دعائه للخلاص من السجن و هداية جارية هارون
المؤلف:
الشيخ عباس القمي
المصدر:
منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة:
ج2,ص245-246.
18-05-2015
23987
روى أيضا عن وماجيلويه عن عليّ بن ابراهيم عن أبيه انّه قال: عن رجلا من أصحابنا يقول: لما حبس الرشيد موسى بن جعفر (عليه السلام) جنّ عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله فجدّد موسى (عليه السلام) طهوره و استقبل بوجهه القبلة و صلّى للّه عز و جل أربع ركعات ثم دعا بهذه الدعوات فقال: يا سيدي نجّني من حبس هارون و خلّصني من يده، يا مخلّص الشجر من بين رمل و طين، و يا مخلّص اللبن من بين فرث و دم، و يا مخلص الولد من بين مشيمة و رحم، و يا مخلّص النار من بين الحديد و الحجر، و يا مخلّص الروح من بين الأحشاء و الامعاء، خلّصني من يدي هارون.
قال: فلمّا دعا موسى (عليه السلام) بهذه الدعوات أتى هارون رجل أسود في منامه و بيده سيف قد سلّه، فوقف على رأس هارون و هو يقول: يا هارون أطلق عن موسى بن جعفر و الّا ضربت علاوتك بسيفي هذا، فخاف هارون من هيبته ثم دعا الحاجب فجاء الحاجب، فقال له:
ذهب إلى السجن فأطلق عن موسى بن جعفر.
قال: فخرج الحاجب فقرع باب السجن فأجابه صاحب السجن، فقال: من ذا؟ قال: انّ الخليفة يدعو موسى بن جعفر فأخرجه من سجنك و أطلق عنه، فصاح السجّان: يا موسى انّ الخليفة يدعوك.
فقام موسى (عليه السلام) و هو يقول: لا يدعوني في جوف هذا الليل الّا لشرّ يريد بي، فقام باكيا حزينا مغموما آيسا من حياته فجاء إلى هارون ... فقال: سلام على هارون، فردّ (عليه السلام) ، ثم قال له هارون: ناشدتك باللّه هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات؟ فقال: نعم، قال: و ما هنّ؟
فقال: جدّدت طهورا و صلّيت للّه عز و جل أربع ركعات و رفعت طرفي إلى السماء و قلت: يا سيدي خلّصني من يد هارون و شرّه و ذكر له ما كان من دعائه، فقال هارون: قد استجاب اللّه دعوتك يا حاجب أطلق عن هذا، ثم دعا بخلع فخلع عليه ثلاثا و حمله على فرسه و اكرمه و صيّره نديما لنفسه.
ثم قال: هات الكلمات، فعلّمه، فأطلق عنه و سلّمه إلى الحاجب ليسلّمه إلى الدار و يكون معه، فصار موسى بن جعفر (عليه السلام) كريما شريفا عند هارون، و كان يدخل عليه في كلّ خميس الى أن حبسه الثانية فلم يطلق عنه حتّى سلّمه إلى السندي بن شاهك و قتله بالسّم .
اما هدية هارون له حيث انّ هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر جارية خصيفة لها جمال و وضاءة لتخدمه في السجن، و انفذ الخادم ليتفحّص عن حالها فرآها ساجدة لربّها لا ترفع رأسها تقول: قدوس سبحانك سبحانك فاتي بها و هي ترتعد شاخصة نحو السماء بصرها، فقال: ما شأنك ؟
قالت: هكذا رأيت العبد الصالح، فما زالت كذلك حتى ماتت .
ذكر ابن شهرآشوب هذه الرواية بتفصيل اكثر و ذكرها أيضا العلامة المجلسي (رحمه اللّه) في جلاء العيون .
الاكثر قراءة في التراث الكاظميّ الشريف
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة