المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أرباح الأعمال غير المشروعة
10-4-2016
عائلة Hsp60
19-1-2016
الأمين على سر النبي صلى الله عليه وآله
29-12-2019
فحص أرض أكيتا.
2024-07-24
أنماط التخطيط - تعديل الاتجاه المحدد
2023-03-14
الامتزاز في المحلول Adsorption In Solution
2024-08-14


بين ابن حمديس والحجام والمعتمد  
  
1416   09:17 صباحاً   التاريخ: 2023-02-04
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج3، ص:606-607
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-31 1042
التاريخ: 2024-01-13 958
التاريخ: 4-7-2016 9412
التاريخ: 12-4-2022 2261

بين ابن حمديس والحجام والمعتمد

قال في " بدائع البدائه " ما صورته(1): روى عبد الجبار بن حمديس الصقلي قال صنع عبد الجليل بن وهبون المرسي الشاعر لنا نزهة بوادي إشبيلية ، فأقمنا فيه يومنا ، فلما دنت الشمس للغروب هب نسيم ضعيف غضن وجه الماء ، فقلت للجماعة : أجيزوا :

حاكت الربح من الماء زرد

فأجازه كل منهم بما تيسر له ، فقال لي أبو تمام غالب بن رباح ، الحجاج: كيف قلت يا أبا محمد ؟ فأعدت القسيم له ، فقال:

أي درع لقتال لو جمد

وقد ذكرنا في هذا الكتاب ما يخالف هذا ، فليراجع في محله(٢).

ثم قال صاحب " بدائع البدائه "(3) بعد ما سبق ما صورته : وقد نقله ابن

 

606

حمديس إلى غير هذا الوصف، فقال:

نثر الجو على الترب برد                       أي در لنحور لو جمد

فتناقض المعنى بذكر البرد ، وقوله " لو جمد " إذ ليس البرد إلا ما جمده البرد ، اللهم إلا أن يريد بقوله " لو جمد " دام جموده ، فيصح وينعقد على التحقيق.

ومثل هذا قول المعتمد بن عباد يصف فوارة:

ولربما سلت لنا من مائها                     سيفاً وكان عن النواظر مغمدا

طبعته لحيا فزانت صفحة                    منه ولو جمدت لكان مهندا

وقد أخذت أنا هذا المعنى ' فقلت أصف روضاً:

فلو دام ذاك النبت كان زبرجدا           ولو جمدت أنهاره كن بلورا

وهذا المعنى مأخوذ من قول علي التونسي الإيادي من قصيدته الطائية المشهورة:

اللؤلؤ قطر هذا الجو أم نقط                          ما كان أحسنه لو كان يلتقط

وهذا المعنى كثير للقدماء ، قال ابن الرومي من قطعة في العنب الرازقي:

لو أنه يبقى على الدهور                       قرط آذان الحسان الحور

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- البدائع 1 : ٦٣.

٢- سيجيء ما يخالفه في ترجمة الرميكية في الجزء الرابع من النفح .

۳- ص : ٦٤ - 65.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.