أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-24
211
التاريخ: 2024-09-25
237
التاريخ: 15-4-2016
1910
التاريخ: 28-1-2016
2136
|
يقترح علماء النفس مجموعة من الشروط تقدم على شكل نصائح وتوجيهات للفرد، كيف يحافظ على صحته النفسية ضد الإصابة، واضطرابات الشخصية. وهذه أهم النصائح
أولاً: معرفة النفس:
وهذا شرط أساسي فكل واحد يجب أن يعرف حجم قدراته، وطاقاته، مواطن عيوبه، وضعفه، فيسلك على هذا الأساس، حتى ليقال (رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه)، فعلى أساس الصدق مع الذات والمعرفة الدقيقة لها يحدد طموحاته. وعلى الفرد ألا يخجل من سقطاته وعيوبه، فيرافقه الشعور بالذنب أو المهانة، طيلة حياته، فيؤرق مضجعه، ويهدد صحته النفسية، وعليه أن يواجه الأمور بشجاعة وواقعية، ثم يجب التركيز على هدف واحد، دون تشتت في الذهن في عدة أهداف، حتى لا تتوزع الطاقة وترهق النفس، ويعتريها اليأس. فليكن انتقالنا تدريجياً من هدف إلى آخر جاعلين رائدنا الثبات والصبر، وإرادة الاستمرار والتقدم.
ثانياً: التركيز على الحاضر:
(الماضي.. مضى، والمؤمل غيبٌ، وليس لك إلا الساعة التي أنت فيها)، قول يختصر فيه الكثير مما يجب أن يقال في اصطلاح الأزمنة الثلاثة، (الماضي والحاضر والمستقبل)، فالشخصية السليمة هي التي يستطيع صاحبها التعاطي مع هذه الأزمنة بطريقة موضوعية وواقعية، فلا بأس من التفكير في الماضي لنستلهم منه العبرة والدروس التي تفيدنا في الحاضر. أما أن نعيش هموم الماضي بشكل دائم، ففي ذلك ضعف، وتأثير سيء على الصحة النفسية (ما فات مات).
أما بالنسبة للمستقبل فإن شحن الذهن والأعصاب بطموحات كبيرة واستعجال حركة الزمن التي تجري وفق نظام دقيق، قدره الله لها، فهو أمر مرهق ومتعب للنفس وللأعصاب، ويثقل الحاضر بهموم إضافية. يمكن التفكير في المستقبل وحتى لو كان ذلك - عن طريق أحلام اليقظة - لبعض اللحظات، فهذه ظاهرة صحية لكن على ألا تستغرق كثيراً في هذه الأحلام حتى لا يتحول الأمر إلى حالة مرضية، والتفكير في المستقبل إن كان لهدف انتزاع شحنة من التفاؤل والدافعية، وتنمية الحوافز في الحاضر، فهذا مظهر سليم من مظاهر الصحة النفسية، على ألا يتجاوز الحد الذي أشرنا إليه. يبقى أن نركز على الحاضر، هذا الحاضر الذي يجب علينا أن نتعاطى معه بصحة نفسية سليمة. وعقل راجح. وأعصاب متينة. واستطعنا بذلك تحقيق أهدافنا التي نطمح إليها. ولا يجب أن يغيب عن البال أن هذا الحاضر سيضاف بعد وقت قليل إلى الماضي، فما هو اليوم حاضر، سيصبح ماضياً في الغد، ويضاف إلى صيغة الماضي في التصنيفات ويتحول إلى ذكرى، فلتكن ذكريات سعيدة مشرقة لا ذكريات مخزية ومحبطة. أما المستقبل فهو الآخر صنع أيدينا، لأنه بإتقاننا للعمل في الحاضر، وسلوكنا السوي في الحاضر نحقق المستقبل الأفضل والغد المشرق لأنفسنا ولمجتمعنا.
ثالثاً: النظرة الصحيحة إلى النجاح والفشل:
النجاح والفشل أمران حتميان في الحياة، وهما متغيران، فلا نجاح دائم، ولا فشل دائم في هذه الحياة، والإيمان بأن الحياة نجاح دائم، هو أمر مبالغ فيه، وقد يكون القائل بذلك مغروراً أو متهوساً، كذلك القول بأن الفشل هو حليف دائم لإنسان ما، ينطوي على التشاؤم واليأس، فالحياة مليئة بالنجاحات والإحباطات، والخوف من الفشل يؤدي إليه. والهروب من أمر ما خشية الفشل هو أسوأ من الفشل نفسه. والذي يفعل ذلك فإنه يؤذي صحته النفسية بما هو أشد مرارة من الفشل دون أن يدري. فقبل كل عمل على الفرد أن يهيء نفسه للأمرين أو للاحتمالين، وأن يكون شجاعاً في مواجهة النتائج مهما كان نوعها. ولضمان النجاح يجب تحديد هدف واضح مدروس، نتجه إليه بصدق وعزيمة وسنصل له، ذلك أفضل من اعتماد العشوائية، كالذين يتخذون عدة أهداف، ويعتمدون على الصدفة والحظ، فيتعثرون ويصابون بالإحباط.
والحقيقة أن ترك الأمور تحت رحمة الصدفة والحظ يمنع سلامة اتخاذ القرار المناسب الصحيح.
رابعاً: المسالمة، وطريقة حل المشكلات:
لا نعني بالمسالمة الاستسلام بل الصبر على المكاره، وانتظار جلاء الأمور وصفائها. وترقب الظروف المناسبة، وإلا فإن مثالنا سيصبح مثال ذلك الذي قال فيه الشاعر:
(كناطح صخرة يوماً ليوهنها ـ فلم يضرها، واوهى قرنه الوعل؟)
وفي الأقوال المأثورة: الصبر صبران: صبر على ما تحب، وصبر على ما تكره. فنحن ضعفاء أمام الأقدار الكبيرة، وفي نفس الوقت، يجب أن يتميز المرء في هذه الحالات بحله للمشاكل بطريقة واقعية تتوافق مع الظروف الزمانية والمكانية، وأية حلول خيالية أو مثالية لا يكتب لها النجاح، إذا لم تأخذ بالاعتبار هذه الأمور مجتمعة، وكما قال أحد الحكماء (والبس لكل زمان بردته) ولا يجب أن يفهم من ذلك، مخادعة ومجاملة الآخرين، والتخلي عن القناعات، بل ما نقصده هو ألا يرمي المرء بنفسه إلى التهلكة في ظروف صعبة.
خامساً: ضرورة وجود الصديق:
الأقوال التي قيلت في الصديق، في كتب الأدب كثيرة، وهي لا تحصى، وكلها تشيد، وتلح في ضرورة اتخاذ صديق، واللفظة لا تطلق على كل من نصادفهم، أو نتحدث معهم لفترات، ثم يمضي كل في طريقه بعد انقضاء مناسبة اللقاء، فالصديق هو من صدقك القول، لا من صدّقك فقط. هو المرآة التي ترى فيها نفسك على حقيقتها، هو مخزن الأسرار، ومفرج الهم إليه تشكو قساوة دهرك، أو هموم يومك، فيصغي إليك، ويخفف عنك، ويقدم لك العون، هو الأخ الذي لم تلده أمك. من أجل ذلك فاتخاذ صديق وفي، مثقف واعٍ هو نعمة من النعم. وهو ضروري للنفس كضرورة الفيتامينات للجسم، ومن الوجهة السيكولوجية التحليلية، فإن حديثك عن همومك أو عن مشكلاتك لصديق تجد لديه أذناً صاغية هو نوع من التفريغ للشحنات الانفعالية التي كانت ستتحول إلى مكبوتات تستقر في اللاوعي، لولا وجود هذا الصديق. فأنت تشعر بالارتياح الشديد بعد الافضاء بها. ويمثل الصديق المستمع هنا، إلى حد ما، دور الطبيب النفسي الذي يكون له دوره الهام في مرحلة من مراحل العلاج النفسي. هذا الطبيب الذي يصغي إلى حديثك عن مشكلاتك يمثل دور الصديق المستمع المحب.
سادساً: ممارسة الترويح عن النفس:
النفس تحتاج إلى الراحة، كما يحتاج الجسم إليها، كيف لا، والإنسان يشكل بكينونته هذا الترابط العضوي الوثيق بين النفس والجسم. وعملية الترويح تشمل النفس والجسم معاً لذلك يجب تخصيص يوم في الأسبوع للترويح عن النفس من هموم ومتاعب الأيام الخوالي والخلود إلى الراحة، والاستمتاع بالطبيعة وبالهوايات المفضلة، والتحرر من قيود العمل والأنظمة، والانفلات لساعات معينة من وطأة وكابوس الروتين القاسي الذي يضرب حياتنا طيلة أيام الأسبوع، ولكن يشترط أن يكون هذا الترويح إيجابياً، نابعاً من اختيار الفرد المحض ورغبته الحارة فيه، وأن يشارك فيه غيره النشاطات والهوايات، (والترويح الإيجابي يكون فيه الفرد مشاركاً فعالاً، وليس ساكناً، أما الترويح السلبي فيكون فيه الفرد مستمعاً أو مشاهدا فقط . ومن أهم ما يوصف به العليل نفسياً هو نقص كمية المرح في حياته)(1).
ويمكن أن تتم حماية الأفراد نفسياً بالأساليب التالية:
1- الاهتمام بأساليب التنشئة الاجتماعية السليمة، وتفهم الأدوار المناطة بهم.
2- اتباع أساليب التنمية النفسية.
3- الاعتناء التام بالصحة الجسدية.
4- التوجيه التربوي الملائم.
ولقد عرض (أريكسون)، فكرة قائمة على أن الإنسان في كل مرحلة من مراحل نموه يواجه مشكلة أو مشكلات أساسية يجب أن يتم مواجهتها وحلها بنجاح حتى تيسر له مواجهة وحل المشكلات اللاحقة وتقسيم (أريكسون)، لا يعني وجود حد فاصل بين كل مرحلة وأخرى. إن هذه الصفات تتداخل وتتفاعل مهيئة الفرصة لصيغة جديدة، وتحمي الفرد مما تحمله المرحلة الجديدة من ألوان الإحباط وقد عرض ـ أريكسون - لثمان مظاهر للصحة النفسية - على مدى ثمان مظاهر للنمو وهي:
1- الإحساس بالثقة (في السنة الأولى من حياة الطفل).
2- الإحساس بالاستقلال (من الشهر 12-15).
3- الإحساس بالمبادأة (من السنة الرابعة حتى الخامسة) وهذه تتمثل بالتعلم، ولفت الأنظار وحب الاستطلاع. والرغبة في تحقيق الخيار على أرض الواقع، مع عدم الشعور بالإحباط، وعدم الإحساس بالذنب.
4- الاحساس بالإنجاز (من 11 ـ 12 سنة)، فهو يساعد في أعمال البيت ورفاق اللعب.
5- الاحساس بالهوية. وهذا في بداية المراهقة، حيث يبدأ اتخاذ مواقف خاصة.
6- الاحساس بالتآلف وإنشاء العلاقات مع الجنس الآخر، أو مع نفس الجنس تقوم على المشاركة والود والمخالطة، وهذه بين (16-17) سنة.
7- الاحساس بالوالدية - وذلك ابتداءً من سن الواحدة والعشرين.
8- الاحساس بالتكامل (45 سنة)، حيث تتضح وتتبلور موضوعات ومفاهيم كالكرامة والحب والكفاح. والإحساس بالتكامل يعني أيضاً إدراك الفرد بأن حياته هي مسؤوليته وحده، وأنه مستعد للدفاع عن كرامته وقيمته وأهدافه في مواجهة ما يتهددها، لأن دفاعه عن مبادئه هو دفاع عن الأنا كلها.
والمحافظة على صحة الأطفال النفسية يمكن أن تتم عبر خطوات عدة أبرزها:
أ- أن نعرّف الأطفال بنفوسهم قدر المستطاع. على طريقة سقراط - إعرف نفسك -.
ب- أن نعودهم مواجهة المشكلة لا الهرب منها، لأن الهرب منها لا يحلها بل يؤجل فقط ذلك الحل، مع تبصيرهم بكيفية هذه المواجهة.
ج- أن نضع لهم أهدافاً يسعون إلى تحقيقها، وإذا كانت هذه الأهداف قريبة لأحد وسهلة التحقيق، فهي أهداف يسر الطفل ويغتبط لتحقيقها، وتحقيق هدف ما قد يكون الطريق إلى تحقيق أهداف أخرى.
د- المشاركة والمصارحة مبدآن يجب أن يضعهما الطفل في صلب عمله اليومي.
هـ ـ التركيز على الواقع اليومي المعاش، وحصر النشاطات في أعمال تطبيقية متعلقة بالبيئة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ محمد السيد الهابط، حول صحتك النفسية، ص277.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|