أهداف الشخصية الجغرافية :

للشخصية الجغرافية أهداف واضحة وهذه الشخصية يمكن أن تختبر في ضوء التزامها بأهدافها والتي يمكن تناولها على النحو الآتي:

- هدف الدقة:

لكي تكتمل الشخصية الجغرافية في البحث تحاول الجغرافيا أن تجعل معلوماتها أكيدة ودقيقة قدر الإمكان. وان انجازاتها بالقياس إلى العلوم الأخرى لا يمكن أن تقاس في ضوء درجة نجاحها في الوصول إلى تلك الأهداف فحسب، بل كذلك في ضوء الصعوبات النسبية في الأهداف المتوخاة (32).

وفي "الدقة" أيضاً تبرز لنا حقيقة أن البحث الجغرافي لا يهمه تقديم الحلول اللازمة للمشكلات وإنما يهمه تقديم المعلومات والبيانات اللازمة لتقييمها حتى يساعد على حلها. وفي هذه المرحلة يستخدم الجغرافي النتائج التي يتوصل اليها في أبحاثه للتطبيق في حالات تتجمع فيها ظروف معينة قد يضطر معها إلى تعديل نتائجه أو تطويرها.

وحينما يدرس باحث مفردة مشكلة علمية وبها يحاول أن يحقق تلك المثل الدقة واليقينية تبقى هناك إمكانية الخطأ سواء كان من خلال الإهمال أو من خلال التأثيرات الذاتية التي تؤثر على ملاحظاته واستنتاجاته، ولذلك فلكي نحقق درجة عالية من الدقة واليقينية، وهو مبدأ معترف به في كل علم لابد للدراسات أن تنفذ وتنظم وتقدم في حالة تجعلها مستوعبة لأدلة مختلف الباحثين حول نفس المشكلة، وينبغي أن تكون كل دراسة علمية ذات قيمة علمية (Scholarly) ونعني بذلك أنها تبغي أن تستثمر جميع الدراسات العلمية السابقة حول المشكلة وأنها يجب أن تقدم بقالب يمكن استعماله من قبل الباحثين اللاحقين.

في اعتقادي أن الوصول إلى "الدقة" في البحث باتجاه اليقين لبلورة الحقيقة الجغرافية التي هي أساس معرفة الشخصية الجغرافية، لا يتأتى إلا من خلال تمتع الباحث الجغرافي "بالحرية الكاملة" في كتاباته، فالجوهر الأساس في الابداع والابتكار في تنظيم الأفكار والمفاهيم هو أن يتحرر الإنسان من كل القيود الاثنية والدينية..الخ ليكون أقرب إلى العلم وأكثر وصولاً إلى الحقيقة.