نـظام الحكـم تـاريخيـاً فـي جـنـوب افـريـقيـا
المؤلف:
د . فريد النجـار
المصدر:
الحروب التجارية المعاصرة
الجزء والصفحة:
ص559 - 561
2025-08-14
631
5- نظام الحكم:
تخضع جنوب افريقيا إلى نظام حكم جمهوري، وتم وضع اول دستور لها في عام 1910م، أما الدستور الحالي فقد تم وضعه في عام 1996م.
وتتمثل السلطة التنفيذية في رئيس الجمهورية الذي يتم انتخابه عن طريق المجلس الوطني لفترة رئاسية تبلغ خمس سنوات ويجوز ترشيحه لفترة ثانية ويشغل رئيس الجمهورية منصبي رئيس الدولة ورئيس الحكومة، وتشمل السلطة التنفيذية نائب الرئيس التنفيذي والحكومة ويقوم رئيس الجمهورية بتعيين مجلس الوزراء.
أما السلطة التشريعية فتتمثل في مجلسين الأول هو المجلس الوطني والذي يتألف من 400 عضو يتم انتخابهم بالاقتراع الشعبي المباشر وذلك لفترة خدمة مدتها خمس سنوات، أما المجلس الآخر فهو المجلس الوطني للمقاطعات ومدة خدمة أعضائه خمس سنوات ايضاً وتتمثل مهامه في حماية المصالح الإقليمية مثل المحافظة على التقاليد الثقافية واللغوية بين الأقليات العرقية.
وبالنسبة للسلطة القضائية فتتمثل في المحكمة الدستورية ومحكمة الاستئناف العليا والمحاكم العليا ومحاكم القضاة.
ومن الأحزاب السياسية الموجودة بجمهورية جنوب أفريقيا نذكر الحزب الديموقراطي الإفريقي المسيحي، المؤتمر القومي الإفريقي، جبهة التحرير، حزب الحرية إنكاتا، والحزب الوطني وغيرها من الأحزاب.
6- نبذة تاريخية:
عرفت جنوب افريقيا كدولة يتنوع شعبها ما بين العديد من الألوان والأجناس والديانات المختلفة وذلك نظراً للاستعمار الذى تعرضت له منقبل الهولنديين الذين استوطنوا بها وعرفوا باسم "البوير" ثم احتلالها بواسطة البريطانيين الذين وفدوا على المنطقة وقاموا بمحاربة الهولنديين فيما عرف بحرب البوير في الفترة ما بين 1899 - 1902 الأمر الذى أدى في النهاية إلى ظهور اتحاد جنوب افريقيا الذي بنى على أساس التفرقة العنصرية والتمييز بين الأجناس، وقضيت جنوب إفريقيا مئات السنوات في ظل الاحتلال تعرض فيهم السكان الأصليين للبلاد لشتى أنواع الاستعباد والقسوة والقهر ، بالإضافة للتمييز العنصري وسياسات التهجير والحرمان من كافة الحقوق الاقتصادية والسياسية والإنسانية والثقافية والاجتماعية، بالإضافة لقيام المستعمرين بانتزاع الأراضي من السكان الأصليين وجعلهم يعيشون على مساحة 13% فقط من مساحة البلاد بهدف إخضاعهم لتحكم وسلطة الاستعمار.
ــ لم تمنع السياسات القهرية والقمعية التي مارستها القوات الاستعمارية ضد السكان الأصليين من ظهور العديد من الحركات السياسية التي تناهض الاستعمار والتمييز العنصري فظهر نيلسون مانديلا كرئيس لحركة سياسية تناهض النظام العنصري، بالإضافة لعدد آخر من التيارات السياسية اللاتي شكلن معاً جبهة سياسية في إطار "المؤتمر الوطني الأفريقي " African National Congress " أو ANC وذلك في عام 1955م، وفى عام 1961 تم تشكيل الجناح العسكري لـ ANC وبذلك تولد تحالف قوى على أساس ميثاق الحرية بين مختلف الأحزاب والألوان ويوجد ميثاق الحرية على مستوى القارة ككل حيث كانت الثورة في جنوب أفريقيا تتلقى الدعم والمساندة من كل دول القارة بالإضافة إلى الدعم المادي والأسلحة من دول المعسكر الاشتراكي وأوروبا الشرقية.
ــ وفي نفس العام تقدم نيلسون مانديلا يطلب حماية الحقوق القومية لكل الشعوب، كما طالب بالتعددية ضمن نظام الأبارتايد وهو النظام الذي يضع السلطة في يد الرجل الأبيض ويتيح له استخدام جميع الثروات مع احتقار السود وجعلهم عبيد.
ــ ظهرت في الفترة ما بين عامي 1983 - 1984 جيل جديد من المثقفين وخريجي الجامعات وبدأت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في التحسن كما بدأت أعداد الخريجين من السود تتزايد عن الخريجين البيض، مما أدى تدريجياً إلى تغيير الوضع السياسي للبلاد نحو الأفضل.
ــ ظلت دولة جنوب افريقيا تتوالى عليها الثورات والمفاوضات منها الذي يواجه بالفشل ومنها الناجح حتى وصلت إلى أن نال المواطن الأسود حقوقه وأصبح له وجود سياسي ووجود في الوظائف المختلفة.
الاكثر قراءة في التكتلات والنمو والتنمية الأقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة