المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

النواحي الفسلجية وتركيب محبات القلوية
6-10-2016
القوى المحافظة
30-7-2017
Algebra of Angular Momentum
14-8-2016
 الانيولين Inulin
11-5-2016
الصلاة على النبيّ قبل الدعاء
14-4-2016
سلمان أبو عبيدة الهمداني
5-11-2017


من ترجمة ابن حسداي  
  
1424   11:42 صباحاً   التاريخ: 28/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:640-642
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-24 786
التاريخ: 1/10/2022 1517
التاريخ: 2024-01-31 1030
التاريخ: 2024-05-06 740

من ترجمة ابن حسداي

وقال الفتح في ترجمة الوزير أبي الفضل بن حسداي، بعد كلام، ما صورته (1) : فمنها هذه القطعة التي أطلعها نيرة، وترك الألباب بها متحيرة، في يوم كان عند المقتدر بالله مع علية، قد اتخذوا المجد حلية، والأمل قد سفر لهم عن محياه، وعبق لهم عن رياه، فصافحه الكل منهم وحياه، وشمس الراح، دائرة على فلك الراح، والملك يشر فضله، وينثر وابله وطله، يسدي العلاء، ويهب الغنى والغناء، فصدحت الغواني، وأفصحت المثالث والمثاني، بما استنزل من مرقب الوقار، وسرى في النفوس مسرى العقار:

توريد خدك للأحداق لذات ... عليه من عنبر الأصداغ لامات

نيران هجرك للعشاق نار لظى ... لكن وصلك إن واصلت جنات

كأنما الراح والراحات تحملها ... بدور تم وأيدي الشرب هالات

حشاشة ما تركنا الماء يقتلها ... إلا لتحيا بها منا حشاشات

(640)

قد كان في كأسها من قبلها ثقل ... فخف إذ ملئت منها الزجاجات

عهد للبنى تقاضته الأمانات ... بانت وما قضيت منها لبانات

يدني التوهم للمشتاق منتزحا ... من الأمور، وفي الأوهام راحات

تقضى عدات إذا هب (2) الكرى، وإذا ... هب النسيم فقد تهدى تحيات

زور يعلل قلب المستهام به ... دهرا، وقد بقيت في النفس حاجات

لعل عتب الليالي أن يعود إلى ... عتبى فتبلغ أوطار ولذات

حتى نفوز بما جاد الخيال به ... فربما صدقت تلك المنامات ولما أعرس المستعين بالله (3) ببنت الوزير الأجل أبي بكر بن عبد العزيز (4) احتفل أبوه المؤتمن في ذلك احتفالا شهره، وأبدع فيه إبداعا راق من حضره وبهره، فإنه أحضر فيه من الآلات المبتدعة، والأدوات المخترعة، ما بهر الألباب، وقطع دون معرفتها الأسباب، واستدعى إليه جميع أعيان الأندلس، من دان وقاص، ومطيع وعاص، فأتوه مسرعين، ولبوه متبرعين، وكان مدير تلك الآراء ومدبرها، ومنشئ مخاطباتها ومحبرها، الوزير الكاتب أبو الفضل، وصدرت عنه في ذلك الوقت كتب ظهر إعجازها، وبهر اقتضابها وإيجازها، فمن ذلك ما خاطب به صاحب المظالم أبا عبد الرحمن بن طاهر (5) :

 (641)

محلك أعزك الله (6) في طي الجوانح ثابت وإن نزحت الدار، وعيانك في أحناء الضلوع باد وإن شحط المزار، فالنفس فائزة منك بتمثل الخاطر بأوفر الحظ، والعين نازعة إلى أن تمتع من لقائك بظفر اللحظ، فلا عائدة أسبغ بردا، ولا موهبة أسوغ وردا، من تفضلك بالخفوف (7) إلى مأنس يتم بمشاهدتك التئامه، ويتصل بمحاضرتك انتظامه، ولك فضل الإجمال، بالإمتاع من ذلك بأعظم الآمال،وأنا أعزك الله على شرف سؤددك حاكم، وعلى مشرع سنائك حائم، وحسبي ما تتحققه من نزاعي وتشوقي، وتتيقنه من تطلعي وتتوقي، وقد تمكن الارتياح باستحكام الثقة، واعترض الاقتراح باستحباب (8) الصلة، وأنت وصل الله سعدك بسماحة شيمك، وبارع كرمك، تنشئ للمؤانسة عهدا، وتوري بالمكارمة زندا، وتقتضي بالمشاركة شكرا حافلا وحمدا، لا زلت مهنأ بالسعود المقبلة، مسوغا اجتلاء غرر الأماني المتهللة، بمنه، انتهى.

ثم قال بعد هذا بيسير، ما نصه (9) : وركب المستعين بالله يوما نهر سرقسطة يريد طراد لذته، وارتياد نزهته، وافتقاد أحد حصونه المنتظمة بلبته، واجتمع له من أصحابه، من اختصه لاستصحابه، وفيهم أبو الفضل مشاهدا لانفراجهم، سالكا لمناهجهم، والمستعين قد أحضر من آلات إيناسه، وأظهر من أنواع ذلك وأجناسه، ما راق من حضر،وفاق حسنه الروض الأنضر، والزوارق قد حفت به، والتفت بجوانبه، ونغمات الأوتار تحبس السائر عن عدوه، وتخرس الطائر المفصح بشدوه، السمك تثيرها المكايد، وتغوص إليها المصايد، فتبرز منها للعين، قضبان در أو سبائك لجين، والراح لا

 (642)

يطمس لها لمع، ولا يبخس منها بصر ولا سمع، والدهر قد غضت صروفه، واقتص من نكره معروفه، فقال:

لله يوم أنيق واضح الغرر ... مفضض مذهب الآصال والبكر

كأنما الدهر لما ساء أعتبنا ... فيه بعتبى وأبدى صفح معتذر

نسير في زورق حف السفين به ... من جانبيه بمنظوم ومنتثر

مد الشراع به نشرا على ملك ... بذ الأوائل في أيامه الأخر

هو الإمام الهمام المستعين حوى ... علياء مؤتمن عن هدي مقتدر

تحوي السفينة منه آية عجبا ... بحر تجمع حتى صار في نهر

تصاد من قعره النينان مصعدة ... صيدا كما ظفر الغواص بالدرر

وللندامة به عب ومرتشف ... كالريق يعذب في ورد وفي صدر

والشرب في مدح مولى (10) خلقه زهر ... يذكو وغرته أبهى من القمر

 

__________

 (1) القلائد: 183.

(2) القلائد: عاد.

(3) المستعين بالله: أحمد ن محمد بن سليمان بن هود، تولى الحكم بعد أبيه المؤتمن محمد بن المقتدر أحمد سنة 478 وظل في الحكم حتى سنة 501، ولم يكن ممن نزعه يوسف بن تاشفين عن الحكم من أمراء الطوائف.

(4) أبو بكر بن عبد العزيز كان وزيرا ببلنسية للمظفر عبد الملك بن المنصور عبد العزيز بن الناصر العامري (انظر ترجمته في القلائد: 163 وأعمال الأعلام: 202).

(5) ابو عبد الرحمن بن طاهر، محمد بن أحمد بن إسحاق بن طاهر: قام بأمر مرسية حينا حتى ثار عليه أهلها واستغاثوا بالمعتمد بن عباد فأرسل إليه ان عمار فأخذها منه وعندئذ انحاز ابن طاهر إلى بلنسية وظل فيها حتى توفي سنة 507ه؟. (انظر ترجمته في القلائد: 56 والذخيرة - القسم الثالث: 8 والمغرب 2: 247 وأعمال الأعلام: 201). وفي ط ج: أبا عبد الله ابن طاهر.

(6) ق: نصرك الله.

(7) ك: باللحوق.

(8) القلائد: الانتزاح بارتقاب.

(9) القلائد: 185.

(10) القلائد: في ود مولى.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.