أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2020
2141
التاريخ: 31-1-2023
976
التاريخ: 8-1-2022
1619
التاريخ: 18-8-2020
2614
|
الرسائل الإعلامية والتفكير الناقد Critical thinking
يقول المفكر الأمريكي مالكوم إكس إن وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض، ويقول أيضاً : إذا لم تكن فطناً فإن وسائل الإعلام ستجعلك تكره الضحية وتحب الجلاد"، بهذه العبارة صوّر لنا "مالكوم إكس" مقدرة وسائل الإعلام على خداع الجماهير وتزييف وعيها الجمعي عبر تبديل الحقائق، فيصبح الحق باطلاً والباطل حقاً، وهي عمليات التزييف والخداع التي زادت طردياً مع استسهال تلقي المعلومة وبشكل متسارع مع تزايد الاعتماد على وسائل الإعلام وتطورها بشكل كبير وسط حالة الانفجار المعلوماتي والتقدم التكنولوجي الهائل التي نعيشها في الآونة الأخيرة.
كيف نتجنب هذا الخداع الإعلامي؟ كيف نستطيع التفريق بين رديء الرسائل الإعلامية وسيئها؟
بداية يجب علينا ان نتأكد من المسلمات التالية:
1. الإعلام بصيغته الحالية هو في معظمه إعلام موجّه أو إنه دعاية وبروباجندا
2. إعلام يعمد إلى التحكم في متابعيه عبر مخاطبة اللاوعي لديهم وما يكتنفه من مشاعر الخوف والألم والعاطفة، في حين يغيب حديث العقل، فيتم عبره قيادة الجموع كالقطيع لما يريده المتحكمون في تلك الوسائل الإعلامية والذي هو دائماً وأبداً ما يكون بعيداً كل البعد عن مصالح الشعوب بل مناقضاً لها تماماً.
3. لا مفر أمامنا من التحرر من سطوة تأثير وسائل الإعلام علينا إلا بإيقاظ حاسة التساؤل النائمة في أعماقنا وذلك عن طريق:
- إحياء فضيلة التفكير النقدي في أذهاننا.
- التساؤل حول مصداقية الرسالة الإعلامية المقدمة.
- ما الغرض من تقديمها في هذا التوقيت دون غيره.
- وهل هي أولوية ملحة أم قصد بها إخفاء أولويات أخرى؟
- ومن هم مالكي تلك الوسائل الإعلامية وما هي أيديولوجيتهم الفكرية والدينية والسياسية؟
وأخيراً يجب أن تتأكد أنه ليس هناك إعلاماً خالصاً لوجه الله أو لوجه الحقيقة المطلقة مهما ادعى القائمون على الإعلام ذلك، فالجميع مدفوعون بأيديولوجية ما، وعليه، يتحتم إعمال العقل عبر استدعاء ملكات التفكير الناقد لكشف الرسائل المضمرة التي يحاول هذا الإعلام بثها.
التفكير الناقد يمكن من خلاله ليس تفكيك آليات الخداع الإعلامي فحسب بل فهم هذا العالم ومن ثم إمكانية رسم خريطة إدراكية لمعطياته ومتغيراته وموقعنا داخله، أي بلورة رؤية حقيقية للذات وللعالم في آن واحد، ذلك هو العقل كما خلقه الله عقلاً توليدياً إبداعياً وإن كانت قد جرت محاولات لأجل تغييبه إلا أنه لا يزال ممتلكاً القدرة على التجاوز، فلا مفر إذا من جعل هذا التفكير النقدي بمثابة الدماء التي تسبح في شرايين الأمة باعتبارها مسألة مصيرية لها.
لا مفر من جعل هذا التفكير النقدي بمثابة معركة يجب أن تبدأ من الفرد فهو عليه تبعة إعمال عقله بشكل دائم وهو يتابع الوسيلة الإعلامية ليُدرِّب عضلة التفكير النقدي لدية فلا يكف عن طرح الأسئلة على نفسه السؤال تلو الآخر:
1. لماذا يجري عرض هذه الرسالة الآن.
2. هل القضية التي تطرحها جوهرية أم أنه قصد بها إخفاء قضايا أخرى أكثر أهمية؟
3. من الذي قام بإنتاج هذه الرسالة الإعلامية ؟
4. ما هو انتماؤه الفكري والأيديولوجي؟ هل تقف وراءه جهة رسمية أم تيارات معارضة أم ماذا؟
5. في أي دولة تجري صناعة هذا المحتوى الإعلامي؟
6. ما هي الأهداف الحقيقية لصانعه؟
7. ولماذا ينفق كل هذه الأموال على تلك الرسالة الإعلامية؟
8. هل هذا المحتوى رأي، أم حقيقة أم أن الأمر مختلط؟
9. ما هي الرسالة المستترة خلف ذلك المحتوى، فدائماً هناك رسالتان واحدة معلنة والأخرى مستترة في ثنايا الخطاب الإعلامي ؟
10. هل المصادر التي استندت إليها المادة المقدمة داخل الرسالة الإعلامية هي مصادر موثوقة أم غير ذلك؟
11. هل يمكن التحقق من صدق هذه المادة؟
12. هل تلك الرسالة فيها رأي ورأي آخر أم أنها تتدفق في اتجاه واحد وما مدى العدالة في عرض الآراء المختلفة إن وجدت؟
إن محاولة الإجابة على هذه الأسئلة هي استراتيجية بحد ذاتها من شأنها تسليح الطالب والمواطن بالأدوات اللازمة لخوض معركة الوعي الحقيقي، معركة يتعاظم فيها دور العقل ويخبو حديث العاطفة واللاوعي.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|