أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2023
1188
التاريخ: 25-1-2023
882
التاريخ: 25-1-2023
1159
التاريخ: 18-1-2022
1810
|
لماذا التربية الإعلامية ضرورية اليوم؟
قبل ثلاثين عامًا لم تكن هناك حاجة ملحة للتعامل مع الإعلام الذي كان محصورا في الأدوات الاتصالية التقليدية مثل الصحف والمنشورات، انذاك كان إعلامًا محليًّا محدود التأثير، بخلاف يومنا هذا الذي اجتاحت فيه ثورة الإعلام والمعلومات والاتصالات العالم وأصبحت الحاجة إلى الوعي الإعلامي أمرًا ملحا وعاجلًا، خصوصًا وأننا نعيش في عالم تتجاذبه الصراعات الدينية والأهواء السياسية والمصالح الإقتصادية من كل جانب.
كانت المدرسة والمنزل في البداية هما المصدران الرئيسان لاكتساب المعرفة والقيم التربوية بالنسبة للطفل، أما الآن فقد أحكم الإعلام سيطرته على سكان المعمورة، رجالا ونساءً، أطفالًا وكبارًا، مربيين ونشئًا، بفضل أسلوبه المبتكر وقدرته على الإبهار وتقنيته المدهشة، متجاوزا بذلك حدود الزمان والمكان حتى عادت التربية التقليدية بواسطة الأسرة والمدرسة غير مجدية في عالمنا اليوم الذي صار الإعلام فيه يملك النصيب الأكبر في التنشئة الاجتماعية، والتأثير والتوجيه وتربية الصغار والكبار معًا، وما لم يكن الإنسان يملك وعيًا إعلاميا فإن التيار الجارف سيكتسحه لا محالة،
بدون الوعي الإعلامي إذن سيدخل المرء في حال من التخبط والتشتيت والتعصب والجهل نتيجة التعرض العشوائي للرسائل الإعلامية الهائلة والمتنوعة من قبل وسائل الاتصال التي تحيط بنا من كل جانب، لذلك فمهارة التعامل مع الإعلام هي أمر نحتاجه بشدة طوال حياتنا اليومية ليس فقط من أجل تشكيل مناعة معرفية نفسية ضد المسممات الإعلامية ولتقوية الجهاز المناعي والحصانة الفكرية والسلوكية لدى الشباب لمواجهة أساليب الاختراق وتحديات الإعلام الجديد، والاستخدام الرشيد لمواقع التواصل الإجتماعي وغيرها من وسائل الإعلام الجديد، وعدم إضاعة الوقت أمامها، وتوظيفها في نشر العلم النافع والثقافة النافعة ونشر قيم الحوار والديموقراطية والإنسانية بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في توعية المجتمع المحلي والمساهمة في الثقافة العالمية.
ناهيك عن أن التربية الإعلامية هي البذرة الأولى للتعلم الذاتي على مدى الحياة، وهو الأمر الذي أضحى مطلوبًا في عصرنا هذا أكثر من أي وقت مضى. حيث أنها توفر الكثير من الفرص المناسبة لمعالجة المشكلات النفسية والثقافية والإجتماعية التي يعاني منها الشباب بشكل عام كمشكلة الأمية الحضارية، والأمية التكنولوجية، والأمية السياسية، علاوة على التوترات التي تنشأ بفعل الاتصال مع الآخرين وعدم الألفة والتعصب والانطواء على الذات.
ويمكن أن نلخص حاجتنا اليوم للتربية الإعلامية بالنقاط التالية:
1. التطور العلمي والتكنولوجي الكبير في شتي وسائل الاتصال يفرض علينا هذا النوع من الدراسات والذي يمكننا من التعامل الناقد والنشط مع وسائل الإعلام.
2. انتشار وسائل الإعلام على نطاق واسع، وتنامي قدرتها على جذب مستقبل الرسالة الإعلامية، وبالتالي قدرتها على القيام بدور تربوي مواز لما تقوم به المؤسسة التربوية الرسمية.
3. الكم الهائل من الرسائل الإعلامية التي أصبح المواطن محاصرا بها والتي تتفق في بعضها مع قيمه وأخلاقياته وثقافته ولكنها في الجانب الأكبر منها تقدم مضامين ومعلومات وصورا مشوهة.
4. تسرب بعض القيم السلبية، والعادات الدخيلة على ثقافة المجتمع، تحت غطاء حرية الإعلام.
5. ضرورة التفكير في أسلوب مناسب يحمي الاجيال من الشباب والمراهقين والاطفال من التأثيرات السلبية للرسائل الضخمة المنقولة عبر الفضائيات والإنترنت.
6. ضرورة وضع أسس للتعامل مع الرسائل التي يتعرض لها الجمهور على مدار الساعة من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
7. مساعدة المتلقي على اكتساب مهارات التفكير الناقد والتفكير الإبداعي واتخاذ القرار حيال ما يتعرض اليه من رسائل.
8. حماية النشء والشباب من المخاطر التي استحدثتها وسائل الإعلام، والتركيز على كشف الرسائل المزيفة والقيم غير الملائمة، وتشجيع الطلاب على رفضها وتجاوزها، وحسن الانتقاء والتعامل معها والمشاركة فيها بصورة فعالة.
9. النظر إلى التربية الإعلامية كمشروع مجتمعي وحضاري وقائي متكامل، يتمثل هدفه في نشر مفاهيم التربية وفق أطر ترسخ المبادئ والقيم التي تتبناها الدولة في أذهان الطلبة من خلال اتباع الرقابة الذاتية والممارسات الإيجابية في التواصل مع الآخرين، وعبر تشكيل وعي لدى الطلبة حول أهمية المعلومات وكيفية تبادلها على مختلف منصات الإعلام الرقمي التي تقود المشهد داخل المجتمعات.
10. تبصير الطالب بسلبيات الإعلام الإجتماعي التي تتمثل في بث الأفكار المتطرفة والشائعات، ونشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة، وانتهاك خصوصية الآخرين وتنفيذ جرائم النصب والاحتيال عبر الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الإجتماعي.. وحماية الطلبة وأفراد المجتمع من التضليل الذي يعتري بعض الأخبار والمعلومات المتداولة والممارسات السلبية.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|