أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
1687
التاريخ: 6-10-2016
3360
التاريخ: 6-10-2016
1705
التاريخ: 6-10-2016
1671
|
اعلم أنّ الواجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويتأسف على ما فعله ليخرج من حقّ الله تعالى، ثمَّ يستحلّ المغتاب عنه ليُحلَّه فيخرج عن مظلمته، وينبغي أن يستحلّه وهو حزينٌ متأسّف نادم على فعله، إذ المرائي قد يستحلّ ليظهر من نفسه الورع، وفي الباطن لا يكون نادماً، فيكون قد قارن معصية أخرى، وقد ورد في كفَّارتها حديثان:
أحدهما: قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "كفَّارة مَن استغبته أن تستغفر له" (1).
الثاني: قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "مَن كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض ومال فليستحللها منه من قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينارٌ ولا درهم يؤخذ من حسناته، فإن لم تكن له حسنات أخذ من سيّئات صاحبه فيزيد على سيّئاته" (2).
ويمكن أن يكون طريق الجمع حمل الاستغفار له على من لم يبلغ غيبته المغتاب فينبغي الاقتصار على الدعاء له والاستغفار؛ لأن في محالَّته إثارة للفتنة وجلباً للضغائن. وفي حكم من لم يبلغه من لم يقدر على الوصول اليه بموت أو غيبة وحمل المحالة على من يمكن التوصّل إليه مع بلوغه الغيبة. ويستحبّ للمستعذر إليه قبول العذر والمحالة استحباباً مؤكداً، قال الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ} [الأعراف: 199] الآية. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا جبرائيل ما هذا العفو؟ قال: "إنَّ الله يأمرك أن تعفو عمّن ظلمك وتصل من قطعك وتعطي من حرمك" (3).
وفي خبر آخر: "إذا جيء الأمم بين يدي الله تعالى يوم القيامة نُودُوا: ليقم من كان أجره على الله فلا يقوم إلاَّ من عفى في الدُّنيا" (4).
وروي عن بعضهم أنَّ رجلاً قال له: أنَّ فلاناً قد اغتابك، فبعث إليه طبقاً من الرّطب وقال: بلغني أنَّك قد أهديت إليَّ حسناتك، فأردت أن أُكافيك عليها، فاعذرني فإنّي لا أقدر أن أكافيك على التمام (5).
وسبيل المعتذر أن يُبالغ في الثناء عليه والتودّد ويلازم ذلك حتى يطيب قلبه، فإن لم يطب كان اعتذاره وتودّده حسنة محسوبة له، وقد تقابل سيّئة الغيبة في القيامة.
ولا فرق بين غيبة الصغير والكبير، والحيّ والميّت، والذكر والأنثى، وليكن الاستغفار والدُّعاء له على حسب ما يليق بحاله، فيدعو للصّغير بالهداية وللميّت بالرحمة والمغفرة، ونحو ذلك.
ولا يسقط الحقّ بإباحة الانسان عرضه للناس، لأنَّه عفو عمَّا لم يجب، وقد صرَّح الفقهاء بأنَّ من أباح قذف نفسه لم يسقط حقَّه من حدّه، وما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم كان إذا خرج من بيته قال: اللهم إنِّي تصدّقت بعرضي على الناس" (6).
معناه إنّي لا أطلب مظلمته في القيامة ولا أخاصم عليها لا أن صارت غيبته بذلك حلالاً، وتجب النيّة لها كباقي الكفَّارات والله الموفّق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إحياء علوم الدين، ج3، ص145؛ انظر: الكافي ج2، ص357؛ انظر: أمالي الشيخ المفيد، ص172.
(2) إحياء علوم الدين، ج3، ص145.
(3) المصدر نفسه، ص 146.
(4) المصدر نفسه.
(5) المصدر نفسه.
(6) المصدر نفسه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|