ثانياً - علاقة المديونية بالتمويل الدولي 

إن توقف المصادر الخاصة للتمويل الدولي بسبب أزمة المديونية عن إقراض الدول المدينة جعلها في موقف صعب لحاجتها لذلك، وكل ذلك جعلها تلجأ إلى المؤسسات المالية الدولية ممثلة في الصندوق والبنك الدوليين لمساعدتها في النهوض مرة أخرى من خلال إتباع برامج تصحيح خاصة تعالج أسباب ذلك وتعيد لتلك الدول مصداقيتها الائتمانية الخارجية ولتجعلها تحصل على التمويل اللازم للاستمرار ببرامجها التنموية.

وبعد اقتناع المنظمات الدولية والدول الكبرى بعدم قدرة الدول المدينة على استئناف النمو وتسوية الديون، لجأت الدول المدينة ومن خلال تلك المنظمات الدولية إلى الدخول في مفاوضات للإتفاق على إعادة جدولة الديون^(*) وعلى وفق خطة (برادي) وزير الخزانة الأمريكية والتي تعتمد على ثلاث محاور:-

(1) تمنح البنوك الدائنة الدول المدينة خصماً ما بين 30 - 50% حسب كل حالة، مقابل ضمان تسديد الرصيد المتبقي بعد الخصم وفوائده، وقد تم توفير الضمان من خلال تقديم السندات الأمريكية تم تمويل شرائها من المنظمات الدولية.

(2) التزام الدول المدينة بتنفيذ برامج تصحيح اقتصادي وسياسي وحسب توجيهات الصندوق الدولي متمثلة بما يلي:

* تخفيض قيمة العملة.

* تحرير الأسعار.

* تخفيض مستوى الطلب وتحقيق التوازنات الأساس في الحساب الجاري والموازنة العامة.

* رفع الدعم الحكومي عن المواد الضرورية.

*  رفع اسعار الفائدة المدينة لزيادة الإدخار والاستثمار.

* تحرير التجارة الخارجية

* إتباع سياسات الخصخصة وإصلاح القطاع العام.

(3) يحول رصيد الدين بعد الجدولة والخصم إلى سندات قابلة للتداول سُميَت سندات (برادي) وذلك لتمكين البنوك الدائنة من تنويع مخاطرها وكذلك تمكين الدول المدينة من شراء دينها من السوق الثانوية أو مبادلته باستثمارات او التعاقد مع طرف ثالث لشراءه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) من الجدير بالذكر يتم تسوية وإعادة جدولة الديون الخارجية للدول المدينة من قبل نادي باريس الذي انشأ عام 1956 حيث تقدم الدول المدينة طلباً بتوجيه الدعوة لدائنيها بخصوص ديونها الرسمية وبحضور مراقبين من,  OCED, UNCTAD WB، IMF، ويكون التفاوض متعدد الإطراف وينتج عنه اتفاقية جماعية وبرئاسة أحد كبار موظفي وزارة الخزانة الفرنسية.

إما نادي لندن فيختص بتسوية وإعادة جدولة الديون التجارية.