المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الاستعارة بالكناية والاستعارة التخييلية
26-03-2015
النــــهي
8-8-2016
التشريع في الإسلام
2024-10-03
نسب السيولة الماليـة في الشركـات Liquidity Rations
2024-09-13
نيوترينو neutrino
21-6-2017
الفعل المضارع
2024-10-30


علاج الغضب  
  
1339   09:21 صباحاً   التاريخ: 17/10/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص156ــ158
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6/10/2022 1407
التاريخ: 14-9-2019 1905
التاريخ: 2024-08-30 340
التاريخ: 11-5-2022 1913

لابد لكل من يريد تربية الاطفال وإصلاح سلوكهم والسيطرة على غضبهم، ان يلتفت الى عدد من الأمور، منها التعرف على الأسباب التي تثير غضبهم، والعوامل التي تؤدي الى تشديده أو تخفيفه، وكيفية التصرف ازاءه.

- الأسباب الموجبة للغضب:

أجل لابد من معرفة السبب أو الأسباب الموجبة للغضب قبل كل شي، ومن ثم التعامل معه، وبعبارة أخرى، هناك سبب ما يوجب غضب الأطفال ويلهب دخائلهم، وما لم يتم الاهتداء إليه وتشخيصه، لا يمكن معالجته بأية حالة من الأحوال. فالدراسات الجارية حول الأشخاص الشديدي الغضب تشير الى ان العوامل التي سنوردها فيما يلي مؤثرة جداً في الإبتلاء بالغضب:

١ -الحرمان: يعد الحرمان من العوامل الرئيسية لغضب الأطفال، فالطفل المحروم من عاطفة الأمومة، ومن الطعام أو الحلويات التي يرغب بتناولها، بسبب الفقر المادي تارة أو الوقاية الطبية تارة أخرى، يتألم ويغضب لذلك بطبيعة الحال.

٢ -القصور: وينشأ الغضب في بعض الأحيان من الضعف والعجز عن تحقيق الرغبات والأهداف، لأن الأطفال لا يستطيعون تحقيق الكثير من الأشياء التي يرغبون في تحقيقها. فكم توجد من الأهواء والميول والرغبات التي تراود أذهان الأطفال الا أنهم يجدون انفسهم قاصرين عن تحقيقها ويحال بينهم وبينها. تصور طفلاً يرغب في تناول طعام ما، ويعجز عن تناوله بسبب التهابات في حنجرته.كيف تكون حالته؟. بلاشك ان ذلك يؤلمه ويثير غضبه.

٣ -السخط: الطفل بطبيعته يرغب في ان يكون حراً في كل شيء، بمعنى ان يتجول، ويلهو، ويأكل ويشرب، ويلمس ما يشاء بحرية تامة ودون أية قيود. وعندما يقيده الأباء والمربون ولايسمحون له بمثل هذه الحرية رعاية لمصلحة ما؛ كأن ينزعون من يده شيئاً يحبه، أو يحولون بينه وبين وما يرغب، او يبعدون عن متناول يده طعام ما مضر.. نراه يتألم ويغضب.

٤ -سوء الظن: وينشا الغضب أحياناً بسبب تغلب سوء الظن على الطفل ــ فاذا ما قام بانجاز عمل ما، بحسب ما يملكه من قدرات ولم يكافأه عليه والداه، لأنشغالهما او لعدم التفاتهما لأهمية ذلك، يحزن ويتألم، ولأنه يخجل من الإعتراض بشكل مباشر يعبر عن تبرمه وغضبه بحجة أخرى.

٥ -الأحساس بالخطر: يشعر الطفل - وحتى الإنسان الكبير - في بعض الأحيان ان مصالحة مهددة بالخطر، أو أن والديه ومن يحيطون به يهددونه بالخطر، فيبادر الى الوقوف بوجه هذه الحالة، الا أنه عندما يرى ان لا جدوى من سعيه وانه غير قادر على دفع الخطر عن نفسه تعتريه حالة من الثورة والغضب.

٦ -التفرقة والتمييز: بحصل أحياناً ان يلاحظ الأطفال والأحداث في البيت - والكبار في المجتمع - مظاهر للتفرقة والتمييز، فيقفون بوجهها بحكم فطرتهم المياله للعدالة. فمثلاً عندما يلاحظ الطفل أن أبويه يهتمان بطفل آخر في البيت اكثر منه، ويميزانه عنه في الرعاية والمعاملة، يشعر بالغبن والمظلومية، ويضمر له الحقد ويغضب عليه وعلى كل من يهتم به.

٧ -الغضب من الذات: في بعض الحالات يغضب الطفل من ذاته. وبعبارة أوضح اذا حاول الطفل ان ياكل شيئاً من الطعام ولم يستطع بسبب مرض، او عجز عن نقل شيء ما من مكان الى آخر، يفرغ جام غضبه على والديه؛ ظناً منه انهما السبب في ذلك؛ لضيق افقه الفكري.

٨ -الانتقاص: ومع كل ما يتسم به الطفل من ضعف، الا انه مغرور وأناني، ويحب سماع المديح والحديث عن رجاحته من قبل الآخرين في كل مناسبة. ولا يتحمل سماع ما يمكن اعتباره انتقاصاً منه بأية حال من الأحوال، حتى انه يعتبر ذلك جفاء واهمالاً له من قبلهم. ومن هنا، فانه عندما يواجه مثل هذه الحالات، ويعجز عن اثبات ذاته امامها، ينهار نفسياً ويستشيط غضباً.

٩ -الأوامر والنواهي: الطفل ميال بفطرته للحرية والإستقلال بمختلف شؤونه اكثر من أي شخص آخر. لذا فمن شأن كثرة الأوامر والنواهي، خصوصاً اذا كانت غير منصفة ان تدفعه للتصلب في موقفه وحتى الى ابداء ردود فعل عكسية، والسعي لأداء عمل مخالف لما يؤمر به، واذا عجز عن تحقيق ما يريد يلجأ إلى الغضب تنفيساً عما يضطرم في اعماق نفسه.

١٠- المرض: في بعض الحالات، يكون المرض والنقاهة سببين لأثارة الغضب. فمن جهة تؤدي الأمراض الناشئة عن اضطراب الافرازات الغددية الداخلية، والإلتهابات وغيرها الى حصول انفعالات نفسية لديه، ومن جهة أخرى يفقد في مرحلة النقاهة الاتزان والقدرة على تحمل ما يواجهه من مشاكل، ولذا يكون سريع الاشتعال والغضب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.