ثانياً : تصنيف الدول النامية

أ- تصنيف الدول النامية حسب معايير الهيئات الدولية :

1- تصنيف البنك العالمي للدول النامية  :

يصنف البنك العالمي دول العالم استنادا إلى معيار نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي عام 2008 وهو يميز بين ثلاث مجموعات من الدول: ⁽¹⁾ 

- الدول ذات الدخل الفردي المنخفض: أقل من 975$.

- الدول ذات الدخل الفردي المتوسط بين( 976 $ و 11.905 $ ) وتضم شريحتين من الدول.

* الشريحة الأدنى للدخل المتوسط : ويتراوح فيها الدخل الفردي (بين 756$ و 3.855$) .

* الفئة الأعلى للدخل المتوسط : ويتراوح فيها الدخل الفردي (بين (11.905$, 3.856 $)

- الدول ذات الدخل الفردي المرتفع: أعلى من 11.906 $ وتضم (الدول الصناعية) وهي أغلبية دول OCDE.

إن تصنيف الدول استناداً إلى معيار الدخل الفردي لقي معارضة من طرف بعض الباحثين بالنظر إلى عدة أسباب منها⁽²⁾:

- أن ظاهرة الاستهلاك الذاتي المعروفة بصفة كبيرة في القطاع الزراعي لا تؤخذ في الحسبان، أو تحتسب بصفة تقريبية فقط من طرف المحاسبة الوطنية للبلد، وهو ما يعيق التقدير الحقيقي للدخل الفردي.

- إهمال القطاع غير الرسمي الذي يقدم دخولاً معتبرة ولا تؤخذ في الحسبان عند تقدير الدخل الفردي.

- يمكن أن تبلغ بعض الدول النامية دخولاً فردية عالية نتيجة للتضخم العالمي، ودون أن تعرف مستويات تنميتها الداخلية أي تغيير، ومثالها حالة الدول النامية المصدرة للبترول ذات العدد القليل من السكان.

- يتجاهل هذا التقسيم طبيعة الهياكل الاقتصادية للبلد، وشكل منحني توزيع الدخل الوطني بين أفراده، فارتفاع الدخل في دول الخليج مثلاً لا يمس فئة كبيرة من أفراد مجتمع هذه الدول.

2- تصنيف الأمم المتحدة للدول النامية : 

ميزت ONU بين مجموعتين من الدول⁽³⁾: 

* الدول الأقل تقدماً (PMA) وتضم حالياً 49 دولة، تتميز بـ :

- ضعف الدخل الفردي

- تأخر في التنمية البشرية: سوء التغذية (50% من الفقراء في أثيوبيا)، وسوء أو

انعدام الخدمات الصحية والتعليمية.

- ضعف حصة الصناعة في PIB (أقل من 10%).

- زراعة تقليدية متأخرة (تشغل اغلب السكان ). 

- كما أنها تعتبر شبه هامشية في التبادلات العالمية بسبب عزلتها الناشئة عن سوء ارتباطها بالعالم الخارجي أو غياب واجهة بحرية، وبعضها قطعت علاقاتها الخارجية بدافع النزاعات الطويلة، وبالنتيجة فإن PMA تشغل "الزوايا الميتة" من العالم بعيداً عن التدفقات الدولية ⁽⁴⁾ .

لذلك يفهم أن الأمم المتحدة استعملت مفهوم "الدول الأقل تقدما PMA" من أجل تمييز الدول الأكثر فقراً في الكون، وبالتالي نوع من العالم الثالث داخل العالم الثالث⁽⁵⁾، وتضم هذه المجموعة أعداداً كبيرة من دول إفريقيا جنوب  الصحراء كالموزنبيق ودولاً من آسيا، وتوجد دولة واحدة في أمريكا اللاتينية وهي "هايتي"، وهي تمثل 10% من الثالث. سكان العالم الثالث ⁽⁶⁾ .

• الدول المصنعة حديثاً (NPI) تضم 15 دولة موزعة كالتالي: 5 دول في أمريكا اللاتينية، 7 دول في جنوب شرق آسيا ، دولة واحدة في إفريقيا وهي دولة جنوب إفريقيا، دولتان في أوربا وهما البرتغال واليونان. تتميز مجموعة هذه الدول بـ :

- وجود قاعدة صناعية .

- صادرات متنوعة ونمو اقتصادي قوي .

- ارتفاع في الدخل الفردي.

- تزايد تعداد السكان في المدن.

- تناقص في معدلات الفقر المطلق .

- مستوى مرتفع نسبياً في جانب الصحة والتعليم .

- استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة (IDE) لاسيما استثمارات الشركات متعددة الجنسيات.

3- التصنيف متعدد المعايير :

اعتمد Grellet في تصنيفه للدول على ثلاثة معايير هي:

- تحقيق مستوى دخل فردي يفوق 1000 دولار بأسعار 1982،

- تنوع الصناعة معبراً عنه بمساهمة الصناعة بنسبة 20% في PIB .

- تلبية الحاجيات الأساسية للسكان، من عدمه.

وبناء على هذه المعايير ميز بين ثمان مجموعات من الدول كما يوضحه الجدول التالي:

(*) إشارة + تدل على تحقق المعيار على عكس إشارة –  .

(**) تضم هذه المجموعة كل الدول الأقل تقدماً (PMA).
 المصدر من إعداد الباحثين بناءً على :

Matouk BELATTAF, op. cit., p: 89.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) Banque mondiale, classification des pays, site: http://donnees.banquemondiale.org/a- propos/classification-pays.

(2) Hocine BENISSAD, stratégies et expériences de développement, Office des Publications Universitaires, Alger, 1985, pp:19-20.  

(3) Matouk BELATTAF, op. cit., p: 86.

(4) Matouk BELATTAF, op. cit., p: 56.

(5) Frederic Teulo, Croissance, crises et développement, Presse Universitaire de France (PUF), 5e edition, 1998, p: 215.

(6) Berard CORNEVIN, Le développement divergent des tiers mondes après 1980, p:80:

 http://www.cndp.fr/revuedees/pdf/108/06309411.pdf .