أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-5-2022
2087
التاريخ: 17-04-2015
3679
التاريخ: 17-04-2015
3491
التاريخ: 17-04-2015
4063
|
وفي هذا المحور ركّز الإمام على عدة نشاطات :
النشاط الأول : التثقيف على عدم شرعيّة الحكومات الجائرة ورتّب على ذلك تحريم الرجوع إليها لحل النزاع والخصومات كما ورد عنه : « إيّاكم أن يحاكم بعضكم بعضا إلى أهل الجور ، ولكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئا من قضايانا فاجعلوه بينكم فإنّي قد جعلته قاضيا فتحاكموا اليه »[1].
وقال أيضا : « إيّما مؤمن قدّم مؤمنا في خصومة إلى قاض أو سلطان جائر فقضى عليه بغير حكم اللّه فقد شركه في الاثم »[2].
وعن أبي بصير عنه ( عليه السّلام ) قال : « أيّما رجل كان بينه وبين أخ له ممارات في حق فدعاه إلى رجل من اخوانه ليحكم بينه وبينه فأبى إلّا أن يرافعه إلى هؤلاء ، كان بمنزلة الذين قال اللّه عزّ وجل : أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ[3].
وعن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد اللّه عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاء أيحل ذلك ؟ فقال : من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنّما تحاكم إلى طاغوت وما يحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقه ثابتا ، لأنه اخذه بحكم الطاغوت ، وقد أمر اللّه أن يكفر به قال اللّه تعالى : يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ[4].
وفي توجيه آخر حرّم أيضا التعاون مع الأنظمة الجائرة فمن توصياته بهذا الخصوص ، قوله ( عليه السّلام ) : « إنّ أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتى يحكم اللّه بين العباد »[5].
وقال ( عليه السّلام ) : لا تعنهم - أي حكام الجور - على بناء مسجد[6].
وقال ( عليه السّلام ) لبعض أصحابه : « يا عذافر نبئت أنّك تعامل أبا أيوب والربيع فما حالك إذا نودي بك في أعوان الظلمة ؟ ! ! »[7].
وعن علي بن حمزة ، قال كان لي صديق من كتّاب بني أمية فقال لي :
استأذن لي على أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) فاستأذنت له ، فلما دخل سلّم وجلس ، ثم قال :
جعلت فداك اني كنت في ديوان هؤلاء القوم فأصبت من دنياهم مالا كثيرا ، وأغمضت في مطالبه .
فقال أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) : « لو أن بني أمية لم يجدوا من يكتب لهم ، ويجبي لهم الفيء[8] « 1 » ويقاتل عنهم ، ويشهد جماعتهم ، لما سلبونا حقّنا ، ولو تركهم الناس وما في أيديهم ، ما وجدوا شيئا إلا وقع في أيديهم » . فقال الفتى : جعلت فداك فهل لي من مخرج منه ؟
قال : إن قلت لك تفعل ؟ قال : أفعل ، قال : « اخرج من جميع ما كسبت في دواوينهم ، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ، ومن لم تعرف تصدّقت به »[9].
النشاط الثاني : مارس فيه التثقيف على الصيغة السياسية السليمة من خلال تبيان موقع الولاية المغتصب ، واستخدم الخطاب القرآني في هذا المجال الذي حاولت فيه المدارس الفكرية الأخرى تجميد النصّ بحدود الظاهر . فقد علّق ( عليه السّلام ) على قوله تعالى : وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ[10].
بأن اللّه عزّ وجلّ اتّخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيّا ، وان اللّه اتّخذه نبيّا قبل أن يتّخذه رسولا وان اللّه اتّخذه رسولا قبل أن يتّخذه خليلا وأنّ اللّه اتّخذه خليلا قبل أن يتّخذه إماما ، فلما جمع له الأشياء قال : إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً .
قال ( عليه السّلام ) : « فمن عظمها - أي الإمامة - في عين إبراهيم ( عليه السّلام ) قال : ومن ذرّيتي ؟
قال : لا ينال عهدي الظالمين ، قال : لا يكون السفيه إمام التقي »[11].
كما فسّر ( عليه السّلام ) قوله تعالى : صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ [12] بأن الصبغة هي الاسلام[13] وفي قول آخر عنه ( عليه السّلام ) بأن الصبغة هي صبغ المؤمنين بالولاية - يعني الولاية لإمام الحق أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) - في الميثاق[14].
وعلّق العلّامة الطباطبائي على ذلك بقوله : وهو من باطن الآية[15].
كما نجده ( عليه السّلام ) يتحدث عن الإمام أمير المؤمنين ويذكّر الناس بحديث الغدير ، ذلك الحدث السياسي الخطير في حياه الامّة ، ويذكّرهم به لئلا يتعرض هذا الحدث للنسيان والإلغاء . قال في حق علي ( عليه السّلام ) « المدعو له بالولاية المثبّت له الإمامة يوم غدير خم ، بقول الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) عن اللّه عزّ وجلّ : ألست أولى ، بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى قال : فمن كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأعن من أعانه[16].
وعندما التقى وفد من المعتزلة في مستوى رفيع ضمّ أعلامهم ورؤوسهم فكان من بينهم عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وحفص بن سالم ، وذلك بعد قتل الوليد واختلاف أهل الشام ، وقد أجمع رأي المعتزلة على محمد بن الحسن للخلافة الاسلامية وبعد أن اسندوا أمرهم في الرأي إلى زعيمهم الروحي عمرو بن عبيد ودار حوار طويل بينه وبين الإمام خاطبه الإمام قائلا : « يا عمرو لو أنّ الامّة قلّدتك أمرها فملكته بغير قتال ولا مؤنة فقيل لك : ولّها من شئت ، من كنت تولّي ؟ » وبادر عمرو فقال : أجعلها شورى بين المسلمين .
قال : « بين كلهم ؟ » قال : نعم . قال : « بين فقهائهم وخيارهم ؟ » . قال نعم . . . قال :
« قريش وغيرهم ؟ » قال : قال له : العرب والعجم ؟
قال ( عليه السّلام ) : أخبرني يا عمرو ، أتتولّى أبا بكر وعمر ؟ أو تتبرّأ منهما ؟ قال :
أتولّاهما .
فقال له الإمام ( عليه السّلام ) : « يا عمرو إن كنت رجلا تتبرّأ منهما فإنه يجوز لك الخلاف عليهما ، وإن كنت تتولّاهما فقد خالفتهما . فقد عهد عمر إلى أبي بكر فبايعه ، ولم يشاور أحدا ، ثم ردّها أبو بكر عليه ولم يشاور أحدا ، ثم جعلها عمر شورى بين ستة ، فأخرج منها الأنصار غير أولئك الستة من قريش ، ثم أوصى الناس فيهم - أي في الستة الذين انتخبهم - بشيء ما أراك ترضى أنت ولا أصحابك به .
وسأل عمرو الإمام ( عليه السّلام ) عما صنع عمر قائلا : ما صنع ؟
قال الإمام ( عليه السّلام ) : « أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام ، وأن يتشاور أولئك الستّة ليس فيهم أحد سواهم إلّا ابن عمر ، ويشاورونه ، وليس له من الأمر شيء ، وأوصى من كان بحضرته من المهاجرين والأنصار إن مضت ثلاثة أيّام ولم يفرغوا ويبايعوا ، أن تضرب أعناق الستة جميعا وان اجتمع أربعة قبل أن يمضي ثلاثة أيّام وخالف اثنان أن يضرب أعناق الاثنين . . أفترضون بذا فيما تجعلون من الشورى بين المسلمين ؟ »[17].
[1] وسائل الشيعة : 27 / 13 ح 5 عن الكافي والفقيه والتهذيب .
[2] المصدر السابق : 27 / 11 ح 1 المصادر السابقة .
[3] النساء ( 4 ) : 60 والخبر في وسائل الشيعة : 27 / 12 ح 5 .
[4] النساء ( 4 ) : 60 ، وسائل الشيعة : 27 / 13 ح 4 عن الكافي والتهذيب .
[5] وسائل الشيعة : 17 / 179 ح 6 عن الكافي والتهذيب
[6] المصدر السابق : 17 / 180 ح 8 عن التهذيب .
[7] المصدر السابق : 17 / 178 ح 3 عن الكافي .
[8] الفيء : الخراج .
[9] الكافي : 5 / 106 والمناقب لابن شهرآشوب : 3 / 365 ، بحار الأنوار : 47 / 138 .
[10] البقرة ( 2 ) : 124 .
[11] الميزان : 1 / 276 .
[12] البقرة ( 2 ) : 138 .
[13] تفسير الصافي : 1 / 176 .
[14] تفسير العياشي : 1 / 62 .
[15] الميزان : 1 / 315 .
[16] عوالم العلوم والمعارف : 15 / 3 - 270 - 271 ، وشواهد التنزيل : 1 / 187 ، والدر المنثور : 2 / 298 ، وفتح القدير : 3 / 57 ، وروح المعاني : 6 / 168
[17] بحار الأنوار : 47 / 213 - 216 عن الكافي : 3 / 554 والاحتجاج : 2 / 118 - 122 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|