المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

تفسير الآية (7-15) من سورة يوسف
28-6-2020
هورمونات الفص الخلفي للغدة النخامية Posterior Pituitary Hormones
19-5-2016
متطلبات معيار المحاسبة الدولي رقم (27) القوائم المالية المنفصلة
2023-11-09
الكيمياء والطب
14-8-2020
رز بني Brown Rice
12-9-2017
Daidzin
6-1-2018


كمال الإنسان في المسارعة إلى الله تعالى.  
  
1645   05:09 مساءً   التاريخ: 14/11/2022
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : دروس في التربية الأخلاقية
الجزء والصفحة : ص 121 ـ 130.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /

أهداف الدرس:

على الطالب مع نهاية هذا الدرس أن:

1- يتعرّف إلى شرطي الهجرة والجهاد في سبيل الله: المسارعة والمسابقة.

2- يبيّن أنّ كمال الهجرة إلى الله والجهاد في سبيله يكمن في المسارعة والمسابقة إليه.

3- يبيّن أنّ المسارعة إلى الله من أهم صفات المجاهدين وأهل الورع والولاية.

المسارعة في طريق الحقّ:

إنّ ترك المحرّمات وأداء الواجبات عند الإنسان الطامح إلى الارتباط بالله ولقائه ليس بالأمر الكافي، بل تراه ملحاحاً وكثير الإصرار والطلب من الحق سبحانه وتعالى أن يوفّقه للقيام بأفضل الأعمال التي تقرّبه منه، لأنه لا يرضى بأن يلقى الله بأعمال عادية، بل يسارع إلى الأعمال التي تبلّغه الدرجات العلى عنده عزّ وجلّ. والإسراع في طريق الخير والعمل الصّالح، والصّراط المستقيم لا خطر ولا ضرر فيه بل هو محمود شرعاً وعقلاً، وهو من أهمّ علامات أهل الآخرة، فضلاً عن أن الله تعالى أمر به في قرآنه الكريم حيث قال {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].

وهو من أهمّ فضائل النفس، كما قال أمير المؤمنين ومولى الموحّدين على عليه السلام: "من فضيلة النفس المسارعة إلى الطاعة" (1).

فالمسارعة إلى الطاعات والأعمال الصالحة والعبادات المقرّبة، وإلى هجرة الدّناءات والرذائل وسفاسف الأمور، وترك العادات البغيضة التي لا تمتّ إلى الشرع الأنور بصلة، والمبادرة دون تردّد إلى هجرة أصحاب السّوء الذين لا يزيدون المرء إلا بعداً عن الحقّ، واستغراقاً في الدنيا، والمسارعة إلى الجهاد، وعدم التباطؤ أو التلكّؤ عن القيام بالواجبات الجهاديّة الملقاة على عاتق الإنسان، أمور كلّها تكشف عن مدى حرص الإنسان واهتمامه وجدّيّته في طلب الحقّ والتقرّب إليه. لذا لم يساوِ الحقّ تعالى بين المسارعين إليه وغيرهم، بل فضّل المسارعين واعتبرهم أنهم هم الصالحون، قال: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 113، 114].

ومما وصّى به أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في إحدى خطبه: "فَاتَّقُوا اللهَ عزّ ذِكْرُهُ، وَسَارِعُوا إِلَى رِضْوَانِ اللهِ، وَالْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ، وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ بِكُلِّ مَا فِيهِ الرِّضَا فَإِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ جَعَلَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَعْمَلُ بِمَحَابِّه، وَيَجْتَنِبُ سَخَطَهُ" (2).

وإذا عدنا إلى كتاب الله العزيز نجد أنّ المسارعة في الخيرات هي من صفات وشمائل الإنسان المؤمن، الذي يخشى ربّه، ويؤمن بآياته، والذي طهّر الله قلبه.

من الشّرك والنفاق، والذي يأتي بأعمال البرّ والإحسان بسرور لأنه على يقين أنّه منقلب إلى ربّه وراجع إليه. فمثل هذا الإنسان يسارع في الخيرات دون طلب من أحد.

{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 57 ـ 61].

أمّا الذي يسارع إلى الكفر بدل الإيمان، ولا يتورّع عن القبائح، بدل أعمال البرّ والإحسان، فإنه لن يضرّ إلا نفسه، وهو في الحقيقة في عداد المحرومين، لأن الله تعالى يريد ألا يجعل له حظّاً ونصيباً في الآخرة، لعلمه تعالى بفساد باطنه، وخبث سريرته {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 176].

إنّ أهل الآخرة والذين يسلكون طريق العبوديّة لله تعالى يعبّرون عن سلوكهم هذا من خلال العمل. فالعمل هو طريقهم لنيل المنازل الرّفيعة والكمالات السامية. والحقّ سبحانه وتعالى يمتحنهم بالمواقف الكثيرة ليستفيدوا من بلائه في الرجوع إليه {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [المائدة: 48]. والإنسان الذي يسعى للنجاح في هذا الامتحان الإلهي عليه أن يقدّم دليلاً على صدق دعواه، وهو أنه لا يريد إلا رضا الله، والزّلفى لديه. وهنا تأتي المسابقة إلى الخيرات لتقدّم دليلاً ملموساً يؤكّد صدق نوايا الإنسان وإخلاصه. أما إذا تقدّم ببطء وتمهّل فيمكن أن يعترضه قاطع طريق يمنعه من إكمال سيره. لذا يلفت القرآن الكريم نظر الإنسان إلى أهمّية سبق الآخرين {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: 148]. وألا يقتنع في طريق الخير بالدرجات السّفلى، وألا يقيس نفسه مع الأسوأ، وألا يقارن نفسه بالمتأخّرين، بل يجعل أئمّة سبيل الخير مقياساً له وأسوةً، ويسعى للتفوّق على الآخرين، والتقدّم عليهم في الفضائل وأعمال البرّ والإحسان.

الهدف من المسارعة:

المقصود من المسابقة أن يسابق الإنسان الآخرين في فعل الخيرات والأعمال الصالحة التي تقرّبه من الحق نجيّاً. فالإنسان مأمور أوّلاً بالسعي لاجتناب كلّ سفه وقذارة وحرام، وثانياً الإتيان بالواجبات والطاعات المقرّبة، وفي كلا الحالين على الإنسان الصادق أن يتوسّل بالمسابقة سواء في ترك الحرام أو فعل الواجب، لكي ينأى بنفسه فيما بعد عن الشواغل والمعوّقات التي يمكن أن تعترض طريقه. فالإنسان عندما يهاجر إلى الحقّ ويجاهد في سبيله عليه أن يسرع في التحرّك ويعطي لعمله سرعة وعجلة، ولكن هذا وحده لا يكفي، بل عليه أن يسابق حتّى يصبح أكثر الناس ورعاً وتقىً، فيغدو مصداقاً حقيقيّاً لشيعة أهل عليهم السلام، كما رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه دخل عليه عيسى بن عبد الله القمّي فرحّب به وقرّبه من مجلسه، ثم قال له: "يا عيسى بن عبد الله ليس منّا ولا كرامة من كان في مِصْرٍ فيه مائة ألف أو يزيدون، وكان في ذلك المِصْرِ أحد أورع منه" (3).

لذا أمر الله تعالى في كتابه العزيز المؤمنين بأن يتسابقوا إلى المغفرة والأعمال الصالحة التي تقودهم إلى الجنّة، لأنها أبلغ شهادة على صدقهم وإخلاصهم. فقال عزّ وجلّ {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21].

 كما أنه عزّ اسمه لم يورث كتابه من قبل إلّا لعباده الذين اصطفاهم ممن كانوا يسابقون في الخيرات {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر: 32].

لقد صنّف الله تعالى الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أصناف ذكرهم في كتابه العزيز حيث قال: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [الواقعة: 7 - 12]. فأصحاب الميمنة، هم الذين يعطون يوم القيامة كتبهم بأيمانهم، قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} [الحاقة: 19 - 22]، وهذا الصنف وإن كان من الناجين ومن أهل السعادة والحبور، ولكنه دون الصنف الثالث الذي سوف يأتي الكلام عنه. وأصحاب المشأمة، هم الذين يعطون كتبهم بشمالهم، قال سبحانه: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} [الحاقة: 25 - 27]. والمشأمة من الشؤم والتعاسة، وتسلّم صحائف أعمالهم بأيديهم اليسرى دليل على سوء عاقبتهم، وعظيم جرمهم وجنايتهم، نتيجة عمى البصيرة، وسقوطهم في وحل الضلال.

أما السابقون السابقون فهم الذين سبقوا الآخرين. والحق تعالى وإن كان أطلق هنا السبق ولم يبيّن إلى أيّ شي‏ء يسبقون ويسرعون، ولكنّه تعالى بيّنه في سورة "المؤمنون" كما ذكرنا سابقاً: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 57 ـ 61].

 فالسابقون إذاً هم الذين يؤمنون بالله وحده لا شريك له، وباليوم الآخر، ولا يتوانون عن طاعته خوفاً من غضبه وعذابه، ويضحّون بالغالي في سبيله طلباً لمرضاته وثوابه. وهم لم يسبقوا غيرهم بالإيمان فحسب، بل وبأعمال الخير، والأخلاق الحسنة والإخلاص لله تعالى. فهم أسوة وقدوة للناس، ولهذا السبب كانوا هم المقرّبين إلى الحضرة الإلهيّة.

وفي حديث عن الإمام الصادق عليه السلام يقول بشأن هذه الآية الكريمة: "يا جابر: إنّ الله تبارك وتعالى خلق الخلق ثلاثة أصناف، وهو قول الله عزّ وجلّ: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ *وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة: 7 - 10]. فالسابقون هم رسل الله عليهم السلام وخاصة الله من خلقه، جعل فيهم خمسة أرواح، أيّدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء، وأيّدهم بروح الإيمان فبه خافوا الله عزّ وجلّ، وأيدهم بروح القوة فبه قدروا على طاعة الله، وأَيّدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عزّ وجلّ وكرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون" (4).

وللتأكيد على أهمّية السبق وضرورته بالنسبة لأهل الآخرة التوّاقين إلى لقاء ربهم، يقول الإمام الصادق عليه السلام أيضاً: "إنّ الله سبّقَ بين المؤمنين كما يُسَبَّقُ بين الخيل يوم الرّهان، ثم فضّلهم على درجاتهم في السَّبْقِ إليه، فجعل كل امرئ منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه ولا يتقدّم مسبوق سابقاً، ولا مفضول فاضلاً، تفاضل بذلك أوائل هذه الأمة وأَواخرها" (5).

المفاهيم الرئيسية:

1 ـ أفضل طريق يوصل إلى هذا الكمال الإنساني هو في أن يرى المؤمن أنّ الله تعالى حاضر دائماً في حياته، وذلك من خلال المراقبة والمحاسبة الدائمة للنّفس.

2 ـ لا سبيل لشكر الإله على نعمه السابغة إلّا بمتابعة التكاليف الإلهية، والإصرار على الطّاعات والأعمال الصالحة.

3 ـ الهجرة والجهاد في سبيل الله من أهمّ العبادات والطاعات، فهما ركنان أساسيّان لبناء النفس المطمئنّة والمجتمع الفاضل، ومن دونهما لن تتحقّق أهداف الدين الإسلامي السمحة.

4 ـ أهل الآخرة والذين يسلكون طريق العبوديّة لله تعالى يعبّرون عن سلوكهم هذا من خلال العمل. فالعمل هو طريقهم لنيل المنازل الرّفيعة والكمالات السامية.

5 ـ الهجرة والجهاد في سبيل الله من الأعمال الأساسيّة المقرّبة من الحق عزّ وجلّ، ولكنهما لا يستويان، ولا يحقّقان الهدف المنشود منهما إلا من خلال أمرين أساسيّين وهما: المسارعة إلى الحق، والمسابقة إليه.

6 ـ المسارعة إلى القيام بالأعمال الصالحة والعبادات المقرّبة، وإلى هجرة القبائح المبعّدة، من علامات القلوب المؤمنة التائقة إلى لقاء ربها، والباحثة عن السعادة في جواره.

7 ـ إنّ سبق الآخرين في الفضائل وأعمال البرّ من أهمّ صفات الموالي الحقيقي، الذي يبادر دائماً إلى ما فيه رضا الإمام المعصوم (عليه السلام) عنه. ولا يكتفي بذلك بل ويسبق الآخرين أيضاً طمعاً في القربى من ربّ رحيم، {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 10، 11].

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الآمدي، غرر الحكم، ص 133.

(2) الشيخ الكليني، الكافي، ج8، ص 173.

(3) المصدر نفسه، ج2، ص 78.

(4) المصدر نفسه، ج1، ص 271.

(5) المصدر نفسه، ج2، ص40.

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.