المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



دوافع منحرفة مخوفة  
  
1396   09:26 صباحاً   التاريخ: 12/11/2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص83 ــ 85
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11/9/2022 1261
التاريخ: 21-8-2021 2417
التاريخ: 2024-09-13 252
التاريخ: 13-1-2016 2602

إن الإنسان في هذه الحياة المضطربة يعيش في حركة دائبة بين أمواج من المشاكل والمصائب، يهوّن على نفسه وجسمه المشاق والصعاب والشدائد علّه يقتطف من بستانها أزهار الأمل المشرق، فيجسدها واحدة فواحدة. فهو ما لم تنقطع صلته بالحياة بمدية الموت وما زال يرى أمامه نافذة من الأمل يسعى دائباً وراء السعادة. والخلاصة أن ضياء الأمل هو الذي يهب لصاحبه الحياة ويجعل مرارتها حلاوة له.

فأحدنا يأمل الوصول إلى الغنى والثروة ويسعى للوصول إليها سعياً لا يعرف الكسل والآخر يحب الشهرة والرئاسة فهو يسعى للوصول إليها، وأن حوائج الناس ترتبط بحوائجهم الجسدية ومدى تكاملهم الروحي والنفسي، وأن الآمال تتفاوت بتفاوت التفكير في كل أحد. ولكن يجب الالتفات إلى أن هذه الحوائج إنما توجب لنا السعادة فيما إذا كانت متلائمة مع حوائجنا الروحية ومطمئنة لإعوازنا الفكري، آخذة بمستوى معارفنا إلى الأعلى، متقدة كالضياء في دروب الحياة، منقذة للشخص عن ظلمات الهول، مخلصة له عن الشقاء والتعاسة.

وقد طغى إحدى الغرائز كالحرص وطلب الرئاسة فتؤسس في النفس أساس شقائها، وأن إحدى هذه الغرائز- التي تبدو كشهوة منحرفة عن مسيرها المعتدل فتأسر الوجدان وتمنع الإنسان عن الوصول إلى آماله الواقعية - لهو الحسد، او إرادة السوء للآخرين، إن الحسود لا يستطيع أن يرى احداً في كنف الرفاهية، فهو يحس في نفسه بثقل وضغط شديدين ناشئين من نظرة المتشائم إلى نعم الآخرين. وكما يقال عن سقراط أنه كان يقول: (إن الحسود يهزل ويضعف من سمن الآخرين).

إن الحسود يصرف أيام عمره في إذابة نفسه حسرة على ما لم يجده ووجده الآخرون فيتأوه عليها ويتأسف لها، ويتمنى لسائر الناس الشقاء والنكبات، ويحاول التزوير والحيل في سبيل سلب سعادتهم.

يقول أحد كبار الكتاب: (إن نفوسنا كمدينة في الصحراء بلا قلعة ولا حصار، فهي نهب بيد سراق السعادة. إن بإمكان أقل الرياح خطراً أن تجعل بحر أرواحنا متلاطماً مضطرباً، وإن غير واحد من أعداء النفس من الهوى يدخل بيوت نفوسنا فيأمر وينهي حتى أنفاسنا الأخيرة. ويعرف كل جاهل أنه إذا أحس بألم في رأسه فعليه أن يراجع الطبيب المعالج، ولكن الذي يصاب بداء الحسد يجب أن يحترق ثم لا يجد لنفسه الطبيب المعالج).

إن الحسود يجعل نعمة الآخرين هدفاً فيسعى لإزالتها عنهم بشتى العناوين والحيل، وهو في هذا العمل فريسة لإحساسه الدنيء من دون أي التفات أو تحقيق.

فهو أحياناً يكشف عن نفسه الخبيثة بإشاعة التهم والأكاذيب على المحسودين، فإذا لم يرتو هواه هذا ورأى أن الحياة تعاكس إرادته لا يبعد منه أن يتجاوز حتى على حرياتهم، بل وحتى على أرواحهم فيحطمها في سبيل ميوله غير المحدودة.

نعم إن هذا من ميوله . . . ولكن هل أن هذا الميل من الميول الواقعية للإنسان؟ وهل أنه يتفق مع الهدف الواقعي لحياة الإنسان؟

ليس الحسود خارجاً عن نطاق الإنسانية فحسب، بل هو أذل من الحيوانات وأنزل، فإن من لا يفكر في آلام الآخرين لا يكون من المصاديق الواقعية للإنسان فضلاً عما إذا استبشر بحرمان الآخرين من نعمهم وحسب ذلك الحرمان انتصاراً لنفسه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.