أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-6-2016
3931
التاريخ: 19-11-2017
9227
التاريخ: 17-11-2017
2295
التاريخ: 29-11-2015
1642
|
حبوب الطلع
أولا- العلم وحبوب الطلع
هناك لوحة منحوتة في قصر "اشور بانيبال" يزيد عمرها عن ألف عام تظهر بعض الفلاحين وهم يحركون نورات زهرية مذكرة بهدف تلقيح أشجار البلح المؤنثة إن هذا الدليل واضح على معرفة القدماء بحبوب الطلع وخواصها ومع ذلك، تجهل الغالبية العظمى من الناس وجود حبوب الطلع رغم تواجدها المستمر بجوارنا المباشر، وفي الهواء الذي نستنشقه وفي الماء الذي نشربه ولعل الظاهرة الوحيدة والمدهشة لحبوب الطلع هي في تشكيلة شرائط صفراء اللون حول تجمعات المياه (برك ومستنقعات خلال فصل الربيع ويتحدث عامة الناس عنها تحت اسم "مطر الكبريت" تمثل حبة الطلع عنصر الزهرة المذكرة وكانت محط اهتمام علمي على الدوام وفي شتى المجالات.
- في الواقع فإن حبة الطلع مزودة بغلاف خارجي (تسمى بشرة الجرثومة أو البوغة) يحتوي على مادة يطلق عليها "إكسين وهي إحدى أكثر المواد مقاومة في العالم العضوي إنها مقاومة للتأثرات الجوية وبذلك فإن حبة الطلع والتي تميز بخصائص شكلية وتختلف حسب الأنواع النباتية التي نتجت عنها.
- كما يحتاج الفنيون الزراعيون إلى "علم حبوب الطلع" وهو العلم الذي يهتم بدراسة حبوب الطلع لتقدم وتطور معارفهم على صعيد الوراثة النباتية.
- كذلك فإن العاملين في تربية النحل لهم ألفه خاصة مع حبوب الطلع.
- وأخيرا بدأ اهتمام العاملين في مجال أغذية الحمية بهذا الموضوع حديثا وهو ما سيكون موضوع الدراسة التالية بشكل رئيسي.
ثانيا- التلقيح
يمكن تميز مجموعتين من النباتات تبعا لنوعية التلقيح فيها:
أ- مجموعة النباتات خفيفة الإلقاح وتضم الأنواع النباتية عديمة الأزهار أعضاء التكاثر فيها مستترة كالفطريات والطحالب.
ب- مجموعة النباتات بادية الإلقاح وهي نباتات زهرية، وللزهرة بنية خاصة تضم داخلها أعضاء التكاثر وهي العضو المؤنث - ويسمى الوزيم أو المدقة والعضو المذكر "السداة"
تتشكل حبوب الطلع في الجزء الطرفي للأسدية والذي يسمى المئبر وذلك بدءا من خلايا أمية تعطي الواحدة منها أربع حبوب طلعية تؤلف فيها بنيتها "الرباعية" ويمكن التعبير عن حبة الطلع بأنها البذار المذكر للزهرة كما يمكن وصفها بالجرثومة النباتية يتفتح المئبر خلال فترة الأزهار فينطلق منه غيار ناعم من حبوب الطلع.
يتم إخصاب الأزهار - والإخصاب هو الذي يعطي الثمار والبذور - عندما تنجح حبة الطلع في الالتقاء بمتاع أو عضو مؤنث يحتوي على مبيض، إن انتقال حبوب الطلع من مئبر زهرة مذكرة إلى ميسم زهرة مؤنثة "متاع" هو ما يطلق عليه التلقيح.
تجري عملية انتقال حبوب الطلع، أو التلقيح، احدى طريقتين هما:
التلقيح المباشر أو الذاتي: وذلك عندما تنجح حبة الطلع المتناثرة من مئبر سدادة زهرة ما بأخصاب متاع الزهرة نفسها.
التلقيح المتصالب أو الخلطي: عندما لا تنجح حبة طلع إحدى الأزهار بأخصاب نفس الزهرة (كأن تتميز الزهرة بظاهرة العقم الذاتي) في هذه الحالة لابد لحبة الطلع من إن تحمل بالهواء أو الحشرات وخاصة منها النحل وتحط بعد ذلك على متاع زهرة أخرى.
عندما تجمع النحلة غداءها، فإنها تتنقل بين الأزهار، لذلك يقوم النحل بدور أساسي في تلقيح الأزهار ويعتبر من أهم وسائل التلقيح الخلطي أكثرها فاعلية، عندما تدخل النحلة زهرة ما، فإنها تعمل على تحريك الأسدية فتتناثر حبوب الطلع من المأبر وتلتصق بالأوبار التي تغطي جسم الحشرة وبانتقال النحلة إلى زهرة أخرى فإنها تضع وبصورة لا إرادية بعضا من حبوب الطلع العالقة بها على متاع تلك الزهرة وبذلك يتم التلقيح.
إن عملية تربية النحل لا تقتصر على إنتاج العسل وإنما على تأمين تلقيح الأزهار وهي عملية أساسية وهامة جدا في المجال الزراعي.
ثالثا- جمع حبوب الطلع من قبل النحل
لقد تكيفت أرجل النحلة تماما مع جمع حبوب الطلع ولقد تم خلق الكائنات بأحسن شكل وأتم تكوين:
- تجمع الأرجل الأمامية حبوب الطلع التي تغطي قرون الاستشعار إنها مجهزة بما يشبه المجاري التي تدخل فيها النحلة قرون استشعارها على غرار مشط حقيقي وهكذا يجري تنظيف قرون الاستشعار مما كان عالق بها من حبوب الطلع.
- تستقبل الأرجل الوسطى حبوب الطلع التي تجمعت على الأرجل الامامية لتنقلها بعد ذلك إلى الأرجل الخلفية إضافة إلى أن زوج الأرجل الوسطى يجمع حبوب الطلع التي تغطي اوبار الصدر.
- أما الأرجل الخلقية فإنها تمثل أدوات تقنية على درجة كبيرة من التخصص فكل واحدة من الرجلين مزودة بفرشاة وسلة تستخدم كل فرشاة في جمع حبوب الطلع التي تغطي أوبار المنطقة البطية الأخرى التي تنتقل اليها من الرجل الوسطى وتملا كل فرشاة سلة الرجل المقابلة
تتكون السلة من تجويف تجتمع فيه حبوب الطلع التي تتلاصق ببعضها حول شعرة ضخمة تحتل قاعدتها وتشه وظيفة هذه الشعرة السارية التي تتجمع حولها حبوب الطلع بشكل متراص مؤلفة بذلك الكتلة الطلعية.
بديهي أن نحلة تجمع حبوب الطلع تهمل جمع الرحيق وبالمقابل فإن نحلة تجمع الرحيق لا تبدي اي اهتمام بجمع حبوب الطلع يضاف إلى ذلك أن النحل لا يجمع في المرة الواحدة الا نوعية واحدة من حبوب الطلع. يختلف حجم الكتلة الطلعية من 5-10 ملليغراميات، أي ان وزن ما تجمعه النحلة من حبوب الطلع يتراوح بين 10 - 20 ملليغراما لكل رحلة طيران تستمر من خمسة إلى عشرة دقائق تبعا للأزهار التي تزورها.
عندما تعود الشغالات من جمع حبوب الطلع إلى الخلية فإنها تتخلص من الكتل الطلفية بواسطة الأرجل الوسطي فتحاول شغالات الخلية وتوجيهها مباشرة إلى النخاريب المحيطة بالحضنة تجدر الإشارة إلى أن نخاريب تخزين حبوب الطلع لا تغلق بالشمع وتبقى مفتوحة على عكس حالة نخاريب العسل ويكتفي النحل بتكديس ورص الكتل الطليعية لتوفير المكان.
تركيب حبوب الطلع
إن حبوب الطلع يحتوي على العناصر التالية:
أ- الماء يحتوي التطلع على نسبة من الماء تتراوح بين 12 - 20 % تقريبا وهو عنصر غني ومركز جدا لوحده.
ب- بروتينات: وتمثل ما يقرب من 35 % من مكوناتها إنها كمية كبيرة واستثنائية وضخامة هذه النسبة ستكون أكبر إذا علمنا أن غالبية بروتينات حبوب الطلع تتكون من أحماض أمينية لا يمكن لجسم الإنسان اصطناعها (ليترين تربتوفان، هيستيدين، ليوسين، ايزوليوسين، ميثونين، فينيل، الانين، ثريونين، فالين) وأحمان آمينيه أخرى تزيد من سرعة النمو (ارجينين ، برولين ، سيستين ، سيرين ، تيروزين ) يقاس غنى حبوب الطلع من الناحية الغذائية عند معرفة دور هذه البروتينات ( وتعني كلمة بروتين حسب علم الأستشقاق المادة الأولى ) وبشكل خاص مميزات كل حمض أميني على حده ولعل ذكر هذه الخصائص سيعطي فكرة أفضل عن القيمة العلاجية لحبوب الطلع:
1- ليزين: يساهم في تثبيت الكالسيوم يبعث على الشهية يسهل الهضم ويلائم تجدد الكريات الحمراء في الدم.
2- تربتوفان: يسمح بتمثيل فيتامين PP والذي يؤدي نقصه في الجسم إلى الإصابة بداء الحصاف أو البرص الإيطالي.
3- أرجينين: يوصف لحالات العجز والوهن والعقم.
4- هيستيرين: يناسب تلون الدم عن طريق تشجيعه لتشكل هيموغلوبين الدم.
5- فينيل آلانين: يتحكم باستقلات فيتامين C.
6- سيستين: يحسن مرونة الجلد وطراوته.
7- ثيروزين: يحسن الجلد من وهج أشعة الشمس.
8- ليوسين: يساعد البنكرياس على تحسين أداء وظائفه.
9- ميثوتين: يلائم الكبد والجهاز الهضمي.
إن جميع الأحماض الأمينية التي توجد في الخلية قد عثر عليها في حبة الطلع.
ج- الغلوسيدات: (ومنها النشا واللاكتور على وجه الخصوص وتشكل قرابة 40 % والليبيدات 5 % والماء 5 % هي المواد تتمم تكوين حبة الطلع وتبقى نسبة 15 % من مركبات مختلفة بعضها لم يعرف بعد لعدم الدقة الكافية في طرق التحليل، ومن المركبات المعروفة.
1- فيتامين ألمجموعة B وفيتامين E,D,C وطليعة فيتامين A.
2- غالبية الأملاح المعدنية من كالسيوم وبوتاسيوم ومغنيزيوم وفسفور، وعدد كبير من العناصر الصغرى.
3- انزيمات توافق العديد من الوظائف الحيوية الهامة.
4- مضادات حيوية توقف نمو الجراثيم.
5- مادة الروتين Rutine وهو من أنواع السكريات الذي له أثر في مقاومة الشعيرات الدموية.
6- عدد من الصبعات المسؤولة عن تلوين حبة الطلع.
7- أحد مركبات الأستروجين.
وبشكل عام تحوي حبة الطلع في بنيتها مجموعة أجسام ومركبات عديدة ومتكاملة تعمل في الوسط الطبيعي بانسجام وتعاون تام وهذا يذكرنا برشيم القمح.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|