المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

سريّة نخلة.
2023-10-08
أهمية شجرة الاناناس عالميا ومحليا
13-7-2016
الاجرام السماوية
10/12/2022
التعريف بعدد من الكتب / رجال البرقيّ.
2023-05-18
الإمام العسكري ( عليه السّلام ) ومتطلّبات الساحة الإسلامية
2023-05-15
الادوية المعنوية والادوية المادّية
2024-06-18


نظرية التوازن في نظام الاسلام  
  
1270   10:04 صباحاً   التاريخ: 8/11/2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص154 ــ 157
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-27 555
التاريخ: 2023-03-05 1190
التاريخ: 2024-01-04 1133
التاريخ: 12/10/2022 1658

ضمن الإسلام دعوته الناس وترغيبهم إلى الجد والسعي في الحياة: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39]، تحذيراً شديداً عن عقد القلب على العلائق المادية، ووصفها بأنها تحرم الإنسان عن الهدف الحق في الحياة والسعادة الأبدية. وقد مثل الإمام الباقر (عليه السلام)، حقيقة حياة الحريص تمثيلاً جميلاً إذ قال: (مثل الحريص على الدنيا كمثل دودة القز، كلما ازدادت من القز على نفسها لفاً كان ابعد لها من الخروج حتى تموت غماً(1).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إياكم والشح، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا)(2).

وأشار الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى البؤس الناتج من الحرص فقال: (اتقوا الحرص، فإن مصاحبه رهين ذل وعناء)(3).

ويقول الدكتور ماردن: ليست الثروة كل شيء في حياة الإنسان، وكذلك ليست سعادته الواقعية في جمع الأموال. ولكن كثيراً من الشباب يقعون في هذا الخطأ فيعتقدون أن المال أهم شيء في حياة الإنسان، ولذلك فهم يصرفون أعز أيامهم في سبيل تحصيله ويحرمون أنفسهم من كل شيء آخر في سبيله. إن هذه الفكرة خاطئة جداً، وهي السبب في بؤس أكثر الناس إننا نسعى في سبيل الحصول على القصور الضخمة والسيارات والأملاك والملابس الفاخرة ووسائل الترفيه والسرور، ونظن أنها هي الوسيلة للوصول إلى السعادة، في حين أنها توجب لنا الخيبة والحرمان.

إنه لمن الخطأ بمكان أن يعيش الانسان في هذه الحياة لا لشيء إلا لجمع المال وأن يجعله إلهه المعبود فيعبد الذهب والفضة كما عبدها بنو إسرائيل: (أننا إن بقينا على تصورنا هذا الباطل وزعمنا أن إلهنا القديم (المال) هو السبيل الوحيد إلى سعادتنا، فلنصدق أننا نكون بذلك قد ضللنا عن السبيل الأقوم وابتعدنا عن الصراط الأعظم الموصل إلى السعادة والتوفيق الأبديين)(4).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): الحريص أسير مهانة لا يفك أسره)(5).

إن هذا الدين الحنيف المنسجم مع فطرة الإنسان قرر التوازن بين جانبيه المادي والمعنوي، واختار بذلك لأتباعه طريقاً يضمن لهم السعادة الجسدية والنفسية معاً. وأن المتدينين بحكم التفاتهم إلى الحقائق الأسمى في الحياة يصبحون ذوي نفوس مستقيمة حكيمة، فمتى ما تأخروا عن قافلة التقدم المادي بسبب فقدانهم بعض الشرائط اللازمة جبروا تأخرهم المادي هذا بذخائرهم الروحية والمعنوية النفسية والأخلاقية السامية، فلم يجزعوا بانتكاسات الحياة بل صبروا عليها واطمأنوا بفضل قوة إيمانهم وعقيدتهم: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد: 28].

إن القناعة كنز لا يفنى، فصاحبها يسعى بمقدار ما يؤمن به مصارف حياته وحاجاته الأصيلة، وينظم بفضل عقله وتدبيره أمور حياته ويعدلها، ولا يلوث سعادته النفسية بالسعي الباطل وراء النعيم الزائد الزائل، بل يرضى بما تناله يده من الطرق المشروعة فحسب. وهذه الطريقة المعقولة تمنحه الفرصة الكافية للسعي في سبيل الوصول إلى الهدف الأسمى في الحياة والاستفادة من الفضائل الإنسانية. إن القنوع سيبلغ بقناعته أغنى الغنى - غنى النفس - فإنه برضا خاطره يشعر بالاستغناء عما في أيدي الناس، وأن هذه لهي الثروة الحقيقية. وقد ذكرنا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بهذا المعنى ببيان جميل إذ قال: (إن أكيس الكيس من اقتنى اليأس ولزم القنوع والورع، وبرئ من الحرص والطمع. فإن الطمع والحرص الفقر الحاضر وأن اليأس والقناعة الغنى الظاهر)(6).

وقال (عليه السلام): ـ وهو يشير إلى الأمراض النفسية والروحية التي تصيب الحريص ـ: (كل شره معنى)(7).

ويقول الدكتور ماردن: (هناك أفكار تنشأ من الحرص والطمع وسائر الانفعالات والتأثرات النفسية، وهي لا تؤثر في الجسم فحسب، بل تسري إلى النفس فتسقمها، وتحرمنا بذلك عن الحياة الطيبة، بل تغير مجرى حياتنا الآمنة المطمئنة، وتحطم فينا أحسن صفات الطبيعة البشرية)(8).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (الشره يشين النفس ويفسد الدين ويزري بالفتوة)(9).

وقد بين لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) البلايا والبأساء الناتجة عن الحرص فقال: (الحريص بين سبع آفات صعبة فكر يضر بدنه ولا ينفعه، وهم لا يتم أقصاه، وتعب لا يستريح منه إلا عند الموت ويكون عند الراحة أشد تعباً، وخوف لا يورثه إلا الوقوع فيه، وحزن قد كدر عليه عيشه بلا فائدة، وحساب لا يخلصه من عذاب الله إلا أن يعفو الله عنه، وعقاب لا مفر له ولا حيلة)(10).

إن الحرص شهوة مشؤومة تجر الإنسان إلى الدناءة والرذيلة.

قال علي (عليه السلام): (الشره داعية الشر)(11).

وقال (عليه السلام) ايضاً: (ثمرة الشره التهجم على العيوب)(12).

ويقول الدكتور شان ماركوهست: (أن السرقة تنشأ من الحرص، فإن السراق إنما يسرقون ما ليس عندهم فهم يحرصون على امتلاكه، فالذي يسرق جورباً من الباعة في السوق، أو دراجة أودعت عنده امانة، لا يفعل ذلك إلا متأثراً بحرصه على امتلاك هذه الأشياء، فالدافع له على السرقة إذن ليس إلا الحرص)(13).

وحينئذ نصل إلى هذه النتيجة وهي أن الحرص ـ وهو المرض الروحي الخطير- لا علاج له إلا في ظل الإيمان بالله واليوم الآخر، فإنه لا يحصل رضا النفس وقناعتها واطمئنانها إلا بتقوية الروح المعنوية والاخلاقية في النفس فحسب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ اصول الكافي: ج2، باب - حب الدنيا -.

2ـ نهج الفصاحة: ص199.

3ـ غرر الحكم: ص135.

4ـ عن الفارسية: خويشتن سازي.

5ـ غرر الحكم: ص50.

6ـ المصدر السابق: ص255.

7ـ المصدر السابق: ص544.

8ـ عن الفارسية: بيروزي فكر.

9ـ غرر الحكم: ص77.

10ـ مستدرك الوسائل: ج2، ص435.

11ـ غرر الحكم: ص16.

12ـ المصدر السابق: ص360.

13ـ عن الفارسية: مجموعة جه ميدانم؟. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.