المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



علل التخلف الدراسي عند الطفل  
  
1474   10:55 صباحاً   التاريخ: 8-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص167 ــ 189
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من أجل علاج حالة التخلف واصلاحها نرى من الضروري أن نعرف جذورها وعللها، ولكننا يجب أن نذكر أن في جميع الأوقات ان السبب الرئيسي للتخلفات الدراسية ليس علّة واحدة، فمن الممكن أن تؤثر مجموعة من العلل في هذا المجال، وبعبارة اخرى ان هناك عدة عوامل تشترك في ايجادها وخلقها.

سنستعرض في هذا البحث مجموعة من علل التخلف، وهذه من وظائف المربّي الذي يجب عليه أن يعرف ما هي المجموعة من العوامل التي اشتركت في إيجاد هذه الحالة في الطفل. أما تلك العلل فعبارة عن:

أـ العلل المحيطية - الجسمية

في هذا المجال نستطيع أن نذكر العديد من العلل والتي أهمها عبارة عن:

1ـ تأخر الرشد والنمو: وهو ناتج من عدم القدرة على العمل والحركة. بعض الأطفال ليس لهم القدرة الكافية من الناحية الجسمية والاستعداد الكافي لإنجاز واجبات المدرسة أصابعه غير قادرة ومستعدة على الامساك بالقلم في اليد وهذا بسبب التخلف.

2ـ بطيء الانفعالات الجسمية: حيث يعاني الطفل من عدم القدرة على الحركة والانتقال أو السرعة في الأنتقال، وكذلك ليس لديه تلك القفزة والحركة اللازمة لإنجاز الواجبات الدراسية.

3ـ الاختلالات العضوية: الاختلالات العضوية كالضعف في البصر أو السمع عند الطفل، فبعض الأطفال يعانون من الضعف البصري فبعضهم مصاب ببعد النظر أو قصر النظر أو العمش و.... البعض الآخر يعاني من قلة السمع، فهم لا يسمعون جيداً أو لهم صمم بالنسبة إلى بعض الحروف حيث تختلط عليهم الكلمات.

وكذلك من الممكن أن يكون النقص في التكلم والحديث أو في تهجي الحروف التي تتبعها الكتابة الخاطئة بسبب تحول اللسان، والتأخر في نموه، والخلل في الجوانب الحسية، الحركية، اللمسية.

4ـ التعب المزمن: وهي ناشئة من الأمراض الشديدة والصعبة ومن العمل والجهد المستمر حيث تعتبر من عوامل التخلف، فالطفل الذي يجهد نفسه كثيراً وليس له قرار، سواء بسبب اللعب أو بسبب المرض، ليس له القدرة الكافية للدرس والعمل والتحصيل. وعدم التوازن بين الطعام ونوع العمل أيضاً مؤثر في هذا المجال بمعنى أن مقدار الطعام غير متناسب مع عمل الجسم.

5ـ الأختلالات الجسمية ـ الحياتية: وهي ناشئة من الاختلال في عمل وترشح الغدد بصورة غير متعادلة مثل (التايروئيد) و (الهيبوفيز) وهي ترشّحات مؤثرة في هذا المجال تجعل الفرد في وضع غير طبيعي في العمل والجهد وهذا هو سبب البطء في العمل والدراسة.

والاختلال في النوم والاستراحة التي تسلب منه القدرة على القراءة وتجعله غير مستقر. وكذلك الاختلال في وقت البلوغ خصوصاً البلوغ المتقدم قبل موعده.

6ـ النزيف بكثرة: خصوصاً النزيف الداخلي في الجمجمة، زرقة الجسم، التشنج في هذا المجال، الضربات الواردة على الجمجمة، أو الهزّات الشديدة للرأس والدماغ التي هي عامل للتخلف الدراسي. هذا التأثير لا يكون بصورة مباشرة، بل بصورة غير مباشرة، وبعبارة اخرى: أنها تسلب من الفرد قابلية العمل والحركة الكافية وحتى الفعالية اللازمة، الأضرار الدماغية ومضاعفاتها تولّد مشاكل اخرى.

7ـ ضعف المزاج والأعصاب: حيث تسلب القدرة عن العمل والفعالية من الانسان وتوثر في السلوك والعمل. خصوصاً أن كانت هذه الحالة مع الجهود المفرطة أو الجوانب الفسلجيَّة مثل اختلاط البلوغ المتقدم معها. وأيضاً ضعف الأعصاب التي تسبب عدم الصبر، الغضب، الحساسية وترك الهدف المقصود.

8ـ العوامل الأخرى: وأخيراً، إن أردنا أن نهيء فهرسة عن علل التخلفات الدراسية من جانب الحياة الجسمية فقط يجب علينا أن نذكر عواملاً أخرى أيضاً مثل النقص في الصحة العمومية للجسم، عدم السيطرة على الجسم بسبب التشنجات، وجود نقائص في الجسم، تشنج الأعضاء التي في بعض الأحيان تكون بسبب الاستفادة من (التاليدوميدات) في فترة الحمل، وجود أمراض مثل الصرع بصورة خفيفة أو شديدة والذي يسبب المتاعب وكذلك يسبب احساساً بالخجل والحياء والأنفعال، اضطرابات عصبية مستمرة، ضعف الاستعدادات الحسية عند الأطفال، عدم السيطرة على العين، عدم درك الأشكال، عدم التعادل بين قدرات البصر والحركة، حتى قلّة عمر الطفل وعجلة الوالدين لإرساله إلى المدرسة، وضع جلوس الأفراد واستقرارهم في الصف..

فكل واحدة من هذه العوامل تكون مؤثرة في تخلف الطفل. والطفل المبتلى والمصاب بها غير مستحق للّوم والتوبيخ لأجلها. الوالدان والمربّون بدل أن يلوموا الطفل ويوبّخوه لأجل رفع التخلف وازالته يجب أن ينتبهوا إلى العلاج ورفع العيب والنقص.

ب- العلل الذهنية

بعض الأطفال عندهم تخلف من الناحية الدراسية لأنهم ليس لديهم وضع ذهني متعادل ذكاءهم قليل أو حافظتهم ليس لديها الدقة الكافية لأجل الرشد والتقدم أو لهم إختلال في مشاعرهم. أما الذي نستطيع أن نذكره في هذا البحث على وجه الاختصار هو:

1ـ ضعف مستوى الذكاء: بعض الأطفال يولدون وهم قليلي الذكاء بصورة ذاتية، قد يكون منشأ هذا الأمر وراثياً أو من شرائط محيط الرحم. وفي كلتا الحالتين، النتيجة هي أن هؤلاء الأطفال ليس لديهم وضع عادي ولا يستطيعون أن يتسايروا مع بقية التلاميذ من الناحية الدراسية.

لقد أثبتت التحقيقات التي أجراها (برت) أن درجة الذكاء لها ارتباط بتخلف الانسان وتقدّمه من الناحية الدراسية، فعلى سبيل المثال نذكر أن درجة الذكاء ترتبط بدرس الأملاء بنسبة 52 % وفي درس الرياضيات 55% والقراءة والمطالعة 54% ودرس الانشاء 63% والمهارات اليدوية 15% ودرس الخط والكتابة 21%.

2ـ قلّة مستوى الذكاء: بعض الأحيان يولد الطفل وهو من ناحية الذكاء له وضع عادي ولكن بعد ذلك ولأسباب متعددة من جملتها الأمراض الشديدة خصوصاً في السنوات الثلاثة الأولى وابتلاء الأطفال ببعض الأمراض مثل اليرقان تسبب في نقص الذكاء وقلّته وهذا الأمر مؤثر في تخلفهم، أن تخلف الذكاء السن العقلي أقل من السن التقويمي وهذا هو سبب وعامل للركود في الجانب الدراسي.

3ـ قلّة الاستيعاب: من المعروف ان الأطفال ليس لديهم استيعاب واحد في جميع الدروس. البعض لهم القابلية على استيعاب درس الرياضيات والبعض في الأدب، وهناك بعض يستوعب الدروس الفنية أو الفروع الأخرى، قابلية الاستيعاب هذه تختلف من درس إلى درس آخر بالنسبة للشخص الواحد. وهذا الأمر الذي قد تكون جذوره وراثية أو فطرية ومن جهة أخرى ترتبط بالرغبات والبواعث وبالتالي فان لهذا الأمر آثار واضحة. وعلى هذا الأساس لا يجب أن نتوقع تقدم جميع الأطفال بنسبة واحدة.

قابلية الفرد على الاستيعاب تعتبر شيء فطري يوجد معه من حين الولادة وعلى أثر التربية الصحيحة ينمو ويزدهر. من الممكن أن يكون البعض غير مستعدين في مجال خاص أو يكونوا ضعفاء في ذلك المجال ولا يستطيعون أن يتقدموا.

4ـ الضعف الذهني: البعض من الأطفال قد يكون لهم الاستعداد والشرائط اللازمة في مجال معين ولكن سبب الضعف الذهني أو العجز عن جزء من الاستعدادات الذهنية مثل الحافظة، الدقة، و... لا يستطيعون أن يتقدموا مع الآخرين ولأجل جبران هذه العوارض يجب أن ننتبه إلى تدابير خاصة، ومن جملة تلك التدابير هي التمرين الكثير وافراغ الذهن عن العوامل المقيدة لها والتي تشغلها.

5ـ الأختلال في المشاعر، بعض الأطفال وحتى الكبار يصابون بنوع من التيه والحيرة وظلام وكدورة في الشعور. يفهمون المسائل متأخرين عن الآخرين. سرعة تقبلهم للمعلومات ضعيفة، فهم لا يستطيعون فهم وأدراك المطلب الذي يبيّنه المعلم في نفس الساعة.

هذه الحالة تنتج بسبب وجود علل وأسباب من جملتها: الأمراض التعفّن الشديدة خصوصاً في فترة الطفولة، الصرع بجميع أنواعه، الضربات الواردة على الجمجمة، الأصابة والانفعالات الشديدة والصعبة و...

6ـ العوامل الأخرى: من بقية العوامل التي نستطيع أن نذكرها في هذا المجال هي:

ـ التعود على القراءة بلا تفكير ولا وعي، وعدم رعاية الدقة اللازمة عند مطالعة الدروس وأخذ المطالب واكتسابها بدون فائدة.

ـ ركود قابلية الفرد على البحث والتدقيق بسبب التحقير واللوم والتوبيخ المستمر له و...

- الجهد الذهني المستمر الناشئ عن الحفظ الكثير والقراءة أكثر من المتعارف.

- انشغال الذهن بسبب وجود الاختلافات والمشاكل في محيط الحياة الداخلية ومحيط الاسرة و...

ج- العلل النفسية

أن جذور التخلف الدراسي في الأطفال ومنشأه ناتجة عن أسباب نفسية في بعض الأحيان، في هذا المجال نستطيع أن نذكر عللاً وموارداً كثيرة منها:

1ـ الاختلالات النفسية: أثبتت البحوث أن الأفراد المنزوين والمعتزلين، والذين تكون تصرفاتهم باردة، يعانون من الوهن والضعف، فهم بطيئين وقليلي العمل ولا يستطيعون أن يعملوا ويجهدوا كالآخرين. وكذلك وضع الأشخاص المصابين بالوسواس ويريدون أن لا يكون في عملهم عيب ولا نقص. المتعارف أن مثل هؤلاء الأفراد بما أنهم دقيقين ومصرّين على ذلك يفقدون الفرصة للأعمال الجديدة.

وكذلك الوضع عن الأطفال المصابين بالأمراض النفسية ومبتلين بالاضطرابات النفسية والجنون والحزن النفسي. هؤلاء لا يستطيعون أن يمتلكوا وضعاً وحالة عادية ولا يستطيعون التقدم بصورة صحيحة.

2ـ عدم وجود المحفّز والمحرك: بعض الأطفال ليس لديهم الدليل والمحرك اللازم لأجل الجهد والعمل. أو من الممكن أن يفكروا لماذا يدرسون؟ وما هو العامل الذي يحركهم على الدرس؟ عدم وجود الباعث والمحرك يولد مشكلة كبيرة للأطفال، وتسلب منهم الأنتباه والارادة اللازمة وكذلك من الممكن أن يكون للطفل رغبة في المدرسة والدرس ويكون طالباً للتقدم ولكنه ليس لديه الدليل والباعث على درس خاص. في تلك الحالة أيضاً بسبب هذا الأمر على التخلف الدراسي.

3ـ غلبة احساس الضعف: الهزائم المكرّرة والخذلان قد تسبب في أن يتغلب عليهم اليأس في بعض الأحيان ويحسّوا بأنهم فقدوا ولا يستطيعون أن يحصلوا عليها مرة ثانية. بقدر ما كسبوا درجات قليلة في المدرسة وبقدر ما سمعوا اللوم والتوبيخ اعتقدوا بأنهم لا لياقة لهم، وضعفاء وكل ما يفعلون لا فائدة فيه. هؤلاء يعتقدون أنهم أشخاص ضعفاء ومتخلفون، وهذا الاحساس يجبرهم على البطالة وترك الدرس والمدرسة.

4ـ الإحساس بحالة من النفاق والتمييز: يتوهّم الطفل في بعض الأحيان انه مبتلى بالنفاق ويحس بالتمييز، وهذا الامر يسبب ويزيد من عدم رغبة التلاميذ للانجذاب إلى الدرس. وبالتالي يسبب اختلال النظام اللازم للدراسة عند التلاميذ.

الأطفال الذين عندهم هذه الحالة يصابون بنوع من الانفعال وعدم الرغبة بالنسبة الى الدرس والبحث ولا يتقيدون في أمر الدروس، عدم الرغبة إلى العمل والفعالية تتقطّر من وجوههم. لا يخافون ولا يأبون من ابراز عدم رغبتهم بالنسبة إلى الدرس.

5ـ عدم الاستقرار النفسي نحن لدينا أطفال بل وكبار مصابون بضعف في الإرادة والتصميم وفي كل يوم وكل لحظة يغيرون أشكالهم، تراهم متردّدون ويعانون من الوساوس في كل شيء. إن وقعوا اليوم تحت تأثير شخص معين فأنهم سيغيرون طريقهم إلى ذلك. وإن وقعوا غداً تحت تأثير فردٍ مخالف فأنهم سيغيرون لونهم إلى ذلك، وبعبارة اخرى فهم انتهازيون.

ان عدم الاستقرار النفسي يؤدي إلى عدم التركيز في الحواس والدقة، ويحد من القدرات المرتبطة بالرشد والتقدم. ومن الطبيعي إن لم يكسب ذلك الاستقرار مرة ثانية فان عمله لا يصلح.

6- العوامل الأخرى: من بقية العوامل التي نستطيع أن نذكر في هذا المجال. الموارد التالية:

- انشغال الذهن والفكر، والذي من الممكن أن يكون بسبب المشاكل الأسروية.

- عدم الاعتقاد بعمل المعلم والمدرسة بسبب عدم التعامل المناسب الذي وجد في هذا المجال:

- عدم درك قيمة العمل والدراسة بسبب قلة التجربة والفكر.

- عدم القدرة على رؤية المستقبل بسبب أنه لم يصل إلى المرحلة التي تستطيع فيها إدراك نتائج الأمور.

- ضعف الفكر والبطء في الادراك الذي يستطيع أن يكون مظهراً لنقصان الذهن، والمشاكل النفسية، أو الاختلالات النفسية.

د- العلل العاطفية

في بعض الأحيان يكون التخلف بسبب وجود عوارض عاطفية، التي تصيب الأطفال وتسلب منهم الأمن والراحة وحتى توثر في درسهم وعملهم. في هذا المجال نستطيع أن نتكلم عن مسائل، بعضها كما يلي:

1ـ قلة المحبة: الطفل يحتاج إلى المحبة ويعتبرها من الديون التي يجب أن توفى له. مقدار هذا الاحتياج ليس بأقل من احتياجه إلى الأكل والماء والهواء. إن تملّكه احساس بانه يعيش في ظروف تقل فيها العناية من قبل والديه ومربيه أو انهم لا يحبونه بالمقدار اللازم فأنه يحزن وينهك ويفقد سروره ونشاطه. قلة المحبّة تسبب في بروز مشاكل كثيرة من جملتها التأثير على الدرس والعمل والفعالية وحتى من الممكن أن يؤثر هذا الأمر في الرشد ويسلب الشفافية والنورانية من وجه الطفل ويحزنه.

2ـ الأفراط في المحبة: الأطفال الذين يحصلون على المحبة أكثر من اللازم، يتربون مدللين ومتكبرين. يسعون الى ترتيب الأمور وتقديمها حسب ذوقهم. وبما أنهم لا يملكون الوعي والفكر الكافي ستكون أعمالهم في ضررهم.

من العوامل المؤثرة في التخلفات هي الافراط في المحبة. والدلال الزائد عن الحد، لدرجة ان بعض الاباء والامهات يقوموا بأداء الواجبات المدرسية للطفل مما يجعله فرداً عاطلاً في المجتمع.

3ـ التعلق الشديد: هذا أيضاً مظهر من المسائل التي لها صلة بالقلة أو الأفراط في المحبة وفي بعض الأحيان تكون ناشئة عن الأساليب الأنظباطية الخاطئة للوالدين. الطفل يتعلق بالأم بصورة يتبعها كظلّها في جميع الأحوال والأيام والساعة ويلتصق بها في المجالس والمحافل دائماً. وحتى يفضلون الذهاب مع الأم على درسهم وواجباتهم.

ومن المؤسف أن تصرف بعض الأباء والمربين تزيد من هذه التعلّقات. مثل هؤلاء الأطفال يكونون في جميع الأحيان ضعفاء وعاجزون، ومن الطبيعي أن لا يتقدموا في الدرس والدراسة والتعليم.

4ـ الحسد: هذه أيضاً مشكلة كبيرة للأسرة وصعوبة كبيرة جداً في طريق انسجام الطفل مع محيطه، الطفل المبتلى بالحسد ولأي سبب كان ليس له وضع عادي ولا يستطيع أن يعمل ويسعى مثل الآخرين.

نعرف أن أغلب أنواع الحسد تكون بسبب ولادة جديدة. وفي بعض الأحيان بين الاخ والأخت أو بين التلاميذ. من الممكن أن يحس الطفل بسبب الحسد بالخيبة والحرمان ويحس من هذه الناحية بصدمة. على كل حال هذه المسألة تشغل باله وتبعده عن اتباع درسه وعمله.

ويصل إلى درجة بصرف جميع أوقاته بالحسد، حيث لا يملك الفرصة لكي يفكر في أمر الدرس والعمل أو الدراسة؟ أطفال من هذا النوع في الغالب أفراد عصبيون ومتشائمون وتائهون ومشوشون، وليس لديهم التركيز الفكري اللازم.

وكذلك يحس الطفل الحسود بفقدان العدالة، وهذا الاحساس يسوقه الى الأختلال في أسلوبه وتعامله. أعماله العادية والطبيعية تختل فكيف بأمر الدراسة ونظامها.

5ـ الخوف والاضطراب: أشكال الخوف والاضطراب عند الطفل عديدة، غالباً ما يؤدي إلى بروز عقبات عديدة في السلوك الصحيح للطفل ودراسته ويكون سبباً في عدم قدرته على الدقة في أعماله والاستمرار عليها. وهذا هو أيضاً سبب في بروز التخلفات. الأطفال الذين يمتاز وجودهم بالاضطراب وعدم الاستقرار لا يستطيعون أن يتوفقوا في عملهم وحياتهم.

خوف الطفل سواء كان من المعلم أو الوالدين أو المربين، وسواء كان من الحياة الاجتماعية ومجالاتها. يكون سبباً في عدم الاستقرار والحزن والانقطاع عن الحياة. ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك في حياة الطفل واموره الدراسية.

6ـ عدم التوازن العاطفي: بعض الأحيان تكون التخلفات بسبب عدم التوازن في العاطفة.

الخسائر والمحرومية، تحمل الصدمات النفسية، عدم القدرة على الدفاع عن النفس. وغيرها من الأمور تجعل الطفل غير متوازن عاطفياً. وبالتالي يعاني من القلق والاضطراب النفسي وتستمر عنده حالة الحزن وعدم الرغبة، والاحساس بالصغر والعجز، وبالهزائم المتكررة. والتألم والحساسية، والخيبة والحرمان، والوسوسة الزائدة عن حدّها، التداعيات الكثيرة والحرمان من محبة الأب وخصوصاً محبة الأم و...، وهذه كلها عوامل مؤثرة في هذا المجال وتكون سبباً في إطلال الطفل على التخلف الدراسي. وإن لم تُحل هذه الأمور فمن الصعب أن تُحل تلك المشكلة.

5ـ العلل الاجتماعية

بعض الأحيان، التخلفات الدراسية عند الطفل لها علل اجتماعية. في هذا المجال نستطيع أن نذكر موارداً أهمها عبارة عن:

1ـ الفعاليات الخارجة عن الدرس: بعض الأحيان نجد أطفالاً يقدمون ويرجحون أعمالهم الجانبية على الأعمال الدراسية ينشغل بالأعمال الجانبية ويحبها. الوالدان والمربون لا ينتبهوا إلى هذا الموضوع، وهذا هو سبب التخلف الدرسي.

مثل هؤلاء الأطفال من الممكن أن يرجحوا أعمال البيت والسوق على الدرس بصورة يحس الآباء والأمهات خصوصاً في المناطق القروية بالرضا عن ذلك وكذلك عندما يرونه منشغلاً بأعمال أخرى. وبالنتيجة يتأخر نظامه الدرسي وعمله.

2ـ اللعب الكثير: من الممكن أن تجدوا طفلاً قد تأخر وتخلف عن درسه ودراسته بسبب الانشغال خارج المدرسة والعابها. بعض الآباء والأمهات يساهمون بإشغال اطفالهم وذلك بالافراط في شراء اللعب إلى أبنائهم. الطفل بانشغاله مع العابه لا يتوجه ولا ينتبه إلى الدرس في المدرسة ولا يرغب ويميل إليه في البيت.

مثل هؤلاء الأطفال يقضون جل أوقاتهم بالبطالة ويغفلون عن أعمالهم ووظائفهم الأصلية. من الضروري لهؤلاء الأطفال التحديد من ألعابهم وتعيين وقت للدرس ووقت للعب في البيت.

3ـ أصدقاء السوء: هذه أيضاً مشكلة كبيرة لبعض الأطفال الذين ليس لهم أصدقاء جيدين لذا نجدهم يتآلفون مع أفراد عاطلين لا ينفعونهم بشيء. القسم الأعظم من أوقات هؤلاء ينقضي مع مثل هؤلاء الأصدقاء وبالتالي فان جاذبية هؤلاء تسلب قدرة العمل والفعالية منهم.

نحن نرى هذه المشكلة في البالغين والناشئين أكثر من غيرهم. من الممكن أن يقضوا ساعات مهمة من أوقات درسهم ومطالعتهم في الشارع ومفترقات الطرق وحتى يبتلون بالزلات والذنوب وبروز تصرفات غير صحيحة وغير مرضية منهم. يفرحون أنفسهم بأن لهم لطائف في أعمالهم ويجلبون أنظار الآخرين لأنفسهم.

4- عدم مراقبة الوالدين: نعرف آباء وأمهات منشغلين بأعمالهم. بسبب الفقر والمصائب مجبرين على قضاء الجزء الأعظم من ساعات الليل والنهار في خارج البيت وفي محل عملهم واشتغالهم. وليس لديهم الوقت والفرصة لرعاية أبنائهم ومراقبتهم.

الاستمرار في هذه الأعمال والسلوك تصبح سبباً في إبتلاء الأطفال بالضعف والتخلف الدراسي. الأطفال بعيداً عن مراقبة الوالدين يصيرون غير مبالين ويهيئون لأنفسهم ألعاباً وأعمالاً خارج محيط البيت والمدرسة. والتي ستكون حصيلتها التخلف الدراسي.

5ـ كثرة انتقال الوالدين: قد يكون الآباء والأمهات موظفين في احدى الدوائر، وهذا يعني انهم سيتحولون من مكان إلى مكان آخر، أو يقضوا جل أوقاتهم في حال السفر وانجاز الاعمال الوظيفية المكلف بها. وفي هذا الطريق لا بد أن يأخذوا الأطفال معهم. أو من الممكن أن يذهبوا إلى السفر وحدهم ويتركوا أطفالهم عند أقربائهم ومعارفهم.

القسم الأعظم من فكر الطفل ووقته يكون لأجل أنسه مع الأفراد والمحيط الجديد. مما يؤثر على وضعه الدراسي وأموره الاخرى.

6ـ الوضع السيء للأسرة: التخلف في بعض الأحيان يكون بسبب وضع الأسرة، الأسرة البعيدة عن النظام هي الأسرة التي:

- الأب، الأم، أو الاثنين متوفين والطفل مصاب بعدم الترتيب والنظام في حياته وعاطفته.

- الطفل يعيش عند زوج الأم أو زوجة الأب أو يتحول دائماً كالكرة ويرمى من جهة إلى جهة اخرى ومن يد الى يد أخرى.

- الطلاق والانفصال الذي يتم بين والديه. أو التكلّم عن ذلك بحضور الطفل دائماً.

- مدة غياب الوالدين عن محيط الأسرة تكون طويلة، وفي بعض الأحيان تكون بصورة لا يرى الطفل أباه لعدة أيام ولا يستطيع أن يتكلم معه.

- في هذا المجال يمكن مراجعة كتاب مكتوب - بنفس قلم الكاتب - تحت عنوان (الطفل والأسرة المضطربة).

7ـ الشجار بين الوالدين واختلافهم: التخلفات الدراسية تكون في بعض الأحيان بسبب عراك الوالدين واختلافهم، التي تشغل بال الطفل من الجدير بالذكر أن التحقيقات أثبتت، أن أقل جلبة واختلاف بين الوالدين والأطفال ينعكس على نتائج دراستهم بسرعة. الطفل الذي لا يستطيع أن يرى المحبة والأنس في العائلة بصورة ثابتة يظهر جانباً من المخالفة والعصيان في الدرس. المعروف هو أن أي تألم وأي نوع من المشاكل وأي إحتكاك يستطيع أن يكون مانعاً ومزاحماً لعمل ودراسة الأطفال.

8ـ العوامل الأخرى: من العوامل الأخرى التي نستطيع أن نذكرها في هذا المجال هي:

مشاكل عدم الانسجام، وجود الأشياء المتنوعة والجذابة في طريق الطفل وخارج البيت، وجود حالات التخاصم والعداوة بينه وبين المعلم التي تسبب في تحريض الطفل على الأعمال السلبية، الفوضى والازدحام في الصف، العلاقات الكثيرة وتردد الأقرباء والمعارف، تقليد ومحاكاة الأصدقاء العاطلين والكسولين، عدم الاحساس بأهمية الاستقرار في الحياة، الأحساس بالطلاق القريب بين الأبوين، إحساس القلق والاضطراب من علاقة الوالدين خصوصاً في السنة الأولى من الابتدائية وكذلك في سنين البلوغ و... التي كل واحدة منها تؤثر إلى حدّ ما في التخلف الدراسي للأطفال.

9ـ العلل الاقتصادية

في هذا المجال نستطيع أن نذكر أموراً عديدة منها:

1ـ الفقر الاقتصادي: الحياة المعيشة المتعادلة والمتعارفة تستطيع أن تمهد مجالاً مناسباً لرشد الأطفال وتربيتهم. في المحلات الفقيرة لا يوجد إمكان للرشد المتعادل للأطفال أو يكون ولكنه قليل جداً، وعلى قول الأمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (الفقر يخرس الفطن عن بيان حجّته).

هذا الأمر يصدق على الأطفال الأذكياء والحساسين بصورة أكثر، فالأطفال الذين يعرفون وضع أبويهم ويعرفون عذاب معيشتهم، لهم صعوبات كثيرة في حياتهم من هذه الناحية. كل فكرهم وعمرهم ينصرف في التفكير عن هذه المسائل ولا يستطيعون التوجّه إلى درسهم ومكرهم.

2ـ الافراط في الثراء: وكذلك يجب أن يقال، قليلون هم الذين في درجات عالية من الناحية الاقتصادية ولديهم إمكانات واسعة، ولكنهم يملكون وضعاً عادياً وطبيعياً. كثرة الألعاب، والنزهات، واللعب بالألعاب والأدوات المتنوعة تسبب في إنجذاب الطفل اليها والتأخر والتخلف عن عمله.

الثراء والغنى حسن ولكن بشرط أن يكون تحت هداية أفراد عقلاء. وهؤلاء يجوّزون الانتفاع منه تحت ظروف خاصة ولا يكون الطفل حراً في أن ينتفع منها كيفما يشاء ويستطيع اللعب والتنزه بها كيفما يشاء.

3ـ عمل الأطفال نحن نواجه في بعض المناطق وخصوصاً المناطق القروية بأن الأطفال يشتغلون ويعملون. ينتفعون من وجود الطفل لحفظ وحراسة المزارع أو نرى في المدن أن الأطفال يعملون في محل عمل أبيهم ودكانه أو يقضي الطفل أكثر أوقاته في الشراء خارج محيط الأسرة هذا الأمر الذي هو موجود ومتعارف في مجتمعاتنا يسبب في منع الطفل عن الذهاب إلى المدرسة، في بعض الأحيان وإن ذهب إلى المدرسة لا يستطيع أن ينجز أعماله وبرامجه الدراسية على وجه مناسب ومن الطبيعي أن يؤثر هذا الأمر ويسبب التخلف الدراسي على مر الزمان وفي مدة طويلة.

4ـ وضع التغذية: مسألة التغذية لها أثر آخر، حيث تعتبر عامل مهم لحفظ سلامة الطفل وتعادله في أمر الرشد ويؤثر على فكر الافراد وذهنهم.

ووفق الكثير من البحوث العلمية التي اجريت، فأن أمر الطعام مؤثر في ذكاء الأفراد وحتى في ادراكهم.

البعض يرى أن إحدى علل الحيرة والتيه في بعض المجتمعات المتخلفة هي مسألة التغذية وبعبارة أخرى يريدون أن يقولوا إن وضع التغذية للأفراد بنوع لا يستطيعون أن يفكروا ويفهموا بصورة صحيحة. المواد الغذائية لجسمنا لا تصل بحد الكفاية إلى الدماغ ولا لترميم القوى المتحللة من جسمنا.

5ـ مشكلة السكن: وضع السكن ومحيط المنطقة السكنية المزدحمة وكثرة النفوس أو تلوث البيئة ومحيط المعيشة والسكن، تكثر به حالة الغوغاء والصراخ، كثرة الافراد الملوثين والمدمنين على المخدرات، فهذا المحيط غير مناسب لمعيشة الأطفال، ومن الطبيعي أن مثل هذه السكن يؤثر في الوضع العام للأشخاص ومن جملتها في الدرس والتحصيل.

وكذلك وضع التلاميذ الذين يعيشون في غرفة واحدة وكل منهم مشغول بعمل وبرنامج خاص. ومن الطبيعي أن هذه الغرفة لا تكون مكاناً مناسباً للعمل والواجبات والفعاليات الدراسية، هذا الازدحام في غرفة واحدة يسلب القدرة من الطفل على العمل والسعي والدرس.

6ـ العوامل الأخرى: بقية العوامل في هذا المجال عبارة عن:

- انشغال الطفل ببيع الأشياء وشرائها في المدرسة والمحلّة.

- الاحساس بالحقارة عن طريق التمييز بين ظاهره وظاهر الآخرين.

- إحساسه بانه وضع تحت الرحمة من الناحية الاقتصادية مثل لبس البسة الصدقات مع علمه بأن بقية التلاميذ يعرفون ذلك.

- اجباره على الجمع بين العمل والدراسة بسبب الفقر الاقتصادي، الذي يجب الانتباه لهذا الأمر خصوصاً في سنين النشوء والبلوغ.

ز- العلل الثقافية

جذور وعلل التخلف الدراسي للأطفال في بعض الأحيان يكون لأسباب ثقافية. في هذا المجال نستطيع أن نتكلم عن علل وعوامل مختلفة أهمها:

1ـ الضعف في الخلفية الدراسية: التخلف الدراسي أحياناً يكون بسبب أن الطفل ليس لديه خلفية علمية ودرسه في السنوات الماضية كان ضعيفاً مثلاً لا يعرف الحروف أو في السنوات الماضية بدون قراءة الدرس وفهمه نجح بسبب التوصيات وارتقى إلى صف أعلى.

ومن الطبيعي أن الطفل الذي تكون خلفيته ضعيفة لا يكون قادراً على درك وفهم الدروس الجديدة ويوم على يوم تزيد تخلفاته الدراسية. وهذا الوضع لا علاج له، إلا أن نجبر الماضي.

2ـ المساعدات الخاطئة: بعض الآباء والامهات تكون محبتهم وعطفهم غير صحيح بالنسبة إلى أطفالهم. يريدون أن يعطفوا إلى ابنهم ولكنهم لا يعرفون كيف وبأي صورة ولذلك مثلاً يكتبون واجبات الطفل له. يحلّون المسائل الرياضية له و....

إستمرار هذا الاسلوب يكون سبباً في أن الطفل لا يستطيع أن يقف على رجليه ويعتمد على نفسه في المدرسة وفي الامتحان أو يدافع عن نفسه وموقعيته. ان خدمة الوالدين هذه ومشقتهم ستتحول إلى سبباً لجلب الشر لهم بدل الخير الذي يتمنونه لهم.

3ـ ضعف الأسلوب: في بعض الأحيان تكون تخلفات التلاميذ بسبب الاسلوب الخاطئ وللتدريس أو الأسلوب الذي يستعمله المعلم في المدرسة حيث يختلف مع الاسلوب الذي يتبعه آباء الطفل الذين يحاولون مساعدته على الدرس. وكذلك من الممكن أن تكون أساليب التدريس غير منطبقة مع الظروف النفسية والفكرية للأطفال وهذه تؤثر في عمل التلميذ وجهده أثراً سلبياً.

في هذا نستطيع أن نذكر عدم المرونة في التدريس وجمود الصف مما يؤدي إلى تعب التلاميذ وتلف اعصابهم خصوصاً التلاميذ الأذكياء وتسبب في عدم رغبتهم وميلهم إلى الدرس والصف.

من الممكن أن يكون المعلم غير مجرب في تدريس مادة خاصة ولا يكون قادراً على القاء المطالب بطريقة وأسلوب علمي. ومن الممكن أن يدرس ويمر على الدرس بدون أن يسأل من التلاميذ وفي يوم الامتحان يفهم أن تلاميذه لم يستفيدوا من درسه.

4- تقليل مدة دوام المدارس: وهذه أيضاً مسألة قابلة للذكر، وهي أن بعض تلاميذنا يذهبون ويدرسون في مدارس لها نصف الدوام اليومي أو يدرسون في اليوم ثلاث ساعات فقط، وتلك أيضاً في ظروف غير طبيعية، في صف مزدحم، مع معلم فاقد الخبرة أو بدون صبر. ومن الطبيعي أن في هذه الصفوف والمدارس لا تكون لهم الفرصة ولا يستفيدون من الدرس بصورة كافية وخصوصاً بسبب الخلل الموجود، ينسون في المحلة والشارع ما تعلموه وينشغلون باللعب والتسكّع.

مع أن شروط النظام الدراسي مدونة لخمس ساعات في اليوم للابتدائية وست ساعات في اليوم للمتوسطة وتبلغ حوالي من 180 يوماً إلى 200 يوماً في السنة الدراسية.

5ـ زيادة عدد التلاميذ في الصف: ويجب أن نزيد على المشكلة السابقة. مشكلة كثرة التلاميذ، وفوضويتهم وضعف المعلم في إدارة الصف. عندما يكون عدد التلاميذ كثير، والهواء غير نقي، وتكون الضغوط والفوضى كثيرة فأن المعلم لا يستطيع أن يلعب دور المعلم بالنسبة إلى تلاميذه. حيث سيكون كالمراقب الذي يريد أن يسكّت التلاميذ.

المعلم في مثل هذه الصفوف غير قادر على العمل والجهد الفردي. لا يستطيع أن يمشي بين صفوف الطلبة والمراقبة والنظر إلى أعمال التلاميذ أو لا يستطيع أن يسأل من التلاميذ وحتى إن أراد أن يسأل فانه يحتاج إلى عدة أسابيع لكي يسأل جميع التلاميذ. ومن الطبيعي أن جميع الأطفال لا يفكرون بمصلحتهم حتى يعملوا أعمالهم وجهودهم الدراسية بصورة أتوماتيكية، مما سيؤدي إلى التخلف الدراسي لهؤلاء.

6ـ تبديل المعلم: توجد مدارس ليس لديها معلم لعدة شهور من السنة وحتى عندما يأتي المعلم من الممكن أن يتبدل في طول السنة الدراسية لعدة مرات. في فترة غياب المعلم، يرسل المدير اليوم ومعاون المدير غداً وأحد تلاميذ المرحلة الأعلى للتدريس والاشراف على التلاميذ. ولذلك ليس من المعلوم. أن المعلم الذي يدخل إلى الصف له الصلاحية والاستعداد الكافي لأجل التدريس و...

هذه كلها من الشرائط السيئة والعوامل الممهّدة للتخلفات الدراسية في التلاميذ وتسبب في تدمير وضعه الروحي. وفي حالة كون التلاميذ - خصوصاً أولئك الذين سنّهم أكبر - من المشاغبين فأن الوضع سيكون مؤسف جداً.

7ـ أسلوب الامتحان: من الممكن أن لا يكون الطفل متخلفاً في بعض الأحيان ولكن أسلوب الامتحان بنوع يسوق الطفل إلى تلك الشرائط والموقعية مثل الصعوبة في الامتحان، عدم الوضوح أو الخروج عن القواعد الأصلية في الاسئلة.

عندنا بعض المعلمين في ضمن التدريس يمرّون عن المطالب الصعبة بسهولة، ولا يفهّمون الدرس إلى التلاميذ كما ينبغي، أعلى درجة تكون في الامتحانات هي 12 و14 وفي نفس الوقت يتهّمون التلامين بالكسل وقلة الذكاء. ومن الطبيعي أن الآباء والمربّين إن أرادوا أن يحكموا على الأطفال فأنهم يجب أن يقبلوا بأن الطفل متخلف. وكم هم قليلون المعلمون الذين يقبلون بهذه الشرائط ويقبلون انهم مقصرين في ذلك.

8ـ المستوى الثقافي المتدني للوالدين: بعض الأباء عندهم أطفال متوسطين من الناحية الدراسية أو ضعيفين. ان بذل السعي والجهد من قبل الآباء لأطفالهم - وإن كان قليلاً - فأنهم سيستطيعون أن يصلوا إلى مستوى بقية التلاميذ من دورتهم. ولكن مع الأسف، أن بعضهم لا يستطيعون مساعدة أبنائهم وذلك بسبب اميتهم أو تدني مستواهم الثقافي.

وكذلك من الصعب لهؤلاء الآباء أن يراقبوا المستوى الدراسي لأطفالهم. أغلب الأحيان يتركوهم على وضعهم. وفي بعض الموارد يجعلون أبنائهم في موضع الجهل والتخلف في وضعهم الدراسي بالحيل والمكائد.

وعلى هذا الأساس، المستوى الثقافي للوالدين ومهارتهم وأمكانهم للتوجّه إلى الطفل والسيطرة على تخلفاتهم وعصيانهم، من العوامل المؤثرة في التخلف الدراسي.

9ـ الاختلال في التعلم: نعرف أطفالاً لديهم اختلال في أمر التعلم، مصابون بمشكلة النقص وعدم الوضوح في القراءة، يعانون من الصعوبة في فهم ودرك المطالب، وصعوبة في الكتابة وتشخيص الحروف والكلمات و... وهذه الأمور تؤثر في تخلفاتهم.

أثبتت إحدى البحوث العلمية أن 10% من الأطفال يعانون من صعوبة في قراءة الكلمات وحفظها، بل يكتبون الكلمات بالعكس ويقرؤونها. والبحوث الأخرى أثبتت أن بعض الأطفال ضعفاء في تهجي الحروف، ولذلك يتوهمون أنهم أغبياء وفاقدين للشعور، ولهذا السبب يشمئزون ويتنفّرون من الدراسة.

(لمزيد من الاطلاع على هذه الموضوع نرجو مراجعة كتاب نواقص التعلم).

10ـ العوامل الاُخرى: من العوامل الاُخرى في هذا المجال نستطيع أن نعد الموارد التالية:

- التنفر من العلم وعدم الأعتماد عليه لأي سبب كان.

- تأخر قدوم الطفل إلى المدرسة أو غياباته المتعددة من المدرسة لأي أسباب كانت.

- عدم توجه المعلم إلى عمل وبرامج الطفل بسبب عدم رغبته بمهنة التعليم أو الاختلاف مع التلميذ وأسرته، قلة الراتب، عدم الصبر، عدم المطالعة و...

- التوقف في دراسة الطفل لأي سبب كان، الذي على مصطلح العوام بسبب في أن ظهر الطفل بضربه الهراء (كناية عن إهماله وكسالته).

- التغيير في كادر المدرسة وبرامجها ونظامها واسلوب عملها التي تؤثر في المعلم والتلميذ.

- ثقل النظام الدراسي لبعض المراحل المعينة التي تسبب في عدم تحمل الطفل وعدم فهمه للدرس

- المحيط السيء للمدرسة من الناحية الاخلاقية واسلوب تعامل التلاميذ أو العاملين.

ح- العلل الأنظباطية

الجهود الأنظباطية إيضاً من ناحية الشكل والكيفية لها أثرات غير متناسبة في الأخلاق والسلوك وكذلك في امر التخلف الدراسي للأطفال. نحن في هذا المجال نستطيع أن نذكر موارداً كثيرة، التي أحمقها كما يلي:

- الأوامر والنواهي المتعددة والمكررة من قبل الوالدين في امر التحصيل والتي تسبب في ان يتخذ الطفل موقفاً مضاداً على الوالدين.

- التضاد والتعارض بين الأوامر والنواهي التي تسبب في بروز مشاكل أخرى في هذا المجال.

- التحقير والتأنيب المستمر والذي يؤدي إلى وجود العقد والحيرة.

- التمييز بين الطفل والآخرين، والتي تسبب في بروز حالة اليأس والقلق في نفس الطفل.

- الآمال العريضة والكثيرة للأسرة التي تسبب في تمهيد المجالات لأجل بروز حالة الاضطراب، وفي بعض الأحيان سوق الطفل الى العصبية والغضب وعدم القدرة على تمركز قواه الفكرية.

ط - وبصورة عامة

توجد عوامل متعددة اخرى تؤثر في التخلف الدراسي للأطفال ونحن لم نذكرها في بحثنا هذا مثل. التأخير في القبول في المدرسة. والذي يسبب الاحساس بعدم التساوي والتوافق بين الطفل وبين بقية التلاميذ في الصف، الخطأ في الفرع الدراسي والصف بسبب الخطأ في تقييم قُدرات الطفل واستعداده، مشكلة الرشد خصوصاً في سنين النشوء والبلوغ التي هي بسبب بروز حالة الحيرة والتيه، الحياء من الحضور الناشئ من الخجل التي تسبب في عدم فعالية الطفل كبقية التلاميذ في الصف. المشاغبات والتصرفات السيئة التي تسبب في بعض الأحيان إلى أخراجه من الصف والمدرسة وتخلّفه من الناحية الدراسية. الذكاء الكثير الذي يسبب في أن يتساهل في الدرس وبرامجها، وينتبه إلى نفسه في يوم قد يكون متأخرا جدا. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.