المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الوضع السياسي في العراق عند موت معاوية  
  
1359   06:21 مساءً   التاريخ: 3/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص52-54
القسم :

وعندما مات معاوية اعتبر الفريقان المتنفّذان في العراق أنّ الفرصة باتت مؤاتية :

أ - فريق أهل الدين الذين عاشوا آلام المسلمين وأحزنهم غياب سنة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وكانوا يستهدفون القضاء على النظام الملكي وإعادة الحكومة الإسلامية كما كانت في عصر الخلفاء السابقين على الأقل .

ب - السياسيون المحترفون اللاهثون وراء السلطة الذين كانوا يرومون وضع حدّ لتحكّم الشام بالعراق .

وفي الأيام التي كان العراق فيها يغصّ بالأحداث الخطيرة كان للأجواء في الشام طابع آخر .

كان يزيد في قرية حوارين[1] عندما هلك والده معاوية ، فعاد بمساعي والي الشام « الضحّاك بن قيس » إلى دمشق ليعلن نفسه خليفة للمسلمين ، وأسرع إلى محاولة تبديد مخاوفه من الأشخاص الذين سيعارضونه ، فكتب في الأيام الأولى من خلافته رسالة إلى حاكم المدينة طلب منه فيها أن يأخذ البيعة له من الحسين بن عليّ ( عليه السّلام ) وعبد اللّه بن عمر وعبد اللّه بن الزبير ، وكان واضحا من البداية أنّ الحسين ( عليه السّلام ) لن يبايع يزيد ، واعتبر ابن الزبير نفسه خليفة ، إلّا أنّ الناس تجاهلوه ، ولم يكن لابن عمر أيّ دور في الأوضاع ، فلن تحقّق بيعته أو عدمها أيّ ضرر بخلافة يزيد ، من هنا فإنّ يزيد لا يخشى إلّا الحسين بن عليّ ( عليه السّلام ) ويتعجّل أن يتبيّن موقفه .

وفي تلك الفترة كان من الطبيعي أن يختار العراق - الذي كان يتحيّن الفرص - ابن بنت النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) قائدا له ليحقّق أهداف المؤمنين المخلصين والسياسيين المحترفين في آن واحد ، باعتباره الشخص الوحيد الذي يمكنه إحياء سنّة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) والقضاء على البدع ، وأنّه الوحيد القادر على استقطاب قلوب الناس بشرافة نسبه وجلالة قدره وكرامة نفسه وتقواه ، وهو الأشدّ رفضا للظلم ، ولهذا السبب رفض مبايعة يزيد .

ومن هنا تشكّلت المجالس وانعقدت الجماعات في الكوفة فكانت النتيجة أن وجّهت الدعوة إلى الحسين بن عليّ ابن بنت النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في الحجاز لينتقل إلى العراق ، وتضمّنت الدعوة المؤكدة بأنّ أهل الكوفة على أهبة الاستعداد لقتال الأمويّين الذين غصبوا الحكم تحت راية الحسين ( عليه السّلام ) .

وقد بعث الحسين ( عليه السّلام ) ابن عمّه مسلم بن عقيل إلى الكوفة ومعه إجابات الإمام الحسين ( عليه السّلام ) على رسائل الكوفيين . وقد التف الكوفيّون حول ابن عقيل ورحّبوا به وأكّدوا له مرّة أخرى استعدادهم لخوض الحرب ضدّ طغاة الشام تحت قيادة الحسين ، فأرسل إلى الحسين ( عليه السّلام ) رسالة أوضح فيها أنّ في الكوفة مئة ألف رجل يتعهّدون بمناصرة الإمام مشدّدا على ضرورة إسراع الإمام في التحرّك إلى العراق .

والمدهش أنّ رسائل بعثت في تلك الأيام من الكوفة إلى الشام تؤكّد ليزيد أنّه إذا أراد الكوفة فإنّ عليه أن يبعث عليها حاكما مقتدرا ، لأنّ حاكمها النعمان بن بشير أظهر ضعفا في تعاطيه مع الأحداث .

وقد تباحث يزيد في هذا الأمر مع مستشاره الرومي السيرجون ، الذي أشار عليه بتعيين عبيد اللّه بن زياد حاكما على الكوفة ، وبوصول ابن زياد إلى الكوفة تخلّى أهلها عن مسلم ، وأتاحوا لابن زياد قتله مع مضيّفه هانئ بن عروة ، ومن جهة أخرى كان الإمام الحسين وأهل بيته ( عليهم السّلام ) وعدد من أنصاره في الطريق إلى العراق ، والإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) يرافق والده في كل هذه الظروف العصيبة حتى وصلوا العراق[2].

 

[1] قرية تقع بين تدمر ودمشق .

[2] اقرأ أخبار هذه الأحداث مسندة موثقة في : وقعة الطف لأبي مخنف : 70 - 141 ، تحقيق محمد هادي اليوسفي الغروي .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.