أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-10-2019
1034
التاريخ: 9-7-2019
1677
التاريخ: 2023-06-08
1097
التاريخ: 16-2-2022
1178
|
تعريف المقال الصحفي
تتعدد التعريفات التي وضعت للمقال، ولعل تقديم عدد منها، يسهم بتوضيح ماهية فن المقال، كنوع من الكتابة شكلت الصحافة المكان الملائم لنشأتها وتطورها. ومن ذلك:
أنه ذلك الشكل من الكتابة الذي يتجه فيه الكاتب إلى قرائه اتجاهه مباشرة ينقل أفكاره وآراءه دون ارتباط بقالب تعبيري محدد من تلك القوالب التي اصطلح على تسميتها بالقصة أو الرواية أو الدراما أو الشعر. والأمر في المقال أنه يعتمد على الأسلوب التصويري اعتماداً كلياً. فالقصد منه أن يبين الكاتب عن نفسه دون حائل أو ستار، ودون تخفِ عامد أو عفوي، ولهذا السبب سمى كثير من الدارسين تلك الفصول التي حفل بها أدبنا العربي واعتمدت على الحديث المباشر والأسلوب التقريري مقالات تجوزاً. نخلص من هذا كله، إلى القول بأن كل حديث مباشر لا يلتزم شكلا أدبيا بذاته يمكن أن يسمى في يسر، ما دام يلتزم أسلوب التقرير والإيضاح عن الرأي والفكرة، مقالاً.
والمقال الصحفي ليس موضوع إنشائياً، ولا مقامة من المقامات المعروفة في الأدب العربي، ولا قصة، ولا حكاية، ولا فصلا من فصول كتاب أدبي أو علمي، ولا محاضرة من المحاضرات العلمية أو الأدبية ولا ضربا من هذه الاضرب الأدبية المعروفة لها. إنما المقالة الصحفية عبارة عن فكرة يتلقفها الكاتب من البيئة المحيطة به، ويتأثر بها. وفي هذا الجو الوجداني للتلقف يعبر الكاتب عن هذه الفكرة بطريقة، حظها من النظام قليل، وحاجتها إلى الترتيب والتمحيص والتدقيق والبحث العلمي العميق أقل. فإما المقالة حديث يوشك أن يكون عادية، يعرضه الكاتب على قرائه كما يعرض الموضوع من الموضوعات التي يزجي بها وقت الفراغ مع بعض الجلساء. وحسب المحرر الصحفي أن يتحدث إلى قرائه في الأمور الخاصة والعامة حديثا فيه سخرية حينا، وفيه تفكير حينا، وفيه استطراد حيناً، وفيه مراعاة لمزاج القارئ وحاجاته آخر الأمر. ويطلق على المقال كلمة Essay، ومعناها (محاولة) أي أنها شيء غير مكتمل، شيء يشبه المذكرات الخاصة والخواطر المتناثرة، وعلى القارئ دائما أن يكمل ما بالمقالة الصحفية من نقص، كما يكون على سامع القصيدة الغنائية أن يفعل مثل ذلك عند سماعه بيتاً من الأبيات التي تتألف منها.
وفي معجم (لاروس) يعرف المقال بأنه: اسم يطلق على الكتابات التي لا يدعي أصحابها التعمق في بحثها، أو الاحاطة التامة في معالجة موضوعاتها.
وكلمة مقال تعني محاولة أو خبرة أو تطبيقاً مبدئياً او تجربة أولية.
وفي قاموس اكسفورد يعرف المقال: بأنه إنشاء كتابي معتدل الطول في أي موضوع من الموضوعات، أو فرع من فروع المعرفة، وهو دائما ينقصه الصقل، ولذلك يبدو غير مهضوم ولا منظم.. إلخ
وفي دائرة المعارف البريطانية: المقال، كفن أدبي، هو الإنشاء المتوسط الطول، يكتب بالنثر عادة، ويعالج موضوعة بعينه بطريقة مبسطة وموجزة، على أن يلتزم الكاتب حدود هذا الموضوع، ويكتب عنه من وجهة نظره هو. والمقال، كفن صحفي، يهتم بالتفاصيل على حين يهتم المقال، كفن أدبي، بمجرد القيم. ويقول الكاتب الإنجليزي جونسون في وصف المقال: ولا ينبغي أن يكون له ضابط من نظام، بل هو قطعة لا تجري على نسق معين، ولم يتم هضمها في نفس كاتبها.
والمقال كمصطلح حديث بدأ إطلاقه منذ قدم (ميشيل دي مونتين) محاولاته في استخدام الشكل التقريري في التعبير عن خلجاته ومواقفه، وسرعان ما أصبحت هذه المحاولات نموذجا لهذا اللون من الإنتاج الأدبي الذي يسميه الدارسون مقالا. وتبعه عدد كبير من الكتاب حتى تأصل لفن المقال أسس وقواعد وغدا فن أدبية معترفا به، يشتهر به أدباء لا يكتبون الأشكال الأخرى من الإنتاج الأدبي الشعر أو القصة أو الرواية أو المسرحية، إنما هم يعبرون عن أنفسهم في هذا القالب الجديد تعبيرا فنيا كاملا ولا يحسون بحاجة إلى اصطناع قالب آخر من قوالب الكتابة الأدبية المعروفة. ورغم الاتجاهات المتعددة التي تناولها المقال كموضوع له، كالفلسفة والعلم والأخلاق والسياسة والاقتصاد والاجتماع بل والنقد الأدبي، إلا أنها كلها ترتبط ارتباطا كبيرة بالتعبير عن الكاتب بحيث يصبح هذا الشرط ضرورية لدخول المقال في حيز الأعمال الأدبية.
إن العنصر الذاتي الذي هو الأساس في كل عمل أدبي لا بد أيضا أن يتوفر في المقال إذا أريد به أن يدخل ضمن الإطار الأدبي. وقد اهتم به نقاد الأدب اهتماما كبيرا على أساس من هذا الفهم لرسالته. وقد قدم (الدكتور محمد عوض محمد) في كتابه (محاضرات في فن المقالة الأدبية) مقارنة لأحد الدارسين وهو هیوروکر) بين المقال والشعر الغنائي فيقول: إن المقالة الأدبية تشبه القصيدة من الشعر الغنائي بأنها مبنية حول خاطر من الخواطر، لا يكاد الخاطر أن يتكون ويمتلك لب الكاتب، حتى تتكون المقالة من أولها الى اخرها، كما تتكون كرة الحرير حول دودة القز.
كما ينقل عن ناقد آخر هو (آرثر بنسن) قولا مشابها فيقول: إن المقالة تعبير عن إحساس شخصي أو أثر في النفس، أحدثه شيء غريب أو جميل، أو مثير للاهتمام، أو شائق يبعث الفكاهة والتسلية. وهكذا تكون المقالة قريبة الصلة بالقصيدة من الشعر الغنائي. ولكنها تمتاز بما يتيحه النثر من الحرية، وباتساع الأفق، وبمقدرتها على أن تتناول نواحي يتحاماها الشعر مثل الفكاهة.
ثم يقول (بنسن) في موضع آخر: إن كاتب المقالة إذن هو شخص يعبر عن الحياة وينقدها بأسلوبه الخاص، إنه لا ينظر إلى الحياة نظرة المؤرخ أو الفيلسوف أو الشاعر أو القصاص، ولكن في فنه شيء من هذا كله. وليس يعنيه أن يكشف نظريات جديدة أو يوجد الصلة بين أجزائها المختلفة. إن طريقته في العمل أدنى إلى ما يسمى الأسلوب التحليلي، يراقب ويسجل، ويفسر الأشياء كما تبدو له، ثم يدع خياله يمرح في جمالها ومغزاها. والغاية في هذا كله أنه يحس إحساسا عميقا بصفات الأشياء وبسحرها، ويريد أن يلقي عليها كلها نوراً واضحاً رقيقاً، لعله يستطيع بذلك أن يزيد الناس حبأ في الحياة، وأن يعدهم لما اشتملت عليه من المفاجآت المفرحة والمحزنة.
ويقول (د. محمد يوسف نجم): وإذا ذهبنا نبحث عن تعريف جامع مانع للمقالة، أعيانا البحث وضلت بنا شبله، شأننا في ذلك شأن هؤلاء النقاد الذين عجزوا عن أن يحيطوا هذا الفن الأدبي بتعريف دقيق، نظرا لتشعب أطرافه واختلاطه بالفنون الأخرى على صورة من الصور. ويرى (د. نجم): أن هذه التعريفات المختلفة للمقالة، يمكن الخروج بتعريف يكاد يشملها جميعا، وهو أن المقالة الأدبية، قطعة نثرية محدودة في الطول والموضوع، تكتب بطريقة عفوية سريعة خالية من الكلفة والرهق. وشرطها الأول أن تكون تعبيرا صادقا عن شخصية الكاتب.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|