المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02
اقليم المناخ السوداني
2024-11-02
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01

زفر بن النعمان
3-9-2017
التحكم في التربية الداخلية بين حيوانات الماشية Controlling of inbreeding
2024-10-16
علم الصناعات وآلات الحرب
22-11-2015
السجود واحكامه
2024-10-26
معنى كلمة عيّ‌
17-12-2015
الهيكل التنظيمي
4-5-2016


جماعة العيارين والمستهزئين  
  
1354   02:08 صباحاً   التاريخ: 3/11/2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص77 ــ 79
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إن في طبع بعض الناس شهوة مشؤومة تبعثهم على أن يتجسسوا على عورات الآخرين وزلاّتهم وأسرارهم، وعلى أن ينتقدوها ويلوموهم عليها ويسخرون منهم بها، مع أن فيهم عيوباً كثيرة ونقائص تترجح على ما فيهم من الفضائل كماً وكيفاً، ولكنهم مع ذلك يغفلون عن عيوب أنفسهم ويشتغلون بعيوب الناس، من دون أن ينظروا في تهذيب أنفسهم منها.

إن تعيير الآخرين من الصفات التي تلوث حياة الإنسان وتحط من شخصيته الخلقية.

إن الدوافع التي تبعث الإنسان على عيب الآخرين نوع من (عقدة الحقارة) و (دناءة الطبع)، تتقوى بالغرور والعجب والكبر والرضا عن النفس وتوجب كثيراً من الأخطاء في الحياة، فإن الآثار التي تتولد من هذه العقدة في اخلاق الإنسان تجرؤه على إصدار الكثير من الأحكام الخاطئة قاطعاً بها.

إن المستهزئين يصرفون أنظارهم وأفكارهم في طريق لا يرضى به العقل ولا الشرع، فإنهم يصرفون همهم في أن يراقبوا اعمال من يعرفونه من أصدقائهم كي يجدوا فيهم نقطة ضعف فينتقدونهم ويعيرونهم، وبذلك يقللون ما استطاعوا من قدرهم ومنزلتهم، وهم بصرفهم أفكارهم في هذا الأمر يفقدون الفرصة الكافية للنظر في عيوب أنفسهم، ولهذا فهم لا يسيرون في طريق الهداية والصلاح إن الذين يفقدون الشجاعة الكافية لا يتقيدون بأي شيء ولا يلتزمون بحفظ كرامة الآخرين، فهم لا يستطيعون أن يعيشوا في صفاء وحتى مع أقرب الناس إليهم، فهم كما يذكرون معايب البعداء عند الأصدقاء كذلك حين يرون الجو خالياً يذكرون نواقص أصدقائهم وأخطائهم وينتقدونهم، ولذلك لا يستطيع هؤلاء أن يجدوا لأنفسهم أصدقاء واقعيين يستقرون في كنف عواطفهم ويرتوون من منبع محبتهم وعنايتهم.

إن كرامة الإنسان رهينة بما كسبت يداه، ومن يعتدي على كرامة الآخرين أصبحت كرامته معرضة للضياع.

من الممكن أن لا يلتفت لمعيب على الآخرين إلى نتائج عمله هذا القبيح، ولكنه سوف لا مكنه أن يحترز عن رد فعل عمله هذا في المجتمع، فكم يولد له عمله هذا من الحقد والعداوة والبغضاء، ما لا يستثمر منه إلا الندم ولات حين مندم فإن الكلام - كما قالوا - ليس كالطير إذا طار أمكن أن يرد إلى وكره(1).

إن من يريد أن يعاشر الناس يجب أن يتعرف على وظائفه وتكاليفه، ومنها أن ينظر دائماً إلى محاسن الأشخاص وأعمالهم البارة فيقدرهم ويمجدهم بها. ويجب عليه أن يغير من صفاته وعاداته ما يحطم كرامة الآخرين ويتنافى مع أصول المحبة، فإن المحبة لا تدوم إلا مع المحبة والاحترام المتبادل بين الطرفين. فمن اعتاد على إلقاء الستر على عيوب أحبائه وأصدقائه استقامت مودته واستحكمت محبته، فإذا رأى في أحدهم نقطة ضعف نبهه في فرصة مناسبة إلى تلك النقطة غير المرغوبة وذكره بلزوم تغييرها بدل أن يعيره بها في غيابه.

فإنه يجب على الإنسان إذا أراد أن يذكر صديقه بنواقصه لغاية إصلاحها، أن لا يبادر إلى ذلك إلا بمهارة خاصة لا تنتهي بتألمه منه على أثر جرح شخصيته أو عواطفه. يقول أحد التربويين: أن باستطاعتكم أن تنبهوا مخاطبكم إلى خطئه بنظرة أو حركة أو صوت دون أن تحتاجوا إلى كلام، فإنكم إن قلتم له أنه يخطى لم تستطيعوا على أخذ موافقته على ما تعتقدون، إذ أنكم ببيان خطئه تكونون قد طعنتم في عقله وتفكيره، وجرحتم في غروره ورضاه عن نفسه. إن عملكم هذا يجعله يقاومكم من دون أن يغير من عقيدته شيئاً، حتى ولو أفرغتم عليه منطق أفلاطون وقوانين أرسطو، لأنكم قد جرحتموه في أحب الأشياء إليه وأعزها عليه وأكرمها لديه. ولا تبدأوا كلامكم بمثل قول سأثبت عليك، أو سأستدل عليك. فإن مفهوم هذا الكلام انكم أذكى منه وأعقل، وأن إصلاح أفكار الناس أمر عسير في كثير من الموارد فضلاً عما إذا زدنا على العلة بلة، وأوجدنا امامنا سدوداً وحدوداً منيعة. أنكم إذا أردتم إثبات شيء يجب عليكم أن لا تنبهوا أحداً إلى ذلك، وتمضوا في هدفكم بمهارة لا يتنبه معها أحد إلى ما تقصدون. اعملوا في هذا بما قال القائل: (علموا الناس بدون أن تكونوا معلمين).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مثل فارسي.  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.