المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



الاطفال والسخرية والاستهزاء  
  
1647   08:26 صباحاً   التاريخ: 2023-02-04
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص177 ــ 180
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2022 2199
التاريخ: 16-8-2022 1364
التاريخ: 8-7-2018 2210
التاريخ: 20-12-2021 1697

في حياتنا العائلية وبين الاقرباء نلاحظ الكثير من الأطفال المشعوذين وذوي الاذى والذين يسببون الازعاج والمضايقات.

ولعلهم لم يصلوا إلى حد يقدرون معه ان يفرضوا ارادتهم بالقوة أو يستطيعون ممارسة الظلم. لكنهم بطريقة أو بأخرى يلحقون الاذى بباقي الأطفال وحتى بالكبار ويكونون سبباً لتكدير الخواطر.

ومن انواع المضايقات التي تصدر عنهم التقليد والسخرية، والقيام بأعمال أشبه بالتي يقوم بها المهرج عرفاً. وهؤلاء عندما يدخلوا إلى مكان فإنّهم وبعد مكث قليل يرغبون في الاستهزاء والسخرية من أي شخص حاضر في ذلك التجمع. فيغيرون سحنات وجوههم وقيافتهم ويخرجون السنتهم ويؤدون حركات توجب عدم ارتياح الآخرين.

وهذا الامر شائع حتى بين الكبار ولكن بشكل محدود، لكن مع الأسف فإنه متفشياً بين الأطفال حيث ينم عن نوع تربية الطفل وعن معاناته وحرمانه وقلقه.

مفهوم التقليد والسخرية

السخرية والاستهزاء بالآخرين ليس من الامور التي تحتاج إلى توضيح وشرح مفصل. فكل حالة يبدو فيها الانسان وقد غير شكل وجهه بصورة غير مرغوبة وغير طبيعية ويسعى من خلال التوسل بنقاط ضعف الآخرين. ايجاد الاذى والمزاحمة لهم.

فمثلاً تقليد كيفية تحدث الآخرين بشكل يُضحك البعض وكذلك السخرية من حركة وطريقة سير الآخرين. أو يقوم بحركات يُحرك فيها يديه واعضائه وقسمات وجهه مقلداً فيها شخصاً ليحقره ويسبب له الخجل وعدم الراحة. ولكي يضحك الآخرين ويحس بالانتصار والغلبة.

وهذا الامر ينم عن العقد والحالات الغير طبيعية التي تأصلت في داخل بعض الذين يقومون بهذه الاعمال. وأحيانا تسبب هذه الممارسات وقوع نزاعات واختلافات ومصادمات فردية وجماعية. حيث ان الأمر يخرج في بعض الأحيان عن دائرة الأطفال بالرغم من كونهم هم سبب ذلك. فيتعدى إلى الوالدين. فيتدخلوا مجبورين لعلاج واصلاح ما حدث.

الحالات والمظاهر

ان الأطفال الذين يمارسون حالة السخرية والتهريج، يقومون بأعمالهم هذه بصورة مختلفة، وهنا نشير إلى نماذج من ممارساتهم واساليبهم:

ـ أحيانا يضحكون ويسخرون ويستهزؤن بالآخرين.

ـ في بعض الأحيان يختلقون الأكاذيب ليضحكوا الآخرين.

ـ في بعض الأحيان يطال مزاحهم واستهزائهم فرداً ضعيفاً ومظلوماً حضر المجلس.

ـ وأحياناً يصدر منهم سلوكاً مخالفاً للآداب والظرافة بحيث يصيب الجميع الذهول والحياء مما يقومون به بسبب عدم توقعهم لما يصدر من هؤلاء.

ـ يصدر من هؤلاء كلام جارح وكنايات تكون سببا في جرح مشاعر وعواطف الآخرين.

ـ يواجهون المزاح العادي للآخرين بأجوبة شديدة اللحن وتنم عن الغضب مما يسبب ضيقاً واذى لأولئك.

ـ وأحياناً يكون عملهم بصورة هجاء مصحوباً بمفاهيم ملؤها السخرية والاستهزاء.

ـ في بعض الأحيان يتظاهر بالمرض ليجلب نظر الآخرين. فاذا ما حصل ذلك يضحك من الحضار ويستهزئ بهم.

ـ في بعض الأحيان تصدر منه بعض الممارسات الغريبة والمضحكة وذلك لأثارة غرابة الآخرين.

ـ وأحيانا تكون هذه الممارسات بشكل سلوك أبله وابتسامات ساخرة تنم عن سلوك طفولي مملوء بالخفة.

ـ وأحيانا يصدر منه سلوكاً بشكل مزاح خشن يستعمل فيه اليد، فيقوم بضرب الآخرين.

ـ وفي بعض الاحيان يكون سلوكه خشناً تتمثل بالخصومة وعدم الاعتناء والاحترام و...

ـ وأحياناً تصدر منه تصرفات غير طبيعية وسلوك غير عادي.

ـ وأحياناً يكون هذا السلوك غير أخلاقي نظير الشتم وإلحاق الضرر بما يحيطه.

ـ وكل هذه الحالات تكون أحيانا بشكل سخرية من الآخرين أو بصورة تهريج أو تكون بشكل استهزاء من نفسه فى بعض الاحيان.

الصفات التي تلازم هذه الصفة

بحسب الظاهر ان التقليد والسخرية لدى الأطفال يمثل سلوكاً غير طبيعياً أو عارضة ومصيبة تربوية، لكن في الواقع إذا تعمقنا فيما يصاحب هذه الصفة فنجد الطفل قد ابتلى بعوارض اخرى تصحب هذه الظاهرة، ومن بينها:

ـ أحياناً تصدر منه شتائم والفاظ نابية تسبب ضجر الآخرين.

ـ وأحياناً يلجأ إلى الكذب والجزاف في القول والتبجح.

ـ وفي بعض الأحيان يكون سلوكه مقروناً بالرياء والتصنع والتمارض. وهذا نوع من النفاق والازدواجية.

ـ وفي بعض الأحيان يلجأ الطفل إلى التعدي والتجاوز ومصادرة حقوق الآخرين.

ـ وأحيانا يسعى إلى الخشونة وإهانة الآخرين ليشفي غليله وتطمئن نفسه.

ـ وأخيراً فإن فقدان التربية والأدب، العراك والمنازعة والخشونة والتعرض الوحشي للآخرين تصحب هذه الصفة مما يسبب ظهور حالات من عدم الامن والاستقرار.

وعلى هذا الأساس فإن هذه الصفة تعتبر عارضة اخلاقية. ذات أبعاد واضرار متعددة ومختلفة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.