المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عدم انعقاد نذر صوم العيدين.
20-1-2016
جغرافية جزيرة العرب قديما
14-1-2017
التأمين البحري في العراق
4-5-2017
التحكيم
12-8-2017
Antibodies as Therapeutics
8-12-2020
شروط الاكتتاب في الشركة
26-6-2016


معاني القرآن  
  
2142   07:32 مساءاً   التاريخ: 10-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص919- 922.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفاسير وتراجم مفسريها / التفاسير /

لأبـي زكـريـا يحيى بن زياد الفراء المتوفى سنة (207هـ) كان تلميذ الكسائي وصاحبه ، وأبرع الكوفيين وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب قال ثعلب : لولا الفراء لما كانت عربية ، لأنه خلصها وضـبطها . وكانت له حظوة عند المأمون ، كان يقدمه ، وعهد إليه تعليم ابنيه ، واقترح عليه أن يؤلف ما يجمع به أصول النحو وما سمع من العربية ، وأمر أن تُفرد له حجرة في الدار ووكّل بها جواري وخدماً للقيام بما يحتاج إليه ، وصير إليه الوراقين يكتبون ما يمليه ، وقد عظم قدر الفراء في الدولة العباسية .

كـان الـفـراء قوى الحافظة ، لا يكتب ما يتلقاه عن الشيوخ استغناءً بحفظه . وبقيت له قوة الحفظ طوال حـيـاتـه ، وكـان يـمـلي كتبه من غير نسخة قيل عنه : إنه امير المؤمنين في النحو يقول ثمامة بن الأشرس المعتزلي عنه ـ وهو يتردد على باب المأمون ـ :فرأيت أُبهة أديب ، فجلست إليه ففاتشته عن اللغة فوجدته بحراً ، وفاتشته عن النحو فشاهدته نسيج وحده ، وعن الفقه فوجدته رجلاً فقيهاً عارفاً باختلاف القوم ، وبالنحو ماهراً ، وبالطب خبيراً ، وبأيام العرب وأشعارها حاذقاً.

وكان سبب تأليفه لكتاب معاني القرآن على ما حكاه أبو العباس ثعلب أن عمر بن بكير كان من أصحابه وكان منقطعا الى الحسن بن سهل ، فكتب الى الفراء : أن الأمير الحسن بن سهل ربما سألني عن الشيء بـعد الشيء من القرآن ، فلا يحضرني فيه جواب ، فإن رأيت أن تجمع لي أصولاً او تجعل في ذلك كتاباً أرجع إليه فعلت فأجابه الفراء ، وقال لأصحابه : اجتمعوا حتى أمِل عليكم كتاباً في القرآن ، وجعل لهم يـوماً ، فلما حضروا خرج إليهم وكان في المسجد رجل يؤذن ويقرأ بالناس في الصلاة ، فالتفت إليه الـفراء ، فقال له : اقرأ بفاتحة الكتاب ، ففسرها ، ثم توفى الكتاب كله ، يقرأ الرجل ويفسر الفراء قال أبو العباس :لم يعمل أحد قبله ، ولا أحسب أن أحداً يزيد عليه وعن أبي بديل الوضّاحيّ : فأردنا أن نعد الناس الذين اجتمعوا لإملاء الكتاب فلم يضبط ، قال : فعددنا القضاة فكانوا ثمانين قاضياً.

وعـن مـحـمـد بـن الجهم : كان الفراء يخرج الينا ـ وقد لبس ثيابه ـ في المسجد الذي في خندق عـبـويـه ، وعلى رأسه قلنسوة كبيرة ، فيجلس فيقرأ أبو طلحة الناقط عَشراً من القرآن ، ثم يقول : أمسك ، فيُملي من حفظه المجلس ثم يجيء سلمة بن عاصم من جلّة تلامذته بعد أن ننصرف نحن ، فيأخذ كتاب بعضنا فيقرأ عليه ويغير ويزيد وينقص .

يـقول محمد بن الجهم السِّمري راوي الكتاب في المقدمة : هذا كتاب فيه معاني القرآن ، أملاه علينا أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء ـ يرحمه اللّه ـ عن حفظه من غير نسخة ، في مجالسه اول النهار من أيام الثلاثاوات والجُمع  ، في شهر رمضان وما بعده من سنة اثنتين ، وفي شهور سنة ثلاث ، وشهور من سنة اربع ومائتين  (1)  .

فقد تم إملاء الكتاب خلال ثلاث سنوات ، كل يوم الثلاثاء والجمعة من الأسبوع في كل شهر ، ابتداءً من شهر رمضان المبارك ، في سنين اثنتين وثلاث واربع بعد المائتين .

وهـو أجـمع كتاب أتى على نكات القرآن الأدبية : اللغة والنحو والبلاغة ، لا يستغني الباحث عن مـعـانـي الـقرآن من مراجعته والوقوف على لطائفه ودقائقه . وقد اعتنى المفسرون بهذا الكتاب وجـعـلوه موضع اهتمامهم  ، سواء صرحوا بذلك أم لم يصرحوا. فإنه أحد مباني التفسير ، وكان معروفا بذلك .

والـكـتب في (معاني القرآن) كثيرة ، أولها : (معاني القرآن) لأبان بن تغلب بن رباح البكري التابعي ، من خواص الإمام علي بن الحسين السجاد(عليه السلام)  المتوفى سنة (141هـ ) ، وهو أول من صنف في هذا الباب صرح به النجاشي وابن النديم .

والـثـانـي : (معاني القرآن) لإمام الكوفيين في النحو والأدب واللغة ، وأولهم بالتصنيف فيه ، أسـتـاذ الكسائي والفراء ، هو الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ، أبو سارة الرواسي الكوفي ، الراوي عـن الإمـامـيـن الباقر والصادق (عليه السلام) ، وقد نسبه إليه الزبيدي. وعد النجاشي من كتبه (اعراب القرآن ) ولعلهما واحد ، ذكره ابن النديم .

والـثـالث : (معانى القرآن) لأبي العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير الثمالي الأزدي الـبـصـري الـمـتوفى سنة (285هـ) إمام العربية ، الملقب من أستاذه المازني بالمبرد ، اي المثبت للحق  (2) .

وقـد كـتـب فـي مـعـاني القرآن كثير من الفحول ، يقول الخطيب بصدد الحديث عن معاني القرآن لأبي عبيد وأنه احتذى فيه من سبقه : (و كذلك كتابه في معاني القرآن ، وذلك أن أول من صنف في ذلـك مـن أهـل الـلـغـة أبو عبيدة معمر بن المثنى ، ثم قطرب بن المستنير ، ثم الأخفش . وصنف من الـكـوفـيين الكسائي ثم الفراء فجمع ابو عبيد (القاسم بن سلام الامام) من كتبهم ، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها ، وتفاسير الصحابة والتابعين والفقها ، توفي سنة (224 هـ) بمكة المكرمة ) (3) .

______________________

1- معاني القرآن للفراء ، ج1 ، ص9-14.

2- جاء ذكر هؤلاء في الذريعة للطهراني ، ج21 ، ص205-206 ، رقم 4632 ، 33 و24 .

3- تاريخ بغداد ، ج12 ، ص405 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .