المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

تعاليم القرآن الصحّيّة
13-02-2015
مجد الدين ابن الاَعرج
10-8-2016
بعد النظر ــ بحث روائي
12/9/2022
المشكلات العامة في عالم الفتيات
13-12-2016
نظريات التركيب الداخلي للمدن - نظرية القطاعات
1/10/2022
نور كلام الصادق (عليه السلام)
17-04-2015


المناظرات في عصر الإمام الكاظم ( عليه السّلام )  
  
1232   04:47 مساءً   التاريخ: 13-1-2023
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 9، ص155-157
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / التراث الكاظميّ الشريف /

من الأنشطة الفكرية الواسعة الصيت في عصر الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) والمؤثرة في تبلور فكر الأمة هي المناظرة العلمية ، وكان الإمام الصادق ( عليه السّلام ) ثم الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) من بعده قد استثمرا هذه الظاهرة وأعدّا لها نخبة من العلماء المتخصصين في هذا الميدان تعاهدوا للدفاع عن مذهب أهل البيت ( عليهم السّلام ) وتعريفه للناس واستطاعوا رغم المنع السلطوي والحصار الفكري ضدهم أن يروّجوا للمذهب ويحققوا انتصارات مشهودة . كما قد نشطوا من جانب في دحض الشبهات والاتهامات التي كانت تثار ضد الفكر الإسلامي أو الشيعي واستطاعوا أن يقفوا بوجه الموجات الفكرية الانحرافية والحركات الالحادية .

ومن جملة أصحاب الإمامين الصادق والكاظم ( عليهما السّلام ) البارزين في هذا الميدان هشام بن الحكم .

كان هشام بن الحكم من أفذاذ الأمة الإسلامية ومن كبار علمائها وفي طليعة المدافعين عن خط أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

جاهد طويلا لنصرة الحق خصوصا في عصر الرشيد ، الذي انعدمت فيه الحريات ، وكان الذاكر لفضائل أهل البيت ( عليهم السّلام ) عرضة للانتقام والتنكيل من قبل السلطة .

كان من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السّلام ) وبعد وفاته اتّصل بالامام الكاظم ( عليه السّلام ) .

واختص في علم الكلام فكان من كبار المتكلمين في عصره ، وشهد له بذلك ابن النديم .

ونظرا لاختصاصه في هذا الفن فقد زيّن يحيى بن خالد البرمكي مجلسه به وجعله قيما لمجالس كلامه[1].

وخاض هشام مع علماء الأديان والمذاهب مستدلا على صحة مبدأه وبطلان أفكارهم .

ونظرا لخطورة استدلاله وقوة حجته كان الرشيد يحضر من وراء الستار فيصغي إليها ويعجب بها ، ولقد خاض في عدة مناظرات مع زعيم المعتزلة الروحي عمرو بن عبيد[2].

ووجه يحيى بن خالد البرمكي سؤالا لهشام بحضرة الرشيد من أجل احراجه قائلا له : أخبرني عن علي والعباس لما اختصما إلى أبي بكر في الميراث أيهما كان المحق من المبطل ؟

فاستولت الحيرة على هشام لأنه قال في نفسه : ان قلت عليا كان مبطلا كفرت وان قلت العباس كان مبطلا ضرب الرشيد عنقي .

فقال هشام : لم يكن من أحدهما خطأ وكانا جميعا محقين ، ولهذا نظير قد نطق به القرآن في قصة داود ( عليه السّلام ) حيث يقول اللّه : وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ ، إلى قوله تعالى : خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فأي الملكين كان مخطئا ؟ وأيهما كان مصيبا ؟ أم تقول : انهما كانا مخطئين فجوابك في ذلك جوابي بعينه .

فقال يحيى : لست أقول : الملكين أخطآ ، بل أقول إنهما أصابا وذلك انهما لم يختصما في الحقيقة ولا اختلفا في الحكم وانّما أظهرا ذلك لينبّها داود على الخطيئة ويعرّفاه الحكم ويوقفاه عليه .

فقال هشام : كذلك علي والعباس لم يختلفا في الحكم ولا اختصما في الحقيقة وانما أظهرا الاختلاف والخصومة لينبّها أبا بكر على غلطه ويوقفاه على خطيئته ويدلّاه على ظلمه في الميراث ولم يكونا في ريب من أمرهما .

فتحيّر يحيى ولم يطق جوابا ، واستحسن الرشيد هذا البيان الرائع الذي تخلص به هشام [3] .

وله مناظرات من هذا القبيل مع العالم النظام[4] ومع ضرار الضبي[5] فراجع مناظراته في موسوعة بحار الأنوار في ما يختص بحياة صحابة الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) .

وهكذا استطاع أهل البيت ( عليهم السّلام ) من خلال خيرة أصحابهم أن يحفظوا للأمة المسلمة هويّتها ويدافعوا عن شخصيّتها المعنوية واستقلال كيانها الفكري والديني .

 

[1] الفهرست لابن النديم : 263 .

[2] الكشي : 225 ح 475 ، 280 ح 500 ، والأمالي : 1 / 55 ، ومروج الذهب : 3 / 194 و 4 / 21 - 23 .

[3] الفصول المختارة : 42 ووردت المناظرة باختصار في عيون أخبار الرضا : 2 / 15 .

[4] الكشي : 274 ح 493 في الخلود في الجنة وعدمها .

[5] كمال الدين : 2 / 362 - 370 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 199 ح 7 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.