نظريات الذكاء Theories of Intelligences / نظرية سبيرمان Spearman |
4737
02:33 صباحاً
التاريخ: 19/10/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016
6329
التاريخ: 16-8-2022
1534
التاريخ: 2-1-2017
2982
التاريخ: 5-1-2023
1174
|
لقد نشأت نظريات عديدة للذكاء لكن بعضها لم يقم على أساس تجريبي بل جاءت نتيجة للنظر والتأمل، مثلاً قال بعضهم بان الذكاء عبارة عن (ملكة واحدة)، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنه (الذكاء)، عبارة عن عدة ملكات مستقلة بعضها عن البعض الآخر كالذاكرة وغيرها.
هذه النظرية سميت بنظرية العاملين. فقد أراد سبيرمان أن يدرس النشاط العقلي المعرفي دراسة تجريبية مضبوطة كما يدرس عالم الطبيعة ظاهرة الحرارة في المعمل، وقد استدعى منه ذلك إجراء عدد كبير من التجارب، استخدم فيها عمليات رياضية وإحصائية معقدة ساعدت على الوصول إلى نتائج يقينية، وفعلا شرع سبيرمان في إجراء هذه التجارب وذلك بأن وضع مجموعة من الإختبارات المختلفة التي تعيش مختلف القدرات ونواحي النشاط العقلي للفرد، مثل إختبارات القدرة العددية، والقدرة اللفظية، والقدرة الميكانيكية وهكذا...ثم طبق الإختبارات على مجموعة كبيرة متنوعة من الأفراد فيها التلميذ، والعامل، والموظف، والرجل، والمرأة، والريفي، والمدني، وذلك في مختلف الأعمار تبدأ من سن العاشرة وحتى الثامنة والسبعين. ولقد دون نتائج كل الإختبارات في جداول رياضية إحصائية إستخلص منها نظريته التالية:
لقد شاهد سبيرمان في نتائجه الرياضية ظاهرة غريبة، وذلك بعد أن قام بعدة عمليات إحصائية خاصة، وهي وجود عامل مشترك بين كل الإختبارات، رغم اختلافها في الموضوعات التي تقيسها، بالإضافة إلى وجود عامل آخر نوعي يختص به كل إختبار على حدة: ولقد توصل سبيرمان من هنا إلى صياغة نظريته التجريبية عن الذكاء قائلا (إن الوقائع المختلفة التي استمدتها من أبحاثي السابقة تدل على وجود عاملين)(1):
أولاً: العامل العام الذي يشترك في كل العمليات العقلية المختلفة.
ثانياً: العامل الخاص الذي يظهر في عمليات معينة ويختلف عن غيره من العمليات الأخرى.
فمثلاً عندما أقيس القدرات الخاصة لدى شخص ما مستخدماً اختبارات القدرة الرياضية، والموسيقية، واللغوية، ثم استخلص العلاقات القائمة بينها رياضياً، وأدونه في الجدول في صورة وأرقام، سأجد أن لكل قدرة درجة خاصة بها هي درجة العامل الخاص، بالإضافة إلى وجود درجة عامة تشترك بين كل القدرات هي درجة العامل العام. وهذا العامل العام ليس إلا رمزاً رياضيا فقط يتوصل إليه العلماء عبر استخدام المناهج الإحصائية، فهو عامل غير مادي، ويظهر بصورة أوضح في الإختبارات والقدرات النظرية العقلية الخاصة. وأما العامل النوعي الخاص فإنه يظهر بوضوح عندما يتفوق في حل العمليات الحسابية (القدرة الحسابية)، أو الميكانيكية وهكذا، وقد أطلق العلماء على هذا العامل اسم (الذكاء)، الذي يوجد بقدر مشترك في كل العمليات والقدرات العقلية العامة والخاصة. وهكذا يكون لدى كل شخص إستعداداً عقلياً عاما، هو (الذكاء)، يعمل مع الإستعدادات النوعية أي القدرات الخاصة ويتوقف بنجاح أي عملية على وجود هذين الاستعدادين في حالة تداخل تام.
ولقد ظلت نظرية سبيرمان في الذكاء هي السائدة مدة طويلة باعتبار أنها من أهم مظاهر الاتجاه التجريبي الناجح في هذا الميدان، لكن هذا لم يعفها من سهام النقد التي وجهت إليها من العلماء الأخرين أمثال تومسون Thomson، وبراون Brow، وبرت Bert، وغيرهم. ولكنه لم يكن نقدا سلبيا بل إيجابياً ساهم في توسيع نظرية سبيرمان ولم يلغها ابدا فهذا تومسون ينتقده قائلا (هناك عوامل موجودة في القدرات العقلية للإنسان لا بل تشكل قاسما مشتركا بين عدد كبير من القدرات)، هذه العوامل هي في شق منها، أقل نطاقاً في عموميتها من عوامل سبيرمان العامة، لكنها أبسط وأقل مدى من عوامله الخاصة.
ولقد أكد سبيرمان في نظريته على أهمية العامل العام واعتبره الذكاء بعينه، ونتيجة لذلك لم يهتم كثيرا بدراسة العوامل الخاصة، وقد تصدى كثير من العلماء لبيان قيمة العوامل الخاصة، ومنهم تومسون، وثرستون، وكيللي، وغيرهم من علماء النفس، إنتهوا منها إلى أن هناك صفات وعوامل نوعية طائفية توجد مشتركة بين بعض القدرات الخاصة للفرد، وبالتالي فإنها تكون أكثر إتساعاً من العوامل الخاصة، التي تقتصر على قدرة واحدة وهي في نفس الوقت أقل شمولاً من العامل الذي يشترك في شتى العمليات والقدرات العقلية. ومن أمثلة هذه العوامل الطائفية:
أـ عامل التذوق الجمالي الذي يظهر في طوائف معينة من القدرات الخاصة أو تقدير وممارسة الرسم والتصوير.
ب ـ عامل القدرة الكلامية الذي يظهر في طوائف من القدرات الخاصة، كالنطق، والكلام، والفصاحة، والبلاغة، وغيرها.
ج ـ عامل القدرة العددية، التي تظهر في طوائف من القدرات الخاصة كالإصطلاحات العددية، والرموز المجردة، والأعداد وغيرها.
دـ عامل القدرة الميكانيكية، التي تظهر في طوائف من القدرات الخاصة كالمهارات الحركية، والأشياء المحسومة للفرد وغيرها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ توما الخوري، سيكولوجية النمو عند الطفل والمراهق، بيروت، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، مجد، 2000، ص 178.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|