضورات واستعمال أساليب مختلفة لإزالتها وفي بعض الأحيان تتبلور بالمواجهة وإعلان السخط مقابل ذلك، لهذه المواقف اشكالاً متعددة شرحها يطيل المقام ولكننا نستعرض بعض التي تشتهر عند الأطفال، منها:

1ـ السخط: يشكل الموقف الدفاعي حسب رأي علماء النفس اساس حياة الطفل وهو من حاجاته الأساسية، يلجأ الطفل إلى السخط لتسكين نفسه وانقاذها من الهيجان والاشتعال الذي ينتابه ونماذج ذلك كثير(2)، منها:

ـ العصيان: يعصي الطفل أحياناً من يقف أمام حريته، ويسخر أحياناً من أوامره ويخالف برامجه، ويتربص احياناً الفرصة لإبداء رد فعل شديد، وإن استمر هذا الحال سيؤدي إلى أن يكون عادة له.

- الهجوم والإيذاء يظهر أحياناً حالات انتقامية كالهجوم تعبيراً عن رفضه للمنع الصادر، وهنا تكون النتيجة أشد خطراً وغير قابلة للجبران أحياناً.

- الاعتراض والصراخ: عندما يعجز عن الانتقام والعصيان يلجأ إلى أسلوب الصراخ للتعبير عن اعتراضه وعدم رضايته، وهو يبغي من ذلك خلاصه من القيود وإعادة حريته إليه.

- الالفاظ البذيئة: وهو موقف آخر أمام المحظورات، ويمثل قول الفحش والسب وغيرها وكلما كان رد الفعل باتجاه ذلك الموقف شديد سيكون فعل الطفل أكثر سخطاً وعصبية

2ـ استرداد الحق: وهو موقف دفاعي آخر أمام الممنوعات وضد الأفراد الذين سلبوا حريته وهذا له صور مختلفة:

- التخطيط: لإفشال تلك الأوامر وإزالة السد المعترض، يلجاً أحياناً الى الحيلة والاستغفال.

- المقابلة بالمثل: قد يلجأ إلى الضغط على المقابل مثلاً غلق باب الغرفة من الخارج أو إخفاء حذائه لصرف نظره عن أمره الصادر.

- النضال: نوع من المواجهة واسترداد الحق، يصطدم الطفل بمن يمنعه حريته، ويسعى لإزالة المانع بطريقة أخرى، إن الخصام والعراك بصورة عامة تقع تحت هذا العنوان (الحروب التحررية)(3).

3ـ الاستسلام: بعض الأفراد ييأس من الوصول إلى الهدف فيعلن استسلامه أمام قوة الأمر وهذا النوع يكون مصحوباً بما يلي:

-الكآبة: كالابتعاد عن المجتمع وإيذاء نفسه وتظهر عليه علامات الاضطراب والتشوش ويفقد جرأة الدخول إلى المجتمع وهذا شيء خطر جداً ويؤثر على مستقبل الطفل وقد يتطور الأمر أحياناً إلى الانتحار.

- تعطيل قواه: يقتل الاستسلام أحياناً جميع رغبات الطفل ويعتقد بأنه سيصل إلى حريته عن طريق تعطيل القوى في حين أنه سيضيف قيداً آخر إلى حريته المسلوبة سلفاً ويتصور أن ما يريد فعله مضراً أيضاً وهذا أمر خطر جداً وغالباً ما ينزوي نتيجة ذلك ويستلقي على ظهره ويتظاهر بالنوم.

- التوجع والأنين: قد يصاب بعضهم بحالة (النقنقة) والتحجج والتأوه وهذا في الواقع يؤدي إلى تحطيم شخصيته، وسيعتاد على ذلك أمام الجميع، وقد يرافقه إلى مراحل عمره المتقدمة.

- التشاؤم يصاب أحياناً بالتشاؤم، وهي حالة يطغى عليها النفور والخصومة، ويسيء الظن بالجميع، وحتى أنه يتشائم من حياته ودنياه، وهذا مقدمة لإخراج نفسه من الدنيا.

4ـ مواقف اُخرى: هناك مواقف أخرى نوجزها بما يلي:

- الرياء: للنجاة من القيود يلجأ إلى التصنع من أجل الوصول إلى الهدف، ويصاحب ذلك الخديعة والغش.

- الهروب: الهروب من المدرسة أو البيت بغية الحصول على مكان آمن يفعل فيه ما يحلو له.

- الهروب من الحياة: وهو ما يصيب الأفراد الحساسين والذين يتوقعون الشيء الكثير دائماً والذين يتعرضون إلى التحديد والتوجيه إلى طريق مسدود.

- الهم والغم: وأعراضه قلة الكلام والاختلاء بالنفس.

- الاستهزاء: من الأفراد الذين يعتقد بأنهم خصماؤه ويعتقد بأن هذا هو السبيل الوحيد لنجاته من الوضع الحالي.

- الاتكالية: وفي هذه الحالة يسعى إلى الاستئذان لكل عمل وإقدام من والديه وهذا يسبب له متاعب وللآخرين كذلك.

- البعد عن العائلة: إن كانت الممانعة من الوالدين فإنه يستعيض عنهم بالأصدقاء ولهذا نراه أغلب الوقت خارج البيت وهذا شيء مضر.

- الإخفاء: قد يلجأ إلى التستر والإخفاء، ويعمل ما يريده سراً.

- مواقف أخرى مثل الأخلاق السيئة والفوضوية والوقاحة والثرثرة والتملق والخشونة والشعور بالضعف والحساسية وقضم الأظافر والشعور بالقلق في الحياة واستصغار نفسه والشعور بانه مطرود ولكل منها نتائج خاصة.

وبسبب ذلك قد يؤدي إلى فقدان ثقته بنفسه ويصبح في حالة دوامة مستمرة من التفكير، وأحياناً يطول به المقام في المراحيض ويصاب بالقرحة أحياناً في معدته، ويلجأ الى تقليد الآخرين بشدة، ويتوقف عنده الابتكار، وعلاوة على ذلك فانه يتأثر للأشياء التافهة وهذه الحالة تزداد عند الشباب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ارتكاب الذنب، الاستسلام إلى الفحشاء، الخ... من هذا القبيل.

2ـ مراجعة الطبيب النفسي.

3ـ أعد الإسلام برنامجاً لمحاربة من يقف أمام التبليغ والدعوة الإسلامية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.