المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الموضوعات التوجيهية التربوية / الحديث الشريف  
  
1374   08:36 صباحاً   التاريخ: 18/9/2022
المؤلف : محمد حسن بريغش
الكتاب أو المصدر : أدب الأطفال أهدافه وسماته
الجزء والصفحة : ص199 ـ 202
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016 2089
التاريخ: 2023-04-25 1385
التاريخ: 5-1-2023 1152
التاريخ: 19-6-2016 2420

في الحديث الشريف كنز لا ينضب لأدب الأطفال، يمد الكاتب بشتى الموضوعات في العقيدة والآداب، والعلوم الكونية المختلفة والسيرة والشعائر التعبدية، وقصص الماضين.

وهذا الكنز يحتاج لمن يبحث فيه وينقب ليختار الموضوعات الملائمة لشتى المستويات، والاختصاصات.

والحديث مليء - كما يقول الشيخ أبو الحسن الندوي - (بالأدب الطبيعي الجميل القوي)، وكتب الحديث (تشتمل على معجزات بيانية وقطع أدبية ساحرة تخلو منها مكتبة الأدب العربي - على سعتها وغناها. وهي الكتب التي حفظت لنا مناهج كلام العرب الأولين، وأساليب بيانهم).

(وهي تشتمل على روايات قصيرة وطويلة، وكلها أمثلة جميلة للغة العرب العرباء، ويجد فيها دارس الأدب العربي من البلاغة العربية والقدرة البيانية، والوصف الدقيق، والتعبير الرقيق، وعدم التكلف والصناعة ما يقف أمامه خاشعاً معترفاً للرواة بالبلاغة والتحري في صحة النقل والرواية، وللغة العربية بالسعة والجمال)(1).

ولكن هذا الكنز الأدبي، البياني المعجز(2)، بحاجة إلى جهد جاد صادق من الأدباء والدارسين لاختيار الموضوعات، وإبراز هذه الروائع الجميلة. ولا ننسى الإشارة إلى حاجة الأديب هنا - عند الأخذ من الحديث الشريف - إلى معرفة بعض الأمور الأساسية عن علوم الحديث، ليكون عمله واختياره قائماً على أساس وثيق، وليعرف موضع الحديث ومكانته ومناسبته ودلالاته المختلفة، فضلاً عن توثيقه وتخريجه وصلته بالأحكام والسنن والآداب. وحين يلتفت الأدباء للحديث الشريف سيظفرون بمئات الموضوعات ومئات الصور، والقصص، والمواقف التي تثري أدب الطفل.

وكذلك لا بد من تأكيد الهدف ووضوحه لغرس العقيدة أولاً، ولمحبة الله ورسوله في نفوس الأطفال ثانياً، من حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب آل بيته، وتلاوة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله)(3).

وفي الحديث الشريف مجال واسع لإكساب الطفل السلوك القويم، وتربيته التربية الإسلامية الصحيحة بشتى الأساليب والطرق من خلال العرض المناسب والأسلوب المشوق.. وهذا ما يشير إليه حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ألزموا أولادكم وأحسنوا أدبهم)(4).

بل كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بأسلوبه اللطيف، وأحاديثه العذبة، وتوجيهه المؤثر يؤدب الصغار ويربيهم.

عن عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله): فكانت يدي تطيش في الصحفة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا غلام، سم الله تعالى، وكل بيمينك، وكل مما يليك)(5)، فمعالجة الآداب الإسلامية، والسلوك الاجتماعي، والتعامل مع الآخرين وكل مسائل التربية يمكن أن تطرح بأسلوب أدبي من خلال هذه الموضوعات.

فهل يستطيع الأدباء المسلمون تحقيق ذلك بالأسلوب المناسب؟ وهل يستطيع كتاب أدب الطفل المسلم أن يعيدوا - من خلال إبداعهم - ربط الصلة الحقيقية بين أطفالنا وناشئتنا وبين كتاب الله (عز وجل)، وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟.

إن المهمة شاقة، وسط الضجيج الماكر في الأوساط الأدبية التي تهيمن عليها العلمانية، وإن المهمة صعبة إن لم يتجرد لها أدباء أخلصوا لله نياتهم وجهدهم، وحققوا شرط الإحسان والإجادة في عملهم. ومن لم يعش مع كتاب الله (عز وجل)، وسنة رسوله فكراً وسلوكاً، ومن لم يتذوق أسلوب القرآن بكينونته كلها، ويتمثله قدر طاقته بسلوكه، لا يستطيع أن ينصب للنشء جسراً يعبرون عليه إلى عالم القرآن الكريم، وحياة رسول الله (صلى الله عليه وآله).

والذين يتحرجون من تقديم موضوعات من القرآن الكريم، أو الحديث الشريف لأسباب ومبررات، قد يكونون ممن لم يستطيعوا أن يستظلوا بظل القرآن، أو أن يتذوقوا هذا السمو الجمالي الخالد، أو أن يتعرفوا على هذا النوع الأشرف من التعبير الأدبي الأصفى، ولكن ذلك ليس مبرراً للقعود.

والأجيال بحاجة شديدة إلى تذوق التعبير القرآني، وتعبير الحديث الشريف، ومعرفة أوجه الجمال. وصور الحياة مع هذه الآيات الجمالية، حتى لا تأخذهم أمواج التغريب، مرة باسم المذاهب الأدبية، ومرة باسم الحداثة، ومرة باسم التطور، ومرة.. ومرة.. فتتسع الهوة بين الأجيال وكتاب الله وسنة رسوله، وتراث الأجداد، وتغدو أذواقهم غير تلك الأذواق، وجمالياتهم غير تلك الجماليات، وصبغتهم غير صبغة الله التي أرادها لعباده المسلمين!!، وبالتالي يختفي ذاك السحر الذي يهزهم عندما يتلون كتاب الله (عز وجل)، ولعل ذلك هو الهدف الرئيسي الأبعد لسدنةِ الحداثة، ورواد العلمانية، وأصحاب التغريب.

ومهمة الأدب الإسلامي أن يشكل أذواق الأجيال القادمة كما يقتضيها الإسلام، أذواقاً مرتبطة بالمنهج الشامل للإسلام، وأن يعيدها إلى دنياواتها النظيفة، إلى عالم الفطرة السليمة، والسلوك الصحيح، والأخلاق الفاضلة.

ومهمة الأدباء أن يضعوا قدراتهم ومواهبهم الإبداعية لتحقيق هذا الهدف مع الأهداف الأخرى، ولتقديم الصور الأخاذة والموضوعات المؤثرة من معين كتاب الله (عز وجل) وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ انظر كتاب الأدب: لسماحة الشيخ ابي الحسن الندوي، منشورات رابطة الأدب الإسلامي العالمية / 22 - 23، ط1.

2ـ انظر: وحي القلم: مصطفى صادق الرافعي: ج3، ص3، السمو الروحي والجمال الفني في البلاغة النبوية دار الكتاب العربي.

3ـ رواه الطبراني.

4ـ رواه ابن ماجه، كتاب الآداب، باب بر الوالدين والإحسان إلى البنات: 2 - 1211.

5ـ رواه ابن ماجه - كتاب الأطعمة، باب الأكل باليمين. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.