المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مواعيد زراعة الكرنب (الملفوف)
2024-11-28
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28



لماذا التأديب؟  
  
992   09:47 صباحاً   التاريخ: 29-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص392 ــ 396
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-8-2022 1167
التاريخ: 2024-09-01 382
التاريخ: 2024-04-14 711
التاريخ: 2024-06-27 572

وجود التأديب في أي مؤسسة ومركز يكون بسبب وجود مسألتين تخص علاقة الفرد بالمربّي.

1ـ فيما يخص الفرد، يعتبر التأديب علامة للدلالة على الجهل وعدم المعرفة. فهو ارتكب أمراً غير صحيح وهو يستحق الضرب والعقاب. أو أنه يربّى تربية صحيحة ولكنه لا يسير وفق الطريق المرسوم له ممّا يولّد نوعاً من الاختلال في مجال انسجامه مع المجتمع.

2ـ وهو علامة تدل على أن فطرته دُفنت تحت أكوام من الرماد والغبار وأن وجدانه قد لعب فيه وخرج عن حالته الطبيعية والسليمة وخرج عن تعادله وهو بحاجة ماسّة الى الترميم والأصلاح.

3ـ من جانب المربّي، التأديب علامة للدلالة على وجود علل وبواعث لم يتوفق فيها المربي في تربية الفرد بصورة صحيحة ولديه قصور أو تقصير في هذا المجال.

العائلة التي تحكمها سياسة انظباطية خاصة وصحيحة، لا تحتاج أبداً الى التأديب والضرب الشديد أو التأديب الجسمي. ما أكثر الأطفال الذين كانوا يستطيعون أن يهتدوا عن طريق الوعظ والكلام الليّن والحلو وطلب الخير، ولكن مربّيهم غفلوا عنهم.

بسبب وجود هذه النظرية، يضع بعض المربين تنبيهاً خاصاً الى أنفسهم في ضمن تنبيه الأطفال وتأديبهم واستدلالهم. وهو أنهم كان لهم قصور أو تقصير في تربية الأطفال وكانت لهم تدابير سيّئة وخاطئة وعجز وضعف في التربية (وهناك تأمّل في هذا الكلام بالتأكيد).

التحقيق عن آثار التأديب

من الممكن أن يزيل التأديب سلوكاً سيئاً، ولكن التجارب أثبتت، انه في حالة الغاء التأديب، يرجع الطفل الى ذلك السلوك الذي يرغب فيه. وكذلك يعتقد البعض أن التأديب والضرب يزيل جذور العمل السيء والخاطئ، مع أن الحقيقة هي أن التأديب يغير صورة العمل ويضع عملاً وسلوكاً آخراً في مكانه.

التجارب والبحوث التي اجريت بواسطة علماء النفس والمربّين هي أن:

الأوامر، الضرب والشتم، التحريم من الأكل والألبسة. الملامات والتحقيرات و... لا تستطيع أن تصلح الأطفال المشاغبين إلا بمقدار قليل ولا تستطيع كذلك أن تجعل التلميذ الكسول، تلميذاً جديداً.

أنتم في حياتكم اليومية لا ترون شخصاً كان يضرب في الطفولة ضرباً مبرحاً ومستمراً وصار شيئاً مهماً أو شخصاً مستقيماً إلا في حالات نادرة مثل هؤلاء الأطفال، خصوصاً الذين تحمّلوا ضرباً أكثر من الآخرين، صاروا أشخاصاً مطيعين وباردين في علاقاتهم ولا يعتنون الى شيء، أو أفراداً متمرّدين. المجازات والعقوبات لا ترغّب الطفل على ابداء أي سلوك حسن، ولا تزيل جذور العمل السيئ من وجود الطفل، ولا تولّد عند الطفل أي باعث ومحفّز وشوق على أداء العمل الصالح والحسن.

كذلك أثبتت التجارب، انه كلما زدنا من الضرب والتأديب فأن القدرة على بناء الطفل والتأثير فيه، ويصل الى مرحلة لا تصل قوة وقدرة المربين الذين يستخدمون هذا، اسلوب التأديب والضرب الشديد الى هدايته وأصلاحه.

آثاره المؤقتة

التأديب له أثر مؤقّت، وهو مؤثّر جداً لأجل الاجبار على اداء عمل ما أو ترك عمل آخر في مدة قليلة. على سبيل المثال، الطفل الذي أشاع الفوضى والشغب في محيط ما وسبب الاختلال فيه، نستطيع أن نسكته بضربة وتأديب ونأمن نحن والآخرين من شره. ولكن التأديب ليس بوسيلة حسنة لأجل الاصلاح في مدة طويلة، بل يجب أن نجد جذور هذه المشاكسات والمشاغبات وعللها ونبدأ بإزالتها ورفعها.

التأديب والضرب لا يزيل جذور الألم وعلله الأساسية، بل يُسكنه الى مدة قليلة. ولذلك يجب أن لا نحسبه خطوة تربوية أو أحد أساليب التربية وأن كان يؤثر في لحظة معينة بصورة مباشرة أكثر من التشجيع.

من الناحية العلمية أن أردنا أن نثبّت سلوكاً أو أمراً في نفس الطفل، فلا بد لنا من الاستفادة من الأساليب المرشدة الموجهة والتي تنشئ الشوق لأجل تثبيت ذلك الامر. يجب أن نعلم الطفل المعارف اللازمة ونفهمه مزايا استعمال هذه الأمور بصورة عملية. في تلك الحالة نسري أنه باي شوق ورغبة يبدأ بالعمل والسعي والجهد.

ضرورة وجود التأديب

مع ذلك لا نريد أن نقول انه في النظام التربوي الاسلامي لا يوجد تأديب وضرب، أو لا يوجد له مكان في ذلك. هناك موارد في حياة الانسان لا بد من الاستفادة فيها من التأديب والضرب في تلك الأمور بوجوهها وصورها المختلفة. ونستطيع أن نمنعه عن فعل عمل سيء في هذا الطريق.

عندما لا يحترم الطفل حرية الآخرين، ويحطم موانع الحياء بينه وبين الآخرين، ويرتكب الأخطاء والانحرافات ولا تؤثر فيه نصائحنا وتنبيهاتنا، فلا بد في هذه الحالة من الاستفادة من الضرب والتأديب. نحن لا بد لنا أن نحافظ على مسيرته السليمة في الحياة بحيث لا تتعرض للخطورة والانحراف، ونضع حداً معيناً للهو والمتعة التي يريدها أن لم نصل الى هذه الأهداف من الطرق البسيطة والسهلة فيجب أن نستفيد من الأساليب الصعبة، وهذا الأمر من أجل فائدة الطفل واصلاحه.

الذين يعملون في الأمور التربوية يعرفون أنه في حالة ضرب الطفل عدّة ضربات على يد الطفل يسبب في رجوع النظم والانضباط اليه أو يسبّب في تمهيد المجال لأجل الرشد المناسب لشخصيته.

الروايات الاسلامية تقول إن المربّي مجاز بالضرب والتأديب لأجل بناء الطفل ولكن تحت شرائط وضوابط معينة، وعلى هذا الأساس الاسلام يقبل بالتأديب والضرب ولكن تحت ضوابط. ونعرف أيضاً أن علماء النفس لا ينفون مسألة الضرب والتأديب، بل لهم بحث عن الشرائط والضوابط التي يجب أن تتوفر والموارد التي يكون التأديب فيها موجّهاً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.