أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-30
65
التاريخ: 2/9/2022
982
التاريخ: 30-10-2021
2510
التاريخ: 4/11/2022
1288
|
التدهور البيئي Environmental degradation
لقد شكلت، وتشكل الضغوط البيئية، وتفاقماتها المتراكمة على امتداد ما يقرب من قرن من الزمان، عبئاً ثقيلاً على النظام البيئي. غير أن وتائر التدهور تسارعت خلال النصف الثاني من القرن العشرين وحتى اليوم، بسبب الأحداث التي شهدها، وأثرت تأثيراً كبيراً على البيئة في العالم، كالحروب، والتلوث، والتغيرات المناخية، والفقر، والمجاعة، وانتشار الأمراض ، وغيرها. فاضحت مشكلات التدهور والتلوث البيئي قضية مركزية للحياة ولمستقبل المنطقة بكاملها وأصبح أمراً مؤكداً ، ولا يقبل الشك بأن الاستقرار والتنمية ترتبطان اوثق ارتباط مع تعزيز اتجاهات تنظيف البيئة ورعايتها وحمايتها. وكل هذا يستلزم إدارة بيئية عصرية ومتطورة، من دونها لا يمكن بلوغ الاستقرار والتنمية المستدامة. ويمكن تلخيص محاور التدهور البيئي بما يلي:
1- التعرية لمكونات النظام البيئي الأساسية، وهي الموارد الأرضية، والغطاء النباتي، والتنوع الاحيائي، والتغيرات المناخية وغيرها.
2- تزايد مستويات التلوث لمحيط الهواء والماء والتربة الزراعية والمحيط الاحيائي.
3- تدهور نوعية الحياة الانسانية (تراجع معدلات عمر الانسان بعد الولادة، وتراجع مستويات الخدمات وانتشار ظاهرة الفقر).
ويعني البحث بهذه المحاور، في احد جوانبه ، البحث بالمشكلات الاقتصادية - الاجتماعية، بحكم الروابط والتأثيرات المتبادلة بين مكونات البيئة الطبيعية والاجتماعية. فالبيئة النظيفة لا يمكن الوصول إليها الا بحسن التنظيم والمعرفة المناسبة، وبتوازن يؤمن عدم الافراط في الاستثمار وضمان ديمومة الموارد الطبيعية، وامتلاك المجتمع لمستويات مناسبة من الوعي البيئي لكنف ومظلة الطبيعة التي يعيش تحت ظلها. لقد أظهر المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية في ستوكهولم بالسويد عام ١٩٧٢ م وعياً بأن مستقبل التنمية، بل وربما بقاء الجنس البشري، أصبح محفوفاً بأخطار متزايدة بسبب تصرفات الإنسان الخاطئة في البيئة، التي بدأت تئن من الأذى وتعجز عن امتصاصه.
ويؤكد الخبير البيئي الدولي د. عصام الحناوي أنه منذ انعقاد المؤتمر المذكور والإدراك في العالم يتزايد بان حياة الإنسان ورفاهيته مرتبطة كل الارتباط بمصادر البيئة وصحتها يصدق هذا على الحاضر وعلى المستقبل. ولا يخفى على أحد أن حماية البيئة أصبحت من أهم التحديات التي تواجه عالمنا اليوم، وهي مواجهة يكون النجاح فيها خير ميراث للأجيال القادمة. ويضيف الحناوي بحق: إذا كان السلوك الإنساني هو العامل الأساس الذي يحدد أسلوب وطريقة تعاملنا مع البيئة واستغلال مواردها لا شك ان للتعليم والإعلام دور هام في ترشيد السلوك وحفزه للحد من الأخطار الناجمة عن الاستهلاك غير الصحيح للموارد البيئية المتاحة.
واليومي عد موضوع حماية البيئة أحد الفروع العلمية الحديثة، وميدان لممارسة متخصصة منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ولا تزال العديد من المفاهيم الأساسية للعلم الجديد طور التبلور . وثمة حالة من الارتباك والتشوش تشمل برامج التدريس والتعليم المنهجي، فضلا عن وسائل الاعلام البيئي، مع أن الدول المتقدمة قطعت شوطاً كبيراً وحققت إنجازات رائعة على طريق حماية البيئة وصونها ، بإجراءات بيئية إدارية وتشريعية وتربوية.
وتستهدف حماية البيئة (بصورتها المبسطة) تحسين سلوك الانسان في التعامل مع الوسط المحيط به، ووقف ايذائه للطبيعة، والحد من مظاهر الافراط في استهلاك مواردها فحماية الأراضي الزراعية الخصبة من التدهور والتعرية، وحماية الموارد الطبيعية في المرتفعات الجبلية او في الصحراء، وحماية المحيط المائي او الغابات القديمة او المراعي القديمة، جميعها تتطلب الحماية والاستفادة من التقاليد والتراث القديم في ميدان حسن الاستثمار اي ان الشكل الأولي لحماية البيئة هو منع الضرر ، ومراقبة مستويات التلوث، أو استباق حدوثه او تعطيله في اسرع فرصة زمنية. وسنكرس محاضرات عديدة لموضوع حماية البيئة ضمن مهمات "التربية البيئية" و "الإدارة البيئية" في الفصول القادمة.
إن المسألة البيئية تعد اليوم واحدة من أهم مسائل عصرنا أهميتها نابعة من العناصر الأساسية للبيئة: الهواء، الذي نتنفسه والماء الذي نشربه والتربة التي نسكن عليها، ونزرعها ونحصد منتوجها، لنعيش ونتكاثر في أجوائها، ونمارس حياتنا وأنشطتنا المختلفة . تؤثر فينا ونتأثر بها من هنا يأتي الاهتمام بشؤون البيئة وبدرجة كبيرة في بعض الدول، بحيث شكلت وزارة خاصة للبيئة أو ألحقت مسؤولياتها على أقل تقدير بإحدى الوزارات ذات العلاقة بالبيئة وأهمها وزارة الصحة من بين الدول التي أنشأت وزارة خاصة بالبيئة كل من بريطانيا والسويد والنرويج وفنلندا وفرنسا، وأمريكا، وغيرها. وتشكلت جمعيات لحماية البيئة أخذت أسماء مختلفة من نوع جمعية أصدقاء البيئة وجمعية حماية البيئة وجمعية مكافحة التلوث، والخط الأخضر، وغير ذلك من المسميات. ومن بينها منظمات أو هيئات حكومية وغير حكومية محلية ودولية، وعلى المستوى الدولي تأسس برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP، وجماعات السلام الأخضر Greenpeace كمنظمة غير حكومية ومستقلة.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|