المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عنوان تقريري
29-11-2019
ليس هناك شيء خلق عبثاً
21-8-2017
Rubrerythrin
24-12-2019
المراد من صوم التأديب
13-12-2015
تطبيق على قانون بويل :An Application Of Boyle Law
11-2-2017
النظم الزراعية - من حيث ملكية الأرض
12-12-2016


ظواهر فذّة في حياة الإمام زين العابدين ( عليه السّلام )  
  
1035   05:19 مساءً   التاريخ: 13/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص123-124
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

تميّزت حياة الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) بمظاهر فذّة ، وهي وإن كانت متوفرة في حياة آبائه الطاهرين وأبنائه الأئمّة المعصومين ( عليهم السّلام ) إلّا أنّها برزت في سيرته ( عليه السّلام ) بشكل أكثر وضوحا وأوسع دورا ، ممّا دعانا إلى تسليط الضوء عليها أشدّ من غيرها ، وهي :

أ - ظاهرة العبادة .

ب - ظاهرة الدعاء .

ج - ظاهرة البكاء .

د - ظاهرة الإعتاق .

فإذا سبرنا حياة الأئمّة ( عليهم السّلام ) وجدناهم - كلّهم - يتميّزون في هذه المظاهر على أهل زمانهم ، إلّا أنّها في حياة الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) تجلّت بقوة ، حتى كان ( عليه السّلام ) فريدا في كلّ منها .

ظاهرة العبادة في حياة الإمام ( عليه السّلام ) :

أجمع معاصروا الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) على أنّه كان من أعبد الناس وأكثرهم طاعة للّه تعالى ، ولم ير الناس مثله في عظيم إنابته وعبادته ، وقد بهر بها المتّقون والصالحون ، وحسبه أنّه وحده الذي قد لقّب بزين العابدين وسيّد الساجدين في تأريخ الإسلام .

أمّا عبادته ( عليه السّلام ) فكانت ناشئة عن إيمانه العميق باللّه تعالى وكمال معرفته به ، وقد عبده لا طمعا في جنّته ولا خوفا من ناره ، وإنّما وجده أهلا للعبادة فعبده ، وشأنه في ذلك شأن جدّه أمير المؤمنين وسيّد العارفين وإمام المتّقين ، وقد أعرب ( عليه السّلام ) عن عظيم إخلاصه في عبادته بقوله : « إنّي أكره أن أعبد اللّه ولا غرض لي إلّا ثوابه ، فأكون كالعبد الطامع إن طمع عمل وإلّا لم يعمل ، وأكره أن أعبده لخوف عذابه ، فأكون كالعبد السوء إن لم يخف لم يعمل . . . » .

فانبرى إليه بعض الجالسين فقال له : فبم تعبده ؟ فأجابه عن خالص إيمانه : « وأعبده لما هو أهله بأياديه وإنعامه »[1].

ولقد ملأ حبّ اللّه تعالى قلب الإمام ( عليه السّلام ) وسخّر عواطفه فكان مشغولا بعبادة اللّه وطاعته في جميع أوقاته ، وقد سئلت جارية له عن عبادته فقالت :

اطنب أو أختصر ؟

قيل لها : بل اختصري .

فقالت : ما أتيته بطعام نهارا قطّ ، وما فرشت له فراشا بليل ، قطّ [2].

لقد قضى الإمام ( عليه السّلام ) معظم حياته صائما نهاره ، قائما ليله ، مشغولا تارة بالصلاة ، وأخرى بالدعاء .

 

[1] حياة الإمام زين العابدين : 187 نقلا عن تفسير الإمام الحسن العسكري .

[2] الخصال : 488 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.