أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016
3515
التاريخ: 26-7-2016
2378
التاريخ: 17-7-2022
1982
التاريخ: 2-1-2017
2023
|
إذا وضعنا العربة أمام الجياد فليس ممكناً لها ان تسير فلا بد من وضع الجياد امام العربة. كذلك قبل أن نعد البرامج اللازمة للأطفال الموهوبين لا بد وأن نتعرف عليهم. وهنا نطرح السؤال التالي: هل التعرف عليهم أمر سهل؟ أم على شيء من الصعوبة؟ وهل يمكن للمعلم عبر الملاحظة التي يقوم بها بشكل عفوي او مقصود من ان يتعرف عليهم؟ الحقيقة ان الأمر ليس بهذه السهولة التي نعتقد لأن الدراسات والبحوث دلت على صعوبة ذلك. ولعل السبب في عدم تمكن المعلم من التعرف عليهم يكمن في اعتقاد معظمهم أنهم قد اختاروا الموهوبين، ولكن سرعان ما تأتي نتائج الاختبارات الفعلية لتؤكد عكس ذلك. كما أن لجوء المعلم إلى استبعاد الأطفال الموهوبين لعدم تمكنه من التعرف عليهم تأتي الاختبارات الفعلية ذاتها لنثبت مرة أخرى خطأ اعتقادهم وهذا أسوأ ما في الأمر أن تستبعد موهوباً وهو موهوب. فإذا ما أردنا معرفة سبب خطأ المعلمين في التعرف على الأطفال الموهوبين لوجدنا انه يكمن في موضعين اثنين(1).
الموضع الأول وهو عدم خبرة المعلم الكافية للتعرف عليه كونه يفتش عن الطفل الموهوب عبر قدرات معينة فلا يأتِ تقديره في مكانه المناسب.
الموضع الثاني وهو أن بعض الأطفال الموهوبين لا يظهرون مواهبهم خلال الدراسة بشكل ملموس فلا يتمكن المعلم والحالة هذه من التعرف عليهم.
لذلك مرة أخرى تلعب الخبرة والقدرة والمهارة للمعلم دورها في هذا المجال بحيث تمكنه من التعرف عليهم بشكل واضح.
ومن الجدير ذكره أن مظهر التفوق والموهبة لا يظهر من خلال تحصيل التلامذة الموهوبين في حصة الدراسة بل يظهر عبر نواح أخرى لا تلفت نظر المعلم ولا الآباء، فيمر المربون على هكذا موضع مرور الكرام ولا يتمكنون بالتالي من معرفتهم. وخير مثال على ذلك الطفل الموهوب الذي تظهر موهبته في نقاش وحوار مع الآخرين بحيث يتمكن من القيام بهذا النقاش بشكل ملفت للنظر، أو تمكنه من قراءة كتاب أو مجلة أو صحيفة تفوق مستواه العلمي، أو الطفل الذي يتمكن من القيام بعمل فني هام. لذلك عندما نخضع هؤلاء الأطفال الموهوبين إلى اختبار عقلي يأتي الاختبار مؤكداً صحة الموهبة.
ويجب أن لا يخفى علينا وجود بعض الأطفال الموهوبين الذين لا تبدو الموهبة على محياهم ولا في مجال عملهم ونشاطهم وحماسهم. لأن تمكن المعلم من معرفتهم عبر هذه المجالات تعطيه مؤشراً على كونهم موهوبين. ولكن ليس كل ما يلمع ذهباً كذلك ليس كل نشاط أو حماس أو اندفاع للمشاركة في الصف تعتبر مؤشراً للطفل الموهوب، إذ أن بعضهم لا يهتم لهكذا مظاهر، فهم على العكس من ذلك لا يحبون ولا يرغبون في الانسجام في الروتين ويكونون كالآخرين في نمط الاستجابة فيظن المعلم والحالة هذه خطأ - انهم غير موهوبين. كما يفترض فينا أن لا نهمل حالات بعض الموهوبين الذين لا يشاركون في النشاطات المدرسية داخل الصف وخارجه لأنهم يرون في مستوى الصف الذين هم فيه غير مشجع ولا يشكل بالتالي لهم تحدياً ولا منافسة فيصرفون النظر عنه، وهذا ما يجعل بعض المعلمين ينظرون إليهم وكأنهم تلامذة ضعيفي التفكير وبطيئي الإدراك. وإذا ما أضفنا إلى كل ذلك ظن بعض المعلمين أن للمظهر الخارجي للأطفال علاقة بالموهبة كونهم ينحدرون من طبقة اجتماعية أو مهنية معينة فيهمل هؤلاء المعلمون أطفال الطبقات أو الفئات المتواضعة مما يوحي إليهم بأنهم دون المستوى المطلوب.
إذن ما هي أفضل الطرق الواجب اتباعها من قبل المعلم حتى يتمكن من معرفة الطفل الموهوب بشكل معقول ومقبول. إن الإجابة عن هكذا سؤال تكمن في إخضاع هذا الطفل إلى اختبار عقلي أو غيره من الإختبارات ذات العلاقة بكشف الموهبة.
ولما كانت الطريقة (طريقة التعرف على الطفل الموهوب)، ترتبط بنوع الاختبار لذا نجد أنفسنا وجهاً لوجه أمام اختبارات مختلفة لا بد من إجرائها للوصول إلى أفضل نتيجة وهذه الاختبارات هي:
1ـ اختبارات الذكاء الفردية Individual’s Intelligence Tests
2ـ اختبارات الذكاء الجمعية Group’s Intelligence Tests
3ـ الاختبارات التحصيلية Achievement Tests
4ـ ملاحظات المعلم للتلامذة داخل الصف Teacher’s Observations in the
Classroom
هذا ولكل طريقة من هذه الطرق نواح سلبية خاصة بها مما يدلنا بوضوح على أنه ليست هناك من طريقة واحدة يمكن الركون إليها كمعيار محدد للتعرف على الأطفال الموهوبين. وإليكم سلبيات كل طريقة من طرق الاختبارات المذكورة أعلاه وهي كما يلي:
1ـ مساوئ طريقة اختبارات الذكاء الفردية: انها ولا شك أفضل طريقة لكنها تتطلب وقتاً طويلاً لتطبيقها فضلاً عن أن المعلم لا يستطيع أن يقوم بها على جميع التلامذة في الصف ـ سيما وان أعداد التلامذة اليوم كبير نسبياً ـ نظراً لضيق الوقت. ومن الجدير ذكره في هذا الخصوص أن المرشد النفسي أو الأخصائي النفسي المفترض وجوده في المدرسة هو الذي يلعب دور المساعد المباشر للمعلم في إجراء هكذا اختبارات، وهذا غير متوفر في معظم المدارس عندنا.
2- مساوئ طريقة اختبارات الذكاء الجمعية: تكمن إفادتها في عموميتها كونها تعطي فكرة عامة عن الصف، لكنها لا تستطيع الدلالة على موضع الضعف أو النقص فيما يواجهه التلامذة من صعوبات دراسية أو نفسية.
3- مساوئ طريقة الاختبارات التحصيلية: لا تستطيع هذه الطريقة أن تدلنا على الأطفال الموهوبين خاصة أولئك الذين لا يبذلون جهداً كافياً يتفق مع ميولهم وحاجاتهم واستعداداتهم وبالتالي مواهبهم. كما لا تكشف الأطفال الذين يفشلون في أداء اختبارات الذكاء الجمعية.
4ـ مساوئ طريقة ملاحظة المعلم: لا يمكننا الاعتماد على الملاحظة فقط من أجل اكتشاف مواهب الأطفال الذين لا يبذلون مجهوداً كافياً يتناسب مع قدراتهم ولا الأطفال الموهوبين الذين يعانون من مشاكل عاطفية أو انفعالية، أو بيئية أو سواهم من الذين لا يحبون برامج التعلم الموضوعية، وعلى المعلم أن لا يشعر بخيبة الأمل إذا لم يتمكن من التعرف على أداء التلامذة وسلوكهم عن طريق ملاحظتهم، لأن الملاحظة كما سبق وأسلفنا لا يمكنها أن تؤدي الغرض المطلوب: فكثير من علماء النفس يقعون في خطأ الملاحظة عندما يلجأون إلى تقديراتهم إذا لم يستعينوا بالاختبارات الأخرى.
ولعل أفضل طريقة للمدرسة وللمعلم أن يتبعوها هي اللجوء إلى اختبارات الذكاء المخصصة للأطفال وذلك ضمن فترات منتظمة شريطة أن يكون المعلم مؤهلاً وملماً بالاختبارات وأصول إجرائها وتفسيرها حسب نوع السلوك الذي يقوم به الأطفال. فإذا ما اجتاز هؤلاء الأطفال هذه الاختبارات بدرجة عالية ومميزة عند ذاك يجب أن تجرى عليهم اختبارات فردية للتأكد من مواهبهم الكامنة. وبهذا تستطيع المدرسة أن تتأكد من مواهب الأطفال وقدراتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ جيمس جالجر، سعاد نصر فريد، الطفل الموهوب في المدرسة الابتدائية، 1963، ص21.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
قسم تطوير الموارد البشرية في العتبة الحسينية يطلق برنامجه الخاص بدعم ضيوف العراق من العوائل اللبنانية
|
|
|