مفهوم الخبر  

في بداية الحديث عن وضع تعريف للخبر نذكر أن جلال الدين الحمامصي ذكر في كتابه "من الخبر إلى الموضوع أن كل شيء يكتب في أي صحيفة، إنما يعتمد على بذرة واحدة فلا جدال إذن في أن القسم الذي تخرج منه هذه البذور جميعا يعتبر في الواقع وحقيقة الأمر أهم الأقسام جميعا، ونعني بذلك قسم الأخبار، وذلك لأنك لن تجد حرفة مكتوبة في الصحيفة إلا ومصدره هذه البذور، إن الإعلام نفسه عند الكثيرين من القراء إن لم يكن كلهم خبر هام ينبه إلى سلعة أو حدث تجاري في سوق البيع والشراء.

والخير بهذا الشكل يمثل المحور الأساسي الذي يدور حوله نشاط الصحيفة خاصة اليومية منها، ولذلك فإننا نجد أقسام الأخبار من أهم الأقسام في الصحف اليومية، على اعتبار أن الخبر يصف الواقع وينقله إلى القارئ ليحيطه علم بما يجري حوله ثم تأتي بعد ذلك مختلف التفسيرات والتحليلات والآراء كما تحددها هوية الصحيفة والخبر بهذا يحقق أهم وظائف الإعلام التربوي وهي "الإعلام أو الإخبار" أو بمعنى آخر إن كان تعريف الإعلام يعني تقديم المعلومات وتفسيرها وتوضيحها للقارئ أو المتلقي حول حدث أو قيمة ما أو مشكلة أو فكرة أو رأي، وذلك بهدف تكوين رأى ما حول هذه القضية أو المشكلة أو الفكرة، فإن الخبر الصحفي يحقق الوظيفة الأولى للإعلام التربوي وهي تقديم المعلومات للمتلقي أو القارئ حول ما يدور داخل المجتمع الذي يعيش فيه أو خارجه، ولن نكون مغالين إذا قلنا "أن الخبر يحقق كل وظائف الإعلام الأخرى والتي يمكن أن نسوقها على هذا النحو التالي :

1- إن كانت وظيفة الإعلام التربوي تقديم المعلومات النقية إلى المتلقي، فكما قلنا أن الخبر الصحفي هو الفن التحريري الذي يعطي المعلومات بشكل جيد ومباشر، وبدون أي تزييف أو تعتيم.

2- وإن كانت الوظيفة الثانية للإعلام التربوي هي التفسير والتوضيح المعتدل، فإن القصة الإخبارية تقوم بهذا الدور وذلك عندما ينشر الصحفي من خلالها المعلومات بشكل تفصيلي عن حدث ما تنشر في خبر، فمثلا وعلى سبيل المثال : قد نقرأ خبراً حول استيلاء القوات المتحالفة في حرب الخليج على شبة جزيرة صغيرة بالعراق، وأن القوات المتحالفة أسرت 12 جنديا عراقياٌ بعد معارك بحرية تساعدها القوات الجوية. فإننا نستطيع إلقاء المزيد من الضوء حول هذا الحدث في قصة إخبارية توضح من خلالها أهمية هذه الجزيرة الإستراتيجية وأهميتها الاقتصادية وكيف تم الاستيلاء عليها وما هو مصير الأسري العراقيين.

3- وإن كانت الوظيفة الثالثة للإعلام التربوي هي التوجيه والإرشاد، أي نشر التعليقات والمقالات حول الأحداث من أجل توجيه الرأي العام بالتأييد أو المعارضة تجاه الأحداث، فإن الخبر الصحفي التربوي يحقق هذه الوظيفة الأساسية والهامة ولكن بشكل غير مباشر.

ولتوضيح هذا الكلام نسوق المثال التالي:- عندما ينشط المخبر الصحفي المندوب الصحفي" في وزارة ما ولتكن وزارة الزراعة، ويقوم بنشر نشاطات هذه الوزارة باستمرار، وبشكل يكاد يكون يوميا في صحيفة يومية كالجمهورية أو الأخبار مثلا، ويتكلم عن افتتاح مشروعات واستصلاح أراضي بشكل متوالي، وعن المشروعات المستقبلية، فإن مواصلة النشر تعطي انطباعا لدى الجمهور المتلقين عن أن الوزارة تقوم بعملها خير قيام وأن الوزارة تقوم بتنفيذ الخطة التي وضعتها وأنه لا مشاكل في تنفيذ الخطة.

4- كذلك من وظائف الإعلام النوعي التثقيف والتعليم، فإن الخبر الصحفي قم بهذه الوظيفة خير قيام وذلك عن طريق نشر الأخبار التي تتعلق بالجوانب الثقافية، والنشاطات المختلفة وكذلك نشر الأخبار التي تتعلق بثقافات أخرى سواء كانت عالمية أو قومية. وعندما نقول أن الصحافة تقوم بوظيفة التثقيف والتعليم فإننا نقول على سبيل المثال بأن الصحافة في بلد مثل الهند تقوم بدور كبير في تعليم الكبار ومحو الأمية، وتنافس بذلك الإذاعة المسموعة "الراديو والإذاعة المرئية "التليفزيون" هناك، ونجد أن هيئة اليونسكو تعتبر الهند نموذجاً واضحة للدول النامية التي تستطيع من خلال وسائل الإعلام محو الأمية والتعليم والتثقيف.

5- وأن كانت وظيفة الإعلام النوعي كذلك هي التسلية والإمتاع، فإن الخبر يقوم بأداء هذا الدور خير قيام ولن تكون مغالين إن قلنا أن الخبر هنا يعطي التسلية والإمتاع من خلال أخبار الرياضة وأخبار الفن والأخبار الخفيفة والطريفة.

6- كذلك إذا كان من وظائف الإعلام الإعلان عن السلع والمنتجات والأفكار، فإن الخبر الصحفي يؤدي هذا الدور أيضا عندما نجد خبرة عن سلعة ما وعن أهميتها للناس، بل نجد القصة الإخبارية فيما يسمى بالموضوعات التسجيلية" التي تنشر عن السلع والمنتجات المختلفة.

7- وإن كانت وظيفة الإعلام النوعي كذلك هي الرصد والتقييم والمتابعة، وذلك عن طريق النقد أو الهجوم على مشكلة أو قضية تهم الناس وذلك بنشر المستندات والوثائق، فإن الخبر يحقق هذه الوظيفة الحساسة والخطيرة، وذلك بنشر حملة صحفية من جهة ما أو حول قضية ما في صورة أخبار متوالية تنشر في كل عدد من الصحيفة أو المجلة وتتضمن المستندات والوثائق الخطيرة حول المشكلة أو القضية، ومن أمثلة هذه النوعية من الأخبار، الأخبار التي كانت تنشر عن وزير الداخلية السابق اللواء حسن الألفي في صحيفة الشعب الأسبوعية المعارضة.