المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



لننظر إلى كلمات من القادة  
  
1194   11:15 صباحاً   التاريخ: 18/12/2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص162 ــ 164
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-14 199
التاريخ: 14-4-2016 2860
التاريخ: 25-11-2020 2007
التاريخ: 15-9-2021 2310

إن الإسلام نظر إلى جميع جوانب الحياة الإجتماعية وأمعن النظر في جميع عوامل الائتلاف والمحبة، فشدد النكير على جميع ما يوجب شق عصا المسلمين ويزلزل أركان الائتلاف بينهم، إن قادة الدين علموا أتباعهم كيف يسلكون سبل الطهارة وينزهون قلوبهم عن لوث كل رجس ودنس.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من المروءة أن ينصت الأخ لأخيه إذ حدّثه)(1).

وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول، ولا تقطع على أحد حديثه).

إن قادة الإسلام قد انتقدوا من الجدل في موارد عديدة، وذكروا الناس بالبؤس والتعاسة والشقاء الناشئ عنه، حتى أنهم منعوا أتباعهم عن المناقشة الجدلية في الحق أيضاً:

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء، وإن كان حقاً)(2).

ولا ينتصر أحد في ساحة الجدل واللجاج ولا يتغلب أحد على آخر في صعيد هذا النزاع، فقد قال الإمام الهادي (عليه السلام) ـ وهو يتكلم مع الذين يريدون أن يتفوقوا على خصمهم من طريق المناقشة الجدلية -: (المراء يفسد الصداقة القديمة، ويحل العقدة الوثيقة، وأقل ما فيه أن تكون فيه المغالبة، والمغالبة أس أساس القطيعة).

ويقول الدكتور دايل كارنيجي في كتابه (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس):

(من كل عشرة مناقشات كلامية يخرج الطرفان في تسع منها وكل منهما أثبت في عقيدته وأرسخ زاعماً أنه هو المحق وطرفه المبطل ولا غالب في هكذا مناقشات إذ لو انهزمتم انتكستم، ولو هزمتم فلستم بمنتصرين ولا غالبين ايضاً بل مغلوبين مهزومين وذلك أنا نفرض أنك توفقت وانتصرت على خصمك فأثبت عليه أنه كان مجادلاً جاهلاً، ثم ماذا؟ نعم إنك تفرك أصابعك من شدة فرحتك بانتصارك، ولكنك فكر في خصمك على أي حال يكون؟ إذ أنك قد أشعرته بجهله وجرحت بذلك عواطفه وجعلت بذلك حرقة في قلبه. إن الجدل ليس طريقاً صحيحاً للإقناع ولا للنفوذ في أفكار الآخرين بل لا ربط بين الإقناع والجدل، ولا يمكن أن يرتفع سوء التفاهم بين الطرفين بالمشاجرة الجدلية، بل بالتدبير والسياسة وإبداء النصح وإرادة الصلح. أنه ينبغي للرجل أن يكون قادراً على أن يفترض نفسه بمكان خصمه).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ذروا المراء لقلة خيره، وذروا المراء فإن نفعه قليل، وأنه يهيج العداوة بين الاخوان).

ويقول الدكتور آويبوري: (ليس للجدل كثير نفع، وقد يقلب مقصود المجادل للخصم، إذ أن الأحاسيس تتهيج في أثناء الجدل، فمهما كان الكلام بهدوء وتؤدة مع ذلك كان له الأثر السيء في قلب الخصم، وحينئذ فكلما حاولنا أن نتغلب عليه حملناه على الإلحاح والإصرار والعناد واللجاج في مدعاه، وحينذاك فبإمكان الكلمة الواحدة التي تؤدى بخشونة أن تقطع أواصر المحبة بين الطرفين إلى الأبد. أضف إلى ذلك أنا لن نستطيع أن نقنع الآخرين ونجعلهم يتبعون افكارنا بالمناقشة الجدلية أبداً)(3).

إن المجادل لا يشعر بقلبه الأمن والاطمئنان بل بوخز في فكره وشعوره فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إياكم والخصومة، فإنها تشغل القلب، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن)(4).

وبناءً على ذلك، فبالتوجه إلى التعاليم الإسلامية السامية نستطيع أن نمهد الطريق لأنفسنا إلى ثورة نفسية في الخصائص والصفات الروحية في سبيل التبعية الكاملة للأصول الإنسانية العالية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ نهج الفصاحة: ص633.

2ـ سفينة البحار: ج2، ص522.

3ـ عن الفارسية: درجستجوي خوشبختي.

4ـ الأصول من الكافي: ج1، ص452. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.