أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-01
309
التاريخ: 8-5-2017
6374
التاريخ: 6-3-2016
6857
التاريخ: 14-11-2014
2589
|
لأبـي زكـريـا يحيى بن زياد الفراء المتوفى سنة (207هـ) كان تلميذ الكسائي وصاحبه ، وأبرع الكوفيين وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب قال ثعلب : لولا الفراء لما كانت عربية ، لأنه خلصها وضـبطها . وكانت له حظوة عند المأمون ، كان يقدمه ، وعهد إليه تعليم ابنيه ، واقترح عليه أن يؤلف ما يجمع به أصول النحو وما سمع من العربية ، وأمر أن تُفرد له حجرة في الدار ووكّل بها جواري وخدماً للقيام بما يحتاج إليه ، وصير إليه الوراقين يكتبون ما يمليه ، وقد عظم قدر الفراء في الدولة العباسية .
كـان الـفـراء قوى الحافظة ، لا يكتب ما يتلقاه عن الشيوخ استغناءً بحفظه . وبقيت له قوة الحفظ طوال حـيـاتـه ، وكـان يـمـلي كتبه من غير نسخة قيل عنه : إنه امير المؤمنين في النحو يقول ثمامة بن الأشرس المعتزلي عنه ـ وهو يتردد على باب المأمون ـ :فرأيت أُبهة أديب ، فجلست إليه ففاتشته عن اللغة فوجدته بحراً ، وفاتشته عن النحو فشاهدته نسيج وحده ، وعن الفقه فوجدته رجلاً فقيهاً عارفاً باختلاف القوم ، وبالنحو ماهراً ، وبالطب خبيراً ، وبأيام العرب وأشعارها حاذقاً.
وكان سبب تأليفه لكتاب معاني القرآن على ما حكاه أبو العباس ثعلب أن عمر بن بكير كان من أصحابه وكان منقطعا الى الحسن بن سهل ، فكتب الى الفراء : أن الأمير الحسن بن سهل ربما سألني عن الشيء بـعد الشيء من القرآن ، فلا يحضرني فيه جواب ، فإن رأيت أن تجمع لي أصولاً او تجعل في ذلك كتاباً أرجع إليه فعلت فأجابه الفراء ، وقال لأصحابه : اجتمعوا حتى أمِل عليكم كتاباً في القرآن ، وجعل لهم يـوماً ، فلما حضروا خرج إليهم وكان في المسجد رجل يؤذن ويقرأ بالناس في الصلاة ، فالتفت إليه الـفراء ، فقال له : اقرأ بفاتحة الكتاب ، ففسرها ، ثم توفى الكتاب كله ، يقرأ الرجل ويفسر الفراء قال أبو العباس :لم يعمل أحد قبله ، ولا أحسب أن أحداً يزيد عليه وعن أبي بديل الوضّاحيّ : فأردنا أن نعد الناس الذين اجتمعوا لإملاء الكتاب فلم يضبط ، قال : فعددنا القضاة فكانوا ثمانين قاضياً.
وعـن مـحـمـد بـن الجهم : كان الفراء يخرج الينا ـ وقد لبس ثيابه ـ في المسجد الذي في خندق عـبـويـه ، وعلى رأسه قلنسوة كبيرة ، فيجلس فيقرأ أبو طلحة الناقط عَشراً من القرآن ، ثم يقول : أمسك ، فيُملي من حفظه المجلس ثم يجيء سلمة بن عاصم من جلّة تلامذته بعد أن ننصرف نحن ، فيأخذ كتاب بعضنا فيقرأ عليه ويغير ويزيد وينقص .
يـقول محمد بن الجهم السِّمري راوي الكتاب في المقدمة : هذا كتاب فيه معاني القرآن ، أملاه علينا أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء ـ يرحمه اللّه ـ عن حفظه من غير نسخة ، في مجالسه اول النهار من أيام الثلاثاوات والجُمع ، في شهر رمضان وما بعده من سنة اثنتين ، وفي شهور سنة ثلاث ، وشهور من سنة اربع ومائتين (1) .
فقد تم إملاء الكتاب خلال ثلاث سنوات ، كل يوم الثلاثاء والجمعة من الأسبوع في كل شهر ، ابتداءً من شهر رمضان المبارك ، في سنين اثنتين وثلاث واربع بعد المائتين .
وهـو أجـمع كتاب أتى على نكات القرآن الأدبية : اللغة والنحو والبلاغة ، لا يستغني الباحث عن مـعـانـي الـقرآن من مراجعته والوقوف على لطائفه ودقائقه . وقد اعتنى المفسرون بهذا الكتاب وجـعـلوه موضع اهتمامهم ، سواء صرحوا بذلك أم لم يصرحوا. فإنه أحد مباني التفسير ، وكان معروفا بذلك .
والـكـتب في (معاني القرآن) كثيرة ، أولها : (معاني القرآن) لأبان بن تغلب بن رباح البكري التابعي ، من خواص الإمام علي بن الحسين السجاد(عليه السلام) المتوفى سنة (141هـ ) ، وهو أول من صنف في هذا الباب صرح به النجاشي وابن النديم .
والـثـانـي : (معاني القرآن) لإمام الكوفيين في النحو والأدب واللغة ، وأولهم بالتصنيف فيه ، أسـتـاذ الكسائي والفراء ، هو الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ، أبو سارة الرواسي الكوفي ، الراوي عـن الإمـامـيـن الباقر والصادق (عليه السلام) ، وقد نسبه إليه الزبيدي. وعد النجاشي من كتبه (اعراب القرآن ) ولعلهما واحد ، ذكره ابن النديم .
والـثـالث : (معانى القرآن) لأبي العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير الثمالي الأزدي الـبـصـري الـمـتوفى سنة (285هـ) إمام العربية ، الملقب من أستاذه المازني بالمبرد ، اي المثبت للحق (2) .
وقـد كـتـب فـي مـعـاني القرآن كثير من الفحول ، يقول الخطيب بصدد الحديث عن معاني القرآن لأبي عبيد وأنه احتذى فيه من سبقه : (و كذلك كتابه في معاني القرآن ، وذلك أن أول من صنف في ذلـك مـن أهـل الـلـغـة أبو عبيدة معمر بن المثنى ، ثم قطرب بن المستنير ، ثم الأخفش . وصنف من الـكـوفـيين الكسائي ثم الفراء فجمع ابو عبيد (القاسم بن سلام الامام) من كتبهم ، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها ، وتفاسير الصحابة والتابعين والفقها ، توفي سنة (224 هـ) بمكة المكرمة ) (3) .
______________________
1- معاني القرآن للفراء ، ج1 ، ص9-14.
2- جاء ذكر هؤلاء في الذريعة للطهراني ، ج21 ، ص205-206 ، رقم 4632 ، 33 و24 .
3- تاريخ بغداد ، ج12 ، ص405 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|