المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Regularized Hypergeometric Function
18-6-2019
الحمزة بن عبيد الله الثاني
6-9-2017
وصف مدينة إختاتون.
2024-06-06
ثابت الاضمحلال decay constant
27-7-2018
استرخاء العازل dielectric relaxation
7-8-2018
حساسية لغذاء الأم Maternal Food Allergy
4-1-2019


من هم الأشخاص الأكثر بذاءة  
  
1702   08:49 صباحاً   التاريخ: 17/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص219ــ231
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

تساؤل يطرح بشأن الاشخاص الأكثر بذاءة في القول، وماهي اكثر حالاتها؟

يتبين من خلال التجارب اليومية بان البذاءة والشتائم اكثر ما تكون عند الاشخاص في الظروف التالية:

١ -الطفل الذي ينشأ في عائلة مضطربة ومفككة.

٢ -حينما يكون ذوو الطفل ممن يكثر الشتم والقول القبيح.

٣ -الطفل الذي يتربى على يد ام تتسم ببذاءة الكلام.

٤ -الطفل الذي لم يلق بين افراد عائلته الاحترام اللازم.

٥ -الاطفال الذين يتميزون بالعصبية وعدم الاستقرار.

٦ -الاطفال الذين يعانون في حياتهم من الهموم والآلام.

٧ -الاطفال الذين تعرضوا في حياتهم لكثير من الصدمات التي تركت تأثيراً في نفوسهم.

٨ -الاطفال الذين يتسمون بضعف البنية وانعدام القدرة البدنية. اما عند الاطفال الاقوياء فهذه الظاهرة تأخذ طابعاً آخر.

٩ -الطفل الذي يغضب بشدة ولايقدر على كظم غيظه.

10ـ الطفل الذي نشأ على الدلال والتملق ويصبو الى ان يكون عزيزاً بدون وجود الاسباب الكافية واذا ما واجه الاخفاق يبدي الانزعاج والغضب.

اضرار البذاءة

ان البذاءة عادة قبيحة وضارة، وتنم عن سوء الخلق وانعدام التربية. فالطفل انعكاس لحياة والديه ولنمط التربية التي تلقاها على يديهما. ويعبر علماء النفس عن هذه الحقيقة بالقول ان الطفل مرآة ينعكس فيها وجود أبيه وأمه. ويقول أحد علماء النفس في هذا المضمار: أرني طفلك، أقول لك من أنت.

يرى المربون وأولو الأمر ان وجود الاطفال المنحرفين يمثل احراجاً بالنسبة لهم، ويعتقدون ان تصرفاتهم المشينة طعنة لهم في الصميم، ومن الطبيعي والحال هذه أن أي كلام منهم يثير استياء الوالدين لانهما يعتبرانه انتهاكاً لكرامتهما.

يلاحظ من جهة أخرى أن الطفل البذيء اللسان لايمكنه اقامة علاقات سليمة مع الآخرين ولايتمتع بمحبوبية بين الناس وهذا ما يؤدي الى بقائه وحيداً ويخلق له مصاعب اجتماعية من نوع خاص.

موقف الوالدين

يختلف أولو الامر والمربون في مواقفهم ازاء الكلمات النابية التي تصدر عن ابنائهم وبناتهم، فالبعض منهم لايعيرها اهتماماً يذكر بل يتركهم وشأنهم ليتصرفوا كما يحلو لهم، ومثل هذا الموقف يؤدي بهم حسب اعتقادنا الى التعود على هذه الأساليب المغلوطة، ويمارسها في مختلف المواقف.

اما البعض الآخر فيبدي ازاءها حساسية مفرطة ويسعى بكل جهده لاستئصالها من سلوك الطفل حتى انه قد يستخدم اساليب الضرب والعقوبات الأخرى، واكثر ما يطبق هذا الاسلوب بحق الاناث، لأن الاسرة تبدي ازاءها حساسية اكثر، ونحن أيضاً نرى صحة ذلك الاسلوب.

ولابد لنا أيضاً من الاشارة الى هذه النقطة، وهي ان ذوي الطفل يتصورون انه يدرك معنى الكلمة ويستعملها متعمداً بينما الحقيقة ليست هكذا على الدوام صحيح ان بعض الاطفال يدرك معنى الكلمة ويستخدمها عن قصد الا ان هذا القول لايصدق على الجميع، فربما يتفوه الطفل بكلمة من غير ادراك لقبحها. وعلى كل حال فهذه من أوليات التربية الواجب على الآباء والامهات معرفتها.

ضرورة القضاء عليها

ان الضرورة التربوية تحتم القضاء على ظاهرة الكلام البذيء عند الأطفال، ولابد للأبوين من اتخاذ موقف حازم ازاء مثل هذا السلوك لكيلا يتعود عليه الطفل؛ وذلك لأن ترك العادة أمر صعب للغاية.

لقد دلت التجارب اليومية على ان الاطفال البذيئي الكلام الذين لم يردعوا من قبل الأبوين صاروا اطفالاً وقحين يمارسون مختلف انواع العنف ضد من تطاله ايديهم، وقد يتدخلون في بعض الاحيان في عالم الكبار فيفرقون جمعهم. ليس من الضروري استخدام القسوة ضدهم للوقوف بوجه هذه الظاهرة الا ان الواجب يحتم التصدي الحازم ومراقبة تصرفاتهم وكلماتهم. ان نشوة التفوق في الشتائم تطبع سلوك الطفل كله بهذا الطابع وتجعله منذ تلك اللحظة فصاعداً غير مستعد لتحمل أي ألم أو عناء ولايكلف نفسه بذل أي جهد ولايجد أية ضرورة للتغلب على مشاعره.

ضرورة ملحة

ثقة ضرورة أكثر الحاحاً تدعو لمواجهة هذا السلوك في الظروف والمواضيع التالية:

١- فيما اذا كان الطفل المقصود بنتاً لأن الضرر الناجم في مثل هذه الحالة اثقل. فالبذاءة من كل شخص قبيحة ومن البنت اقبح. حتى ان التحذير قد ورد في حالة اختيار الزوجة بعدم الزواج من السبابة الطعانة، وربما يعود سبب ذلك الى ان الكلام النابي من الامهات اكثر تأثيراً بالاولاد من الكلام النابي الصادر عن الآباء، واشد فاعلية في افساد الجيل الناشىء.

٢ -فيما اذا كانت الكلمات القبيحة موجهة من الابناء نحو الآباء او الامهات عندما يجد الطفل الجرأة على اهانة والديه أو الاستهزاء بهما. فهذه الظاهرة تؤدي به في المستقبل الى التعامل معهما معاملة غير مهذبة نتيجة التهاون معه. وقد ينجم عن هذا التغاضي عن جرأته في صغره ما لا يحمد عقباه عند كبره خصوصاً بعدما يتعرف على معاني كلماته المشينة ويتعمد التفوه بها.

٣ -في الحالات التي يكون فيها الكلام مخالفاً للشرع والاخلاق والقيم الانسانية. وعلى الوالدين والمربين عدم السماح له بمثل هذا. فاهانة المقدسات أمر غير مسموح به على أية حال، بل لابد من ردعه وذلك بالاساليب التي سنشير إليها لاحقاً.

جذور هذه الظاهرة

اما جذور هذه الظاهرة وعوامل نشوئها فهنالك افتراضات عدة بشأنها. ولغرض التعرف على حقيقة المسألة يستحسن أولاً ان نرى من اين يتعلمها الطفل؟ فكل ما يتعلمه الطفل اما ان يكون مصدره والديه او اقاربه وافراد اسرته، او من المعلم والمدير والمدرسة والزملاء، وربما من الكتب والمطبوعات، او حتى من الجلسات والاجتماعات. ولهذا فلابد من تقصي جذورها ضمن هذه المصادر. وفي نفس الوقت ينبغي التركيز على العوامل التالية:

١ -الاسرة واسلوب التربية: هنالك حقيقة لاتنكر وهي ان الكثير من العيوب السلوكية والاخلاقية لدى الطفل مصدرها الاسلوب التربوي المتبع في البيت او في المدرسة. فالطفل قد يشتم أو يستخدم الكلمات القبيحة بسبب الأجواء السلبية التي نشأ فيها. واذا كان اهله قد ابدوا معه التساهل والمرونة فلايحق لهم ان يلوموا احدا سوى انفسهم.

فالآباء والامهات والمعلمون والمربون يدركون تماماً ان كل كلماتهم وتصرفاتهم تعتبر بالنسبة للطفل بمثابة درس بليغ في الاخلاق والتربية، والطفل يعكس عادة سلوك والديه.

٢ -الانعكاسات التربوية السيئة من الزملاء: ان الكثير من انواع السلوك السيء والانحرافات الخلقية والكلمات النابية القبيحة ناتجة من تأثيرات سوء المعاشرة. فالطفل يأخذ عن زملائه واصدقائه كثيراً من الدروس الجميلة أو القبيحة، اذ تؤثر فيه اخلاقهم وثقافتهم ويتعلم منهم خلال اللعب والاحاديث مئات المسائل.

وعلى هذا يجب على الأبوين والمربين المحاذرة وعدم السماح لأبنائهم بمخالطة أي كان، ويمكنهم التعرف على الاشخاص الذين لهم علاقة بأبنائهم بل وبأمكانهم أيضاً ان يعرفوا أبناءهم على الاطفال الذين يرغبون فيهم ويرون فيهم صلاحهم.

٣- الابداع الشخصي: يحصل الطفل في بعضالأحيان على معلومات من خلال تجاربه اليومية ويقوم على ضوئها ببعض الابداعات فينسج في ذهنه موضوعاً ويعرضه من غير ان يكون قد تعلمه من أحد.

يحاول مثل هذا الطفل وضع ابداعه موضع الاختبار ويستخدم ما جادت به قريحته، وتجربة مفعول هذه الكلمة على الآخرين، ورؤية ردود الفعل التي تصدر عن أمه أو أبيه أو مربيه. فاذا لمس من أحد حساسية ازاء تلك الكلمة يفهم أنه أتى باختراع مدهش. واذا تبين له خلاف لك يتراجع عنها تلقائياً. اذن فلا يمكن التغافل عن قابلية الابداع والابتكار لدى الطفل لأن ذلك يتعلق بذكائه.

٤ -رؤية المشاهد والمواقف: واحيانا تكون المشاهد والمواقف القبيحة التي يراها الطفل درساً مؤثراً يتعلمه ويحاول تطبيقه على الآخرين، واكثر ما يكون التأثير على الطفل الذي يتمتع بنسبة من الذكاء ولكنه ضعيف من الوجهة التربوية، ولا سيما الطفل الانتهازي الذي يتسم بالضعف والعجز.

يحاول الطفل في مثل هذه المواقف تحويل تلك المشاهد الى الفاظ وكلمات ويذكر حالاتها ليخضع الاب والأم لارادته. فالاطفال جميعهم يتصفون بهذه السجايا، وكل التوصيات والتأكيدات على حسن تربيتهم وابعادهم عن المشاهد المستهجنة انما تصب في هذه الاتجاه.

سبل التقويم

هناك طرق واساليب متعددة لتقويم سلوك الطفل والقضاء على ظاهرة الالفاظ القبيحة لديه، وتقوم تلك الاساليب على أسس علمية مفادها اخماد هذه السلوكية، ونشير في ما يلي الى بعضها:

١ -التعليم والتوعية: قبل اتخاذ أي اجراء في مجال الاصلاح لابد ان نرى مدى المعلومات التي يمتلكها الطفل؟ وهل يفهم معاني تلك الكلمات والمصطلحات أم لا؟ فاذا لم تكن لديه المعلومات اللازمة فالحالة تستلزم تزويده بالمعلومات الضرورية اما اذا كرر استخدام تلك الالفاظ مع علمه بقبحها فهنا لابد من الاهتمام بالامر ومتابعته.

٢ -حل المشاكل: ذكرنا ان الكلام السيء الذي يتلفظ به الطفل قد يكون بسبب مالديه من مشاكل في حياته الخاصة، واذا لم تحل مشكلته يبقى يعاني منها. والحل الامثل في هذه المواقف هو حل مشاكله ومعاناته. اذ ينبغي النظر عند ذاك الى نوع المشكلة التي تواجهه وتثير مكامن غضبه. فقد نلاحظ احيانا ان الطفل يحاول مثلاً اثناء اللعب وضع بعض القطعات فوق بعضها الا انه لاينجح في محاولاته فيبكي ويصرخ ويشتم ويلعن، بينما لو سارع احد لمساعدته وعلمه كيفية تركيب تلك القطع فوق بعضها فستحل المعضلة.

٣ -الاعلان عن عدم الارتياح: اذا لم يجد النصح والتعليم نفعاً لابد حينها من الاعلان له عن عدم الارتياح من هذا الكلام وعدم الرغبة في سماع هذه الكلمات منه. وحتى اذا لوحظ ان مجموعة من الاطفال تردد كلمات قبيحة يمكن نصحهم وتنبيههم الى ان هذه الكلمات غير مرغوب فيها.

ان مثل هذه التنبيه يؤثر في الاطفال شريطة وجود التفاهم المسبق في ما بين الطفل والشخص الناصح.

٤ـ خلق الثقة بالنفس: يستخدم الطفل احياناً اسلوب السخرية والكلام النابي لغرض جلب اهتمام الآخرين وجعلهم يثقون به. ولاشك ان هذه الظاهرة تنم عن وجود نقص ما، وان سلوكه الصبياني نابع من هذا النقص. ويمكن القول ان مثل هؤلاء الاطفال تنقصهم الثقة بالنفس ويظنون بعدم امكانية الوقوف على أرجلهم بدون كسب اهتمام الآخرين.

ولهذا فالمسألة المهمة بالنسبة لهم هو كسب ثقة واهتمام الآخرين ليتاح لهم الوقوف على أرجلهم. فالطفل الحائز على ثقة الكبار قلما يبدي سلوكاً غير مستقيم.

٥ -التجاهل: وهذا أيضاً من الاساليب التي نبديها للطفل حينما يبرز منه أي سلوك مرفوض، لأن احد الاسباب التي تجعل الطفل يمارس هذا السلوك هو الاهتمام الذي يبديه له الآخرون او ضحكهم على الكلام البذيء الذي يتلفظ به، حتى ان التجارب قد اظهرت ان تجاهل مثل هذا السلوك حينما يصدر عن الطفل يقلل من هذه الظاهرة إلى نسبة 60%، اذ يجد الطفل نفسه مرغماً على تركها.

٦ -اظهار عدم الرغبة: عند ملاعبة الطفل ينبغي بداء عدم الرغبة في سماع الكلام القبيح منه عن طريق التوقف عن ملاعبته ومضاحكته فور صدور كلماته البذيئة كما ينبغي ابداء الاستغراب وعدم توقع صدور مثل هذا الكلام منه، أي يجب معاملته بالشكل الذي يجعله يشعر بالندم على مثل ذلك الكلام. ولاشك ان مثل هذا الموقف يتطلب وجود اسلوب تعامل ناجح وهدوء تام. فاذا قوبل الطفل بمثل هذا الصدود لمرتين أو ثلاث يعرض الطفل عن سلوكه ذلك ولا يعاوده ثانية.

٧ -ابداء الغضب: تتطلب الضرورة احياناً ان يبدي الوالدان غضبهما ازاء مثل هذا الكلام الصادر عن طفلهما، ليفهم ان والديه غاضبان عليه، ويأتي هذا الموقف بطبيعة الحال من بعد النصائح والارشادات السابقة التي لم يكن لها تأثير فاعل في تغيير سلوكه.

اذا كان الطفل ممن يهتم كثيراً لمواقف والديه ويحسب لهما حسابهما (وهذا ما يجب ان يكون) فلابد انه يتأثر لغضبهما ويحاول اجتنابه.

٨ -استخدام الكلمات على نفس الوزن: نضطر احياناً للعثور على كلمات على نفس الوزن والقافية على شرط ان تكون خالية من المعاني المستهجنة ونسعى الى احلالها في ذهن الطفل بدلاً من الكلمات القبيحة التي يستعملها. لاشك ان العثور على كلمات من نفس الوزن وذات معان ايجابية ليست بالعمل اليسير ولكنه على كل حال ممكن. وحينما يتلفظ الطفل بكلمة نابية نسارع الى القاء كلمة من نفس الوزن لتكون فى ذهنه بديلة عن تلك.

٩ -تغيير معنى الكلمة: ذ كرنا ان الطفل يستخدم احيانا كلمة لايفهم معناها وهنا نلقي إليه معنى آخر ونشعره ان تلك الكلمة لاتعطي نفس ذلك المعنى السيء بل انها نوع من الفاكهة مثلاً أو هي نوع من الحلوى. أو حينما يتلفظ الطفل بكلمة غير مرغوب فيها فنلجأ الى استبدالها باخرى متظاهرين بان تلك الكملة تعطي هذا المعنى او نتظاهر بعدم فهم غرضه.

وفي هذا المجال ليست هناك ضرورة تدعو للقلق بأنه سيتعلم بعض الكلمات خطأ، اذ أنه بعدما يكبر قليلاً ويترك هذه العادة السيئة يمكن تعليمه المعنى الصحيح لتلك الكلمات.

١٠ -الحرمان: واذا لم تؤثر الاساليب المذكورة في الاصلاح نجد انفسنا مضطرين لحرمانه من شيء يحبه أو نغضب عليه ولا نكلمه. ومن الواضح ان هذا الاسلوب يكون مجدياً حينما يكون تأثير الحرمان أو القطيعة شديداً عليه. ولكن يجب الالتفات الى ان لايتحول هذا الاسلوب الى حالة تجعله يشعر باليأس منا أو الحرمان من كل شيء، لأن مثل هذا الشعور ينطوي على مخاطر واضرار اكبر.

١١ -اسلوب الانذار والتهديد: وقد نضطر في نهاية المطاف، وبعد استنفاد جميع الصيغ والاساليب، الى توجيه الانذار للطفل وتهديده لغرض تخويفه لنرى إلام يؤول امره وكيف سيتصرف من بعده.

وينبغي طبعاً ان يكون التهديد الذي نصرح به عملياً ولنا القدرة على تطبيقه، ونجتنب ما لايمكن تطبيقه لأن لمثل هذا الموقف آثاراً سلبية ستظهر نتائجها لاحقاً.

١٢ -العقوبة: وقد نصل في نهاية المطاف الى ما لاينبغي الوصول اليه وهو العقاب، ولاشك ان له شروطه التي يجب ان تعرض في بحث مستقل. وخلاصة القول ان العقوبة هي الاسلوب الذي نستخدمه في نهاية المطاف.

الأعمال الجانبية

وبالاضافة الى التزام الاصول والقواعد المذكورة، هناك أيضاً مجموعة من الجهود التي يجب ان تبذل في هذا المجال واهمها:

١ -عدم الضحك: في حالة صدور أي كلام قبيح من الطفل فعلى أبويه والمحيطين به ان لا يضحكو ولا يبدو أي نمط من الارتياح لأن ذلك يعتبر بمثابة التشجيع للطفل على الكلام البذيء. وكما سبقت الاشارة قد يتسم كلام الطفل اليوم - أي في صغره - بمزيد من الحلاوة والجذابية الا أنه في الغد يثير القلق ويبعث على الألم، وعلى الوالدين والمربين أيضاً ان يلتفوا الى نمط تصرفات الآخرين ولايسمحوا لهم باظهار التشجيع غير المباشر للطفل.

٢ -الحذر من التربية السيئة: يتوجب على والدي كل طفل الالتفات الى علاقاته مع الآخرين والتعرف على نوع الاشخاص الذين يخالطهم. - كما ذكرنا سالفاً - وطبعاً لايمكن مراقبة اجواء المدرسة والصف مراقبة تامة الا انه من الممكن ايجاد نوع من التوجه عند الطفل بعدم مرافقة أي كان، واجتناب مصادقة أي طفل آخر سيء الخلق وبذيء الكلام. وفي نفس الوقت يمكن التعويض عن ذلك من خلال التعرف على اصدقاء صالحين ليكون على علاقة بهم.

٣ -الامتناع من المساندة الخاطئة: يلاحظ احياناً ان احد الاطفال يتلفظ بكلام قبيح في البيت فيشجعه احد الأبوين على ذلك. على سبيل المثال يهين الطفل امه بكلام سيء ويشجعه الأب على ذلك. او قد يتلفظ الطفل بكلام فاحش فيهم الأب بمعاقبته فتحميه امه. وهذا يؤدي الى اجتراء الطفل في ظل حماية الآخرين له.

نحن ندرك مدى الاضرار التربوية التي تنطوي عليها مثل هذه الأساليب، وهذا ما يفرض على الأبوين انتهاج اسلوب موحد في تربية الأبناء وان يتنازل كل واحد منهما عن جانب من ذوقه الشخصي في هذا المجال.

٤ -الاهتمام بسلامة الجو الاجتماعي: قد يستطيع الناس المحافظة على سلامة الاجواء في داخل بيوتهم من السلبيات والانعكاسات التربوية السيئة، وهذا ضروري الا انه لايكفي لوحده، لأن الطفل قد يتبع اساليب الآخرين ويتعلم منهم الدروس السيئة.

ولهذا يكون من الضروري مراقبة علاقاته، ولابد ان تكون حياته في البيت وصلات القربى والصداقة قائمة على اسس سليمة. واذا كانت الضرورة تقضي بوجود علاقات اجتماعية وزيارات متبادلة كثيرة لاتحكمها الموازين الاخلاقية فمن الأفضل اعارة المزيد من الاهتمام لهذا الجانب، والتقليل جهد الامكان من فترة الزيارة للآخرين، او ان ينحصر تواجد الابناء في ادنى ما يمكن من هذه المشاهد لكيلا يطلعوا على الكثير من الكلام البذيء واللامبالاة.

محاذيرأخرى:

وفي الختام لابأس بلفت انظار أولياء الأمور والمربين الكرام الى النقاط التالية مع الاشارة الى بعض المسائل على سبيل التحذير، وهي:

١ -السعي جهد الامكان للمحافظة على الهدوء وبرود الاعصاب في جميع مراحل الاصلاح، وهذا أول شرط للنجاح في اجتياز هذا الوادي.

٢ -تحديد الاسلوب والمنهج التربوي في ازاء هذه الاساليب المنحرفة والكلمات النابية التي تصدر من الطفل.

فاذا كان الموقف منها موقف المعارض فلابد من مواصلة هذا الموقف على الدوام، وأما اذا كان موقف التأييد فالأفضل أيضاً الاستمرار عليه. ولاينبغي أن يكون الموقف يومياً مغايراً للذي سبقه.

٣ -السعي جهد الامكان لعدم ايقاع الطفل في حالة العصيان، وعدم دفع الطفل نحو الغضب والتصلب وعدم استخدام اسلوب الكلام البذيء معه. أي أن بعض اسباب بذاءة الكلام في بعض الحالات تصدر من الوالدين نفسيهما، اذ يؤدي تصرفهما مع الطفل الى دفعه نحو العصيان ويجد نفسه مرغماً على تجاهل وكسر جميع القواعد الاخلاقية.

٤ -ننصح بازالة جميع موجبات روح العداوة والانتقام من حياة الطفل، والتقليل من القيود والتحديدات والممنوعات، وتعويضه عن هواجس الشعور بالاحباط، وان تكون الضغوط التربوية متزنة وتتناسب مع طاقته واستيعابه النفسي 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.