أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2018
2301
التاريخ: 2024-08-01
497
التاريخ: 7-8-2021
2437
التاريخ: 25-1-2023
1146
|
نلاحظ في اكناف البيت والمدرسة اطفالاً يتحركون ويقفزون بلا سبب واضح، ويركضون من غير وجود دواعي بارزة، ويتنقلون هنا وهناك من غير حاجة بينة لذلك، يتكلمون بلا مبرر ويضحكون من غير دافع، ويحشرون انفسهم حشراً في شؤون الآخرين وأحاديثهم.
يجلسون في مكان ثم يهبون فجأة ويركضون في اتجاه ما ويتوقفون ويجلسون ثم ينهضون ثانية. وفي المدرسة ترى الطفل الواحد يضيق به المكان الذي يسع لثلائة اشخاص. وغالباً ما يعمد الطفل إلى ايذاء الآخرين ومضايقتهم. يتصف سلوكه بالضجيج وكثرة الاثارة والرغبة في التخريب والعدوانية. نطلق على امثال هؤلاء الاطفال مصطلح الاطفال الحركين.
سلوك الأطفال الحركين
اوضحنا سلفاً بعضاً من خصائصهم وسلوكهم، ولو شئنا التوسع في الحديث عن هذا الجانب لقلنا بان هذا النمط من الاطفال لا يقر لهم قرار وهم في حالة ضجيج وتحرك متواصل ما داموا في حالة يقظة. فالطفل في هذا الجاب يشبه الطير الذي يقفز من موضع ويحط في آخر. يؤذي هذا ويستشير ذاك ثم ينهض مغادراً المكان إلى موضع آخر.
كثيراً ما يلاحظ الطفل وهو يتسلق الجدار والشجرة في محاولة منه لجلب التسلية والانشغال لنفسه. واذا جلس فترة وجيزة من غير عمل يجهد نفسه لاختلاق عمل يلهيه، واذا لم يتيسر له ذلك يتجه نحو ادواته الشخصية فيعض قلمه ويلعب بالدمل او الجرح الموجود في جسمه و...الخ.
يتصف الطفل الكثير الحركة بالنسيان، عدم التركيز، والنظرة السلبية، العناد وعدم الاستقرار العاطفي حتى يبدو سلوكه وكأنه لا يطاق، يلاحظ عليه سرعة التأشر وقلما ينتهج الاسلوب الذرائعي.
من هم الذين يتصفون بهذه الظاهرة؟
كثرة الحركة تلاحظ عادة عند الاشخاص الذين لا يعيشون ظروفاً طبيعية ويشعرون على الدوام أنهم واقعون تحت ضغوط متواصلة وما أن يتحررون منها حتى يثيرون الشغب ويبدأون بالحركة والضجيج. يتبين من خلال استقراء ماضيهم بأن البعض منهم قد تعرض منذ لحظة ولادته لظروف غير طبيعية؛ أي أن الولادة لم تتم بالشكل الطبيعي ثم انهم لم يحصلوا في ما بعد في الاجواء العائلية على الدعم والرعاية الكافيين، ان غالبية الاطفال الحركين كانوا، او هم الآن مصابون بامراض جسمية ونفسية.
كما ويعتقد انهم قد أصيبوا في فترة الطفولة بمرض طويل المدة أو صعب العلاج أو فرضت عليهم بعض الوان التسلط والغطرسة ولم يستطيعوا في مقابلها التغلب على مشاعر ضعفهم ونيل مطاليبهم، أو ربما ذاقوا الكثير من العقوبات وواجهوا الكثير من التصرفات المغلوطة من الوالدين والمربين اثناء حياتهم التربوية.
الظروف المؤثرة
تتأثر ظاهرة عدم الاستقرار بالكثير من الظروف والعوامل التى تساعد على ظهورها وتفاقهما نشير فيما يلي إلى بعض منها:
١ -عامل الجنس: وهذه الظاهرة يتصف بها كل من الذكور والاناث، ولكن يبدو ان الذكور اكثر تعرضاً لها من الاناث بمرات عديدة. ويظهر ان القضية مرتبطة بأمرين آخرين، الاول هو التكوين العضوي اذ تتصف الاناث بالمزيد من الهدوء والسكينة، وبالقليل من الحركة والاثارة. والثاني هو الظروف الثقافية والتربوية للاشخاص اذ تركز كل المجتمعات في تربيتها على ان يكون الذكور اكثر جرأة وجسارة، فتتساهل ازاء حركات الذكر وكثرة ضجيجه فيما تستنكر مثل هذه الحالة من الاناث، فتحد من حركتها بمختلف انواع الضغوط والاستنكار.
٢ -عامل العقل والذكاء: يحظى اغلب الاطفال الحركين بمستوى من الذكاء يفوق اترابهم نسبياً. حتى يبدو وكأن ذكاءهم لا يستطيع تحمل الظروف والاوضاع السائدة. يحتمل أيضاً أن يكون البعض من هؤلاء الاطفال في مستوى متدن من الذكاء إلا ان سلوكهم يختلف اختلافاً تاماً عن بقية الاطفال كأن تكون كثرة تحركهم غير مدروسة ولا تسير وفقاً لنمط معين.
٣ -ظروف النضج: بعض تحركات الاطفال ناتجة عن النضوج، فمن المعروف مبدئياً ان الطفل حينما يلعب ويلهو ويقفز ويتحرك فذلك جزء طبيعي من نضجه، وعلى الوالدين ان يعتبروا ذلك مبعث ارتياح، وعلى العكس من ذلك اذا لاحظوا ان اطفالهم يتميزون بالصمت والخمول الكامل فذلك مما يبعث على الأسف والقلق، وعليهم البحث عن علله واسبابه. فالتحرك والضوضاء دليل على السلامة والصحة، ولكن اذا ما خرج ذلك عن الحدود الطبيعية وبات مصدراً لازعاج الآخرين فلابد من المبادرة للعلاج.
٤ -الظروف العائلية: يرتبط استقرار الطفل او تحركه بنوعية ظروف الحياة العائلية؛ فالاطفال الذين لا يلقون الرعاية والاهتمام والعطف الكافي يتميزون في فترة طفولتهم بالحركة وعدم الاستقرار. والعوائل التي يسودها النزاع والاختلاف وتعاني من الفقر والمشاكل الأخرى، ولاينال الطفل فيها أي نصيب من الرعاية والاهتمام، تغلب على حياة الأطفال فيها مظاهر الاضطراب وفقدان السكينة والاستقرار.
٥ -الظروف الأخرى: واخيراً فان حالة عدم الاستقرار تتأثر بسائر الظروف الأخرى كالتعب واليأس واستشعار المهانة وضياع الكرامة وما إلى ذلك، الا اننا نصفح عن الخوض فيها تجنباً للإطالة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|