أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-14
199
التاريخ: 14-4-2016
2860
التاريخ: 25-11-2020
2007
التاريخ: 15-9-2021
2310
|
إن الإسلام نظر إلى جميع جوانب الحياة الإجتماعية وأمعن النظر في جميع عوامل الائتلاف والمحبة، فشدد النكير على جميع ما يوجب شق عصا المسلمين ويزلزل أركان الائتلاف بينهم، إن قادة الدين علموا أتباعهم كيف يسلكون سبل الطهارة وينزهون قلوبهم عن لوث كل رجس ودنس.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من المروءة أن ينصت الأخ لأخيه إذ حدّثه)(1).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول، ولا تقطع على أحد حديثه).
إن قادة الإسلام قد انتقدوا من الجدل في موارد عديدة، وذكروا الناس بالبؤس والتعاسة والشقاء الناشئ عنه، حتى أنهم منعوا أتباعهم عن المناقشة الجدلية في الحق أيضاً:
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء، وإن كان حقاً)(2).
ولا ينتصر أحد في ساحة الجدل واللجاج ولا يتغلب أحد على آخر في صعيد هذا النزاع، فقد قال الإمام الهادي (عليه السلام) ـ وهو يتكلم مع الذين يريدون أن يتفوقوا على خصمهم من طريق المناقشة الجدلية -: (المراء يفسد الصداقة القديمة، ويحل العقدة الوثيقة، وأقل ما فيه أن تكون فيه المغالبة، والمغالبة أس أساس القطيعة).
ويقول الدكتور دايل كارنيجي في كتابه (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس):
(من كل عشرة مناقشات كلامية يخرج الطرفان في تسع منها وكل منهما أثبت في عقيدته وأرسخ زاعماً أنه هو المحق وطرفه المبطل ولا غالب في هكذا مناقشات إذ لو انهزمتم انتكستم، ولو هزمتم فلستم بمنتصرين ولا غالبين ايضاً بل مغلوبين مهزومين وذلك أنا نفرض أنك توفقت وانتصرت على خصمك فأثبت عليه أنه كان مجادلاً جاهلاً، ثم ماذا؟ نعم إنك تفرك أصابعك من شدة فرحتك بانتصارك، ولكنك فكر في خصمك على أي حال يكون؟ إذ أنك قد أشعرته بجهله وجرحت بذلك عواطفه وجعلت بذلك حرقة في قلبه. إن الجدل ليس طريقاً صحيحاً للإقناع ولا للنفوذ في أفكار الآخرين بل لا ربط بين الإقناع والجدل، ولا يمكن أن يرتفع سوء التفاهم بين الطرفين بالمشاجرة الجدلية، بل بالتدبير والسياسة وإبداء النصح وإرادة الصلح. أنه ينبغي للرجل أن يكون قادراً على أن يفترض نفسه بمكان خصمه).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ذروا المراء لقلة خيره، وذروا المراء فإن نفعه قليل، وأنه يهيج العداوة بين الاخوان).
ويقول الدكتور آويبوري: (ليس للجدل كثير نفع، وقد يقلب مقصود المجادل للخصم، إذ أن الأحاسيس تتهيج في أثناء الجدل، فمهما كان الكلام بهدوء وتؤدة مع ذلك كان له الأثر السيء في قلب الخصم، وحينئذ فكلما حاولنا أن نتغلب عليه حملناه على الإلحاح والإصرار والعناد واللجاج في مدعاه، وحينذاك فبإمكان الكلمة الواحدة التي تؤدى بخشونة أن تقطع أواصر المحبة بين الطرفين إلى الأبد. أضف إلى ذلك أنا لن نستطيع أن نقنع الآخرين ونجعلهم يتبعون افكارنا بالمناقشة الجدلية أبداً)(3).
إن المجادل لا يشعر بقلبه الأمن والاطمئنان بل بوخز في فكره وشعوره فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إياكم والخصومة، فإنها تشغل القلب، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن)(4).
وبناءً على ذلك، فبالتوجه إلى التعاليم الإسلامية السامية نستطيع أن نمهد الطريق لأنفسنا إلى ثورة نفسية في الخصائص والصفات الروحية في سبيل التبعية الكاملة للأصول الإنسانية العالية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ نهج الفصاحة: ص633.
2ـ سفينة البحار: ج2، ص522.
3ـ عن الفارسية: درجستجوي خوشبختي.
4ـ الأصول من الكافي: ج1، ص452.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|