في آية الصلاة على النبي ( صلى الله عليه واله ) في القرآن : {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56] ، فلماذا لا يقول الشيعة : ( وبارك وسلم ) ؟ |
1318
09:35 صباحاً
التاريخ: 2023-02-15
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-28
1060
التاريخ: 2023-02-26
1256
التاريخ: 2023-06-27
3789
التاريخ: 2023-06-24
908
|
الجواب : يفتي فقهاؤنا وغيرهم بوجوب الصلاة على رسول الله وآله صلى الله عليه وآله في تشهد الصلاة و[وجوب السلام عليه في] تسليمها وباستحبابه في غيرها .
وكذلك باستحباب التسليم عليه في تسليم الصلاة بصيغة : ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) .
ولكن التسليم في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) ( الأحزاب : 56) ليس معناه وسلموا عليه سلاما بل معناه سلموا له تسليما وأطيعوا أوامره ونواهيه .
كقوله تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) ( النساء : 65 )
( ففي معاني الأخبار للصدوق قدس سره ص 368 : ( عن أبي حمزة قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) ( الأحزاب : 56 ) فقال : الصلاة من الله عز وجل رحمة ، ومن الملائكة تزكية ، ومن الناس دعاء . وأما قوله عز وجل : وسلموا تسليما ، فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه ) .
( وفي البحار : 2 / 204 عن الصادق عليه السلام قال : ( الصلاة عليه والتسليم له في كل شئ جاء به ) .
( وفي الإحتجاج للطبرسي قدس سره : 1 / 377 : ( ولهذه الآية ظاهر وباطن فالظاهر قوله : صلوا عليه ، والباطن قوله : وسلموا تسليما ، أي سلموا لمن وصاه واستخلفه وفضله عليكم وما عهد به إليه تسليما ) .
( ويؤيد ذلك ما قاله النووي في شرح مسلم : 1 / 44 : ( فإن قيل : فقد جاءت الصلاة عليه ( صلى الله عليه واله ) غير مقرونة بالتسليم وذلك في آخر التشهد في الصلوات ؟ فالجواب : أن السلام تقدم قبل الصلاة في كلمات التشهد وهو قوله : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، ولهذا قالت الصحابة رضي الله عنهم يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف نصلي عليك . . . الحديث ) . انتهى .
فنحن نصلي على النبي صلى الله عليه وآله ونقرن به آله عليهم السلام في الصلاة وغيرها كما أمرنا صلى الله عليه وآله . ونسلم عليه في الصلاة كما علمنا : ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) ، نسلم عليه كذلك في زيارتنا له عند قبره الشريف أو من بعيد .
ويصح أن نقول في الصلاة عليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعض علمائنا يقول ذلك ويكتبه في مؤلفاته . ولكنه تسليم ناقص لأنه في الحقيقة دعاء بالسلام عليه صلى الله عليه وآله وليس سلاما ، فإن المتبادر من السلام عليه صلى الله عليه وآله مخاطبته بالسلام ، مثل : ( السلام عليك يا رسول الله ، أو السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) ، ويدل على نقصان قولنا ( وسلم ) عن السلام عليه صلى الله عليه وآله أن الشخص لو نذر أن يسلم على النبي صلى الله عليه وآله لما صح له أن يكتفي به .
ويبدو لي أن صيغة التسليم السنية ( صلى الله عليه وسلم ) روجها العثمانيون الأتراك ، فقد كان الرائج في الصلاة عليه ذكر آله حتى عند علماء السنة ، كما نشاهده في مخطوطات مؤلفاتهم القديمة ، فحذف الأتراك ( وآله ) فبقيت صلى الله عليه ناقصة ، فأضافوا إليها ( وسلم ) لتكميل قافيتها ! على أي حال ، لا مشكلة عندنا في هذا الموضوع ، لكن المشكلة عندكم في خمس مسائل ، بل خمس مصائب لا جواب عندكم عليها :
1 - أنكم تقرنون بالنبي غير آله صلى الله عليه وآله الذين خصهم بالصلاة عليهم وقرنهم به صلى الله عليه وآله . ولا دليل عندكم على جواز هذه البدعة !
2 - أنكم تخصصون صيغة الصلاة النبوية الإبراهيمية بتشهد الصلاة ؟ مع أن حديث النبي صلى الله عليه وآله فيها جاء جوابا على من سأله كيف نصلي عليك ؟ فهو صلى الله عليه وآله في مقام البيان والتعليم ، وأمره بالصلاة على آله معه مطلق ، فلا وجه لتخصيص هذا الأمر النبوي التعليمي التوقيفي بالتشهد ، ولا وجه لابتداع صلاة أخرى عليه صلى الله عليه وآله في غير التشهد ؟ !
3 - أنكم أحيانا تردون على النبي صلى الله عليه وآله فتحذفون آله من الصلاة عليه ، وتضعون مكانهم الصحابة وتقرنوهم بالنبي صلى الله عليه وآله ! بلا دليل عندكم ، ولو نصف حديث عن النبي صلى الله عليه وآله !
4 - أنكم تنوون بصلاتكم على آل النبي صلى الله عليه وآله جميع ذريته من فاطمة وعلي صلى الله عليه وآله وكل ذرية بني هاشم وعبد المطلب إلى يوم القيامة ، فتقرنون هؤلاء كلهم بالنبي صلى الله عليه وآله مع أن فيهم من ثبت أنهم أعداء لله ورسوله ، وفيهم اليوم نصارى وملحدون وقتلة وفسقة وأشرار ؟ ! فلماذا تخربون صلاتكم على نبيكم بنيتكم الصلاة عليهم ؟ !
ومحال أن يأمرنا الله تعالى أن نصلي على كفار فجار ونقرنهم بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله ؟ ! بينما نحن لا يرد علينا هذا الإشكال لأنا نقصد ( آل محمد ) الذين حددهم المصطلح النبوي : علي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين آخرهم المهدي عليهم السلام ، وأحاديثنا فيهم صحيحة متواترة عن الأئمة المعصومين من العترة الطاهرة ، وعن الصحابة ، وقد ألف الصدوق قدس سره وكذا الخزاز القمي قدس سره كتابا جمع فيه النصوص بأسانيده عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله على إمامة الأئمة الاثني عشر ، وأنهم هم العترة وأهل البيت عليهم السلام .
5 - حتى لو حليتم مشكلة ضمكم للصحابة وقرنكم إياهم مع النبي في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله ، فهل يجوز لكم أن تعمموا الصلاة عليهم جميعا بدون تخصيص أو تقييد ، لأنكم عندما تقولون ( صلى الله وعلى أصحابه أجمعين ) تشملون أكثر من مئة ألف شخص ، وتقرنونهم بالنبي صلى الله عليه وآله وهؤلاء فيهم من شاركوا في محاولة اغتياله صلى الله عليه وآله ليلة العقبة ، وفيهم من ثبت نفاقهم بنص القرآن ونص النبي صلى الله عليه وآله ، وفيهم جماعة شهد النبي صلى الله عليه وآله بأنهم لن يروه بعد وفاته ، وأنهم سوف ينقلبون من بعده ، ويمنعون من ورود حوضه يوم القيامة ويؤمر بهم إلى النار ! بل روى البخاري بأنه لا ينجو منهم من جهنم إلا مثل همل النعم ! فلماذا تقرنون هؤلاء بنبيكم ، وتخربون صلاتكم عليه صلى الله عليه وآله بهذه البدعة ؟ !
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|