أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-8-2022
1569
التاريخ: 2024-05-27
792
التاريخ: 2024-10-13
437
التاريخ: 2024-09-01
319
|
إن هناك أخطار محدقة بالإنسان مثل مواجهته للنار أو الكهرباء وتستطيع تلافيها باستخدام العوازل... وان هناك عوازل في عالم الأرواح من أخطار الفتن والأهوال والشيطان وغرور الدنيا ومثيراتها.. فكما انه من الخطأ أخذ الحذر من النار والكهرباء بمقاطعة التعامل معها لأنها حارقة وصاعقة كذلك لا يصح مقاطعة الفتن واجتنابها كالأولاد والأموال أو غيرها من الأمور المحيطة بنا والمفروضة علينا بل اتخاذ الوسائل والتدابير المناسبة لكل حالة في الوقاية من أضرارها بما يعصمنا عن الوقوع في حبائلها ومكائدها ونتنتها.
ولا يتحقق ذلك إلا أن يصبح الإنسان قادرا على امتلاك أهواؤه وشهواته فهو الذي يتحكم بها يوجهها لا هي الي تسيطر عليه وتوجهه حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام): (من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى، وإذا غضب وإذا رضي حرم الله جسده على النار)(1).
وهذا هو الذي يميز الإنسان عن الحيوان.. لأن الحيوان يطلق العنان لشهوته دون رادع من قانون وحدود شرعية سوى منطق القوة حيث القوي يأكل الضعيف إلا أن الإنسان الذي هو خليفة الله في الأرض وحتى يؤدي تلك الأمانة تتطلب منه أن لا يسترسل مع الهوى كما يسترسل الحيوان الذي همه الامتلاء من الطيبات بدون حدود حيث يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها علفها أو المرسلة شغلها تقممها تكترش من أعلافها، وتلهو عما يراد بها)(2).
وإن الله جعل عند الإنسان تلك العوازل والعصم الى تساعده في الحد من غريزته وشهوته ومنها الحياء والعفة والخوف من الله والضمير التي لا توجد عند الحيوان فعلى الإنسان أن يستخدمها وينميها بالتربية والعلم والإيمان مستعينين بعوامل مهمة مثل كثرة الذكر والصلاة والصوم والتقوى.. فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والذكر مطردة الشيطان، والصوم جنة من النار، والتقوى لباس يستر الإنسان ويحفظه من لدغ الذنوب والخطايا.. لأن هذه الأمور وصايا إلية إن التزم بها المؤمن وطلب من الله العصمة والمعونة في مواجهة هذه المغريات سيكون من أهل إجابته كما استجاب لنبي الله يوسف وعصمه من الوقوع في الذنب حيث قال تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}[يوسف: 24]، وورد في مناجاة الزاهدين للإمام السجاد (عليه السلام): (واحفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن إيماننا، وعن شمائلنا ومن جميع نواحينا حفظاً عاصماً من معصيتك هاديا إلى طاعتك ومستعملاً لمحبتك)(3).
لذلك ورد عن الصادق (عليه السلام): (أيما مؤمن أقبل على ما يحب الله، أقبل الله عليه بكل ما يحب، ومن اعتصم بالله بتقواه عصمه الله، ومن أقبل الله عليه وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض، وان نزلت على أهل الأرض، فتشملهم بلية كان في حرز الله بالتقوى من كل بلية، أليس الله تعالى يقول: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ}[الدخان: 51] (4).
وحينذاك يصفهم الله تعالى انهم الأبطال حيث قال في حديث قدسي: (إذا كان الغالب على العبد الاشتغال بي جعلت بغيته ولذته في ذكري، فإذا جعلت بغيته ولذته في ذكري، رفعت الحجاب بيني وبينه، لا يسهو إذا سها الناس، أولئك كلامهم كلام الأنبياء أولئك الأبطال حقاً)(5)، وهكذا فإن ذكر الله ومراقبته والخوف منه تعصم الإنسان من الوقوع في الخطأ وعصمة له من الشيطان)(6).
وإن هذه الأمور كلها لا تتحقق إلا بتحسين النية وجعلها خالصة لله حيث قال الإمام الباقر (عليه السلام): (إذا علم الله تعالى حسن نية من أحد اكتنفه بالعصمة)(7).
ومن الأمور التي تساعد في هذا الطريق أيضا صحبة الصالحين حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يد الله مع الجماعة فإذا اشتذّ الشاذ منهم اختطفه الشيطان، كما يختطف الذئب الشاة من الغنم)(8)، وكذلك مما يعين الإنسان المبادرة إلى الزواج المبكر الذي يصونه عن الخطأ، والانحراف.
قصة تعين الإنسان على عدم ارتكاب الذنوب
ورد ما مضمونه أن رجلاً كان يقلب بين جماجم الموتى وعظامهم ويتفكر ويتأمل فرآه الحاكم آنذاك الاسكندر فقال له ماذا تصنع قال اتفكر في حال الإنسان المغرور بعد الموت حتى استفيد الموعظة وأحاول أن أبحث عن جماجم الملوك وأميزها عن جماجم الفقراء فلم أجد فرقا بينها فأجابه الإسكندر هذه موعظة لي... فتذكر الموت والتفكر في حال الإنسان بعد الموت يمنعه من التكبر والتعالي على الآخرين، وكذلك يراجع حساباته في العمل لآخرته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الانوار: 71: 358.
2ـ نهج البلاغة: كتاب 45.
3ـ الصحيفة السجادية، دعاء6.
4ـ بحار الأنوار: 70:285.
5ـ كنز العمال: ح1872.
6ـ ميزان الحكمة: 3: 969.
7ـ بحار الأنوار: 78: 788.
8ـ كنز العمال: 207:1.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|