المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



إمتهان الزمخشري بشأن القراء في تفسيره  
  
2799   05:40 مساءاً   التاريخ: 10-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص912-915.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفاسير وتراجم مفسريها / التفاسير /

نجد الزمخشري قد أغاظ خصومه أهل الظاهر والمقلدة من أهل السنة والجماعة ، حيث رفض حجية القراءات حجية تعبدية ، حتى ولو كانت على خلاف الفصحى من اللغة ، اذ لم تثبت حجيتها بهذه السعة والإطلاق ، فاذا ما تعارضت قراءة مع المقرر من لغة العرب الفصحى ، نجد  العلماء  المحققين أمثال الزمخشري يرفضون تلك القراءة ، حفاظاً على سلامة القرآن ، من خلل في فصاحته العليا ، الأمر الذي لم يرتضه المقلدة من أهل الظاهر ، فهبوا يهاجمونه بأشنع القذائف .
هـذا ابن عامر قارئ دمشق ، وهو أحد القراء السبعة قرأ : {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} [الأنعام : 137] برفع (قتل) ونصب (اولادهم) وجر(شركائهم) بإضافة (قتل) الى (شركائهم) مع الفصل بالمفعول به ، وقراءة (زين) مبنيا للمفعول .
فـأنكر عليه الزمخشري وعد قراءته هذه سمجة مردودة ، قال : وأما قراءة ابن عامر .... فشيء لو كان في مكان الضرورات وهو الشعر ، لكان سمجاً مردوداً ، كما سمج ورد   :

فزججتها بمزجةٍ ـــــ زج القلوص أبي مزادة (1) .

فكيف به في الكلام المنثور ، فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته .
قال : والذي حمله على ذلك ، أن رأى في بعض المصاحف (شركائهم) مكتوباً بالياء ولو قرأ بجر الأولاد والـشـركـاء ، لأن الأولاد شـركـاؤهـم فـي أمـوالـهـم ، لوجد في ذلك مندوحة عن هذا الارتكاب (2) .

وفـي ذلـك امـتـهـان بـشـأن ابن عامر (3) واستهانة بشأن قراءته غير المستندة الى حجة معتبرة (4)  ، الأمر الذي أثار نعرات القوم ضده وجعلوه يقذفونه بأقبح الشتائم . هذا ابن المنير الإسـكندري الهائم في تيه ضلاله ، يعلو بنشيجه في ذلك ، يقول في حدة وغضب : لقد ركب المصنف فـي هذا الفصل متن عمياء ، وتاه في تيهاء ، وأنا أبرأ الى اللّه ، وأُبرئ حملة كتابه وحفظة كلامه مما رماهم به ، فإنه تخيل أن القُراء ـ أئمة الوجوه السبعة ـ اختار كل منهم حرفاً قرأ به اجتهاداً لا نقلاً وسـمـاعـاً ، فـلـذلك غلط ابن عامر في قراءته هذه . ولم يعلم الزمخشري أن ابن عامر قرأ بها ، يعلم ضـرورة أن الـنبي (صلى الله عليه واله وسلم) قرأها على جبرائيل كما أنزلها عليه كذلك ، وتواترت عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ولولا عذر أن المنكر ليس من أهل الشأنين : علم القراءة وعلم الأصول ، لخيف عليه الخروج من ربقة الدين ، وأنه على هذا العذر لفي عهدة خطرة وزلة منكرة (5) .

وقال أبو حيان الأندلسي : (و أعجب لعجمي ضعيف في النحو يرد على عربي صريح محض قراءة متواترة ، موجود نظيرها في (لسان العرب) في غير ما بَيت ، وأعجب لسوء ظن هذا الرجل بالقُراء الأئمـة الـذيـن تخيرتهم هذه الأمة لنقل كتاب اللّه شرقاً وغرباً ، وقد أعتمد المسلمون على نقلهم لضبطهم ومعرفتهم وديانتهم ولا التفات لقول أبي علي الفارسي : هذا قبيح قليل في الاستعمال وقال قبل ذلك : ولا التفات الى قول أبن عطية : وهذه قراءة ضعيفة في استعمال العرب ) (6) .

وقال الكواشي ـ هو أحمد بن يوسف أبو العباس الموصلي صاحب تفسير ، توفي سنة (680 هـ. ) ـ : (كـلام الـزمـخـشري يشعر بأن ابن عامر ارتكب محظوراً ، وأنه غير ثقة ، لأنه يأخذ القراءة من الـمصحف لا من المشايخ ، ومع ذلك أسندها الى النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وليس الطعن في ابن عامر طعناً فيه ، وإنما هو طعن في علماء الأمصار ، حيث جعلوه احد القراء السبعة المرضية ، و في الفقهاء حيث لم ينكروا عليه ، وأنهم يقرأونها في محاريبهم ، واللّه اكرم من ان يجمعهم على الخطأ).

وقـال التفتازاني : هذا أشد الجرم ، حيث طعن في أسناد القراء السبعة ورواياتهم ، وزعم انهم انما يقرأون من عند انفسهم وهذه عادته ، يطعن في تواتر القراءات السبع ، وينسب الخطأ تارة إليهم ، كما في هذا الموضع ، وتارة الى الروايات عنهم وكلاهما خطأ) (7).
وتـقـلد الآلوسي عبارة ابن المنير : (وقد ركب في هذا الكلام عمياء وتاه في تيهاء ، فقد تخيل أن القراء أئمة الوجوه السبعة اختار كل منهم حرفاً قرأ به اجتهاداً لا نقلاً وسماعاً ، كما ذهب إليه بعض الـجهلة ، فلذلك غلط ابن عامر في قراءته هذه وأخذ يبين منشأ غلطه ، وهذا غلط صريح يخشى منه الكفر والعياذ باللّه تعالى فإن القراءات السبع متواترة جملة وتفصيلاً عن أفصح من نطق بالضاد (صلى الله عليه واله وسلم ) فـتـغـلـيـط شـي مـنـهـا فـي معنى تغليط رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) بل تغليط اللّه ، نعوذ باللّه سبحانه من ذلك ) (8) .
______________________

1- الزج : الطعن . والمزجة : الرمح القصير لأنه آلة للزج . والقلوص : الناقة الشابة ، وهو مفعول فاصل بين المضاف والمضاف إليه .
2- الكشاف ، ج2 ، ص70 .
3- هو عبد الله بن عامر اليحصبي قارئ الشام ، توفي سنة (118هـ) . كان خامل النسب خامل الذكر ، لم يعرف نسبه كما لم يعرف له شيخ ، تعلم القراءة عفواً ، وقد كرهه الناس وكرهوا قراءته ، كان يؤم الناس بالمسجد الأموي ، فلما استخلف سليمان بن عبد الملك بعث الى مهاجر وقال : قف خلف ابن عامر فإذا تقدم فخذ بثيابه واجذبه ، فلن يتقدم منا دعى ، وصلِّ أنت يا مهاجر ، ففعل . راجع : التمهيد ، ج3 ، ص186 ؛ طبقات القراء ، ط3 ، رقم 8 .
4- وقد تكلمنا عن القراءات السبع وأنها غير متواترة ، وإنما هي اجتهادات للقراء ، لا حجية فيها ذاتية في سوى قراءة عاصم برواية حفص ، فإنها لوحدها القراءة المتواترة التي توارثها المسلمون من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ولا حجية في غيرها إطلاقاً . راجع : التمهيد ، ج2 ، ص60-84 (مبحث القراء والقراءات) .
5- هامش الكشاف ، ج2 ، ص60 .
6- البحر المحيط لأبي حيان ، ج4 ، ص229-230.
7- بنقل الشيخ يوسف البحراني في الكشكول ، ج3 ، ص339 .
8- روح المعاني ، ج8 ، ص33 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .