العوامل المؤثرة في نشأة المدن وتطورها- العوامل الطبيعية - الموقع الجغرافي – الموضع |
2381
11:23 صباحاً
التاريخ: 24/9/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2016
8523
التاريخ: 22/10/2022
1090
التاريخ: 31/10/2022
1145
التاريخ: 29-1-2016
1780
|
الموقع الجغرافي: تعد العوامل الطبيعية من العوامل الرئيسة المؤثرة في دراسة المدن، وللموقع هنا دور بارز في التأثير على المدينة من خلال تحديد حجمها ومساحتها كما يؤثر أيضا على نشاطها الاقتصادي عن طريق تحديد أساسها الاقتصادي الذي يتمثل بما تقدمه المدينة من خدمات إلى الإقليم والذي يوفر لها دخلا جيدا يساعد على نموها وزيادة عدد سكانها.
ومرد ذلك تأثيره المباشر في حياة الإنسان واستقراره في أماكن محددة فموقع المسكن وبعده عن كل من جهات العمل ومراكزه المختلفة وخطوط النقل والمواصلات كلها عوامل أو عناصر هامة توضع في الاعتبار عند دراسة المراكز العمرانية سواء في المدينة أو القرية حيث يهتم الجغرافيون دائما في علاقة الظاهرة بالمنطقة ، وهو ما يقع بالمدينة من أشياء طبيعية تؤثر في نموها مثل وجود مسطح مائي مثلا يجعل المدن تمتد شريطيا بمحاذاة هذا المسطح المائي الذي يعتبر دائما عاملا جاذبة للعمران سواء بغرض السكن أو إقامة المشروعات السياحية والصناعية، وسواء كان هذا المسطح المائي نهرا أو بحرة ، ففي جغرافية المدن ينبغي أن نميز وضوح بين ثلاث أنواع من فكرة الوقوع في المكان أو ثلاث مصطلحات تختص بهذا الشأن ، وقد حدد جمال حمدان ، السعيد البدوي وزميله تلك العناصر فيما يلي:
الموضع: يعرف الموضع بأنه " الأرض التي تقوم عليها المدينة ، والمنطقة من الأرض التي تشغلها فعلا كتلتها المبنية " وقد عرفته القواميس بأنه " الأرض التي تقوم عليها المدينة أو المباني " فالموضع فكرة محلية بحتة تتمثل في وجود المدينة في بيئة محلية خاصة بها ، وتتأثر بها وتؤثر فيها والموقع بقعة وليس منطقة ، تعبر عن رقعة الأرض التي تقوم عليها المدينة مباشرة أو بمعني آخر الكتلة المبنية ، ولا يتغير إلا بزوال المدينة وانتقالها إلي رقعة أخرى .
وقد كان " راتزل " أول من فرق في دراسة المدن بين فكرتين أساسيتين في الموضع وهما : الموضع ، الموقع، ولذا لا ينبغي أن يكون تعريف الموضع مشكلة تختلط مع تعريف الموقع ، لأن لكل منهما تعريفه المحدود الخاص فالموضع فكرة محلية والموقع اكبر من الموضع ، ومع ذلك فأحيانا تقترب فكرة الموضع من فكرة الموقع ، ويضعف التمييز بينهما ويتداخلان (كالكويت مثلا) وهذا بدوره الذي يقودنا إلى ضرورة استيضاح الفرق بين التعريفين، وعلي العموم فالموقع الواحد كمنطقة يشمل عددا من المواضع لأنها فقط.
و يفرق الجغرافيون بين موقع المدينة وموضعها عند دراستهم للمدن، وعلى الرغم من اقتراب فكرة الموقع من الموضع حتى يصعب التمييز بينهم في أحيان كثيرة، وقد عرف الموضع بأنه الأرض التي تقوم عليها المدينة والمنطقة من الأرض التي تشغلها فعلا كتلتها المبنية، فالموضع فكرة محلية بحتة تتمثل في وجود المدينة في بيئة محلية خاصة بها، تتأثر بها وتؤثر فيها، والموقع بقعة وليس منطقة تعبر عن بقعة الأرض التي تقوم عليها المدينة مباشرة، ومن هنا تهتم جغرافية المدن بدراسة بيئة المدينة من حيث موقعها وموضعها والمؤثرات الجغرافية في امتداد محاور النمو لها وظروفها المناخية، ولا سيما أنها إحدى الظواهر البشرية التي شغلت اهتمام الجغرافيين باعتبارها مركبة اجتماعية وحضارية كان للإنسان الأثر الأول في نشأته، ومن هنا يبرز الاهتمام بدراسة العلاقات المتبادلة بين الظواهر المختلفة في إطارها المكاني، كما تكمن أهمية دراسة البيئة الطبيعية للمدينة بما فيها من سلبيات وإيجابيات وتأثيرها على شخصية المدينة بكل أبعادها.
أما بالنسبة للموضع فله الأثر البالغ في نشأة المدينة وتطورها، فنرى أن المنطقة السهلية ذات المساحات الواسعة تشكل احد المتطلبات المهمة التي يجب توفرها في الموضع المناسب لنشأة المدينة، اذ يساعد ذلك الموضع على توسيع المدينة ونموها بمختلف الاتجاهات وبصورة متساوية، كما أنه يسهل عملية من الطرق وحركة النقل والمرور بين مختلف أرجاء المدينة، أما إذا نشأت المدينة في مناطق شديدة التضرس فأنها تقف حائلا بوجه نمو وتوسع المدينة، كما يعتبر توفر الموارد المائية من العوامل المهمة التي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار عند اختيار موضع المدينة وبالشكل الذي يكفل سد حاجاتها من المياه، وظهرت هناك بعض الدراسات التي اهتمت بدراسة خواص مواضع المدن بعد أن تعرضت للكوارث الطبيعية ومن أهم تلك الدراسات الدراسة التي قام بها قسم الجغرافية بجامعة شيكاغو، كما اهتمت دراسات أخرى بالمناخ المحلي لبعض المدن ومدى صلاحيته للسكني.
ويؤثر الموضع كذلك في التركيب الداخلي للمدينة وتوزيع استعمالات الأرض فيها، فإذا كان الموضع بين منطقة مائية ويابسة فإن ذلك سوف يؤثر في البنية الداخلية للمدينة والتي تتوزع ما بين اليابسة والمياه، أما بالنسبة الى الموضع الجبلي فإنه كثيرا ما يتطلب عمليات التعديل وتسوية الأرض وتأتي هذه العمليات استجابة للحاجة الى تخطيط المدينة على أساس التدرج في الارتفاع بحيث تأخذ شكلا كنتوريا، والموضع الجبلي على العموم لا يشجع على التوسع المساحي وذلك للكلفة العالية التي تتطلبها عملية تسوية الأرض لمد الطرق فيها.
وغالبا ما تكون العوامل التي حددت اختيار موضع ما في إطار الموقع العام له هي عوامل خارجية أو مؤقتة كالسياسة فتشا ظاهرة هجرة المدينة علي العصور بين عدد من المواضع داخل نفس الموقع الواحد وقد أطلق علي هذه المواضع المتعاقبة " المدن البدائل " ومن أمثلة ذلك تتابع منف – الفسطاط - القاهرة على رأس الدلتا وتتابع قرطاجنة وتيميس الرومانية - تونس في رأس تونس علي أنه يلاحظ عند الكلام عن المدن البدائل الاحتفاظ بنفس الوظيفة أما إذا اختلفت وظيفة مدينة الموضع الأول عن وظيفة مدينة الموضع الثاني فليس هذا بتتابع مدني كذلك يحدد الموضع الشكل والتركيب للمدينة .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|