أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
1740
التاريخ: 16-10-2014
1764
التاريخ: 2023-12-17
1049
التاريخ: 2023-05-20
1421
|
ملخص ما نستفيده من الآيات الوارد فيها لفظ «التأويل» وقد سبق ذكر بعضها أنه ليس من قبيل المعنى الذي هو مدلول اللفظ. فان من الواضح أن ما نقل في سورة يوسف من رؤياه وتأويله لا يدل اللفظ الذي يشرح الرؤيا على تأويله دلالة لفظية ، ولو كانت تلك الدلالة من قبيل خلاف الظاهر. وهكذا في قصة موسى والخضر عليهما السلام ، فان ألفاظ القصة لا تدل على التأويل الذي ذكره الخضر لموسى. كما أنه في آية (واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم) لا تدل هاتين الجملتين دلالة لفظية على وضع اقتصادي خاص هو التأويل للأمر الوارد فيها. وفي آية (فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) لا تدل الآية دلالة لفظية على تأويله الذي هو الوحدة الاسلامية ... وهكذا دواليك في الآيات الاخرى لو أمعنا النظر فيها.
بل في الرؤيا تأويله حقيقة خارجية رآها الراؤون في صورة خاصة ، وفي قصة موسى و الخضر تأويل الخضر حقيقة تنبع منها اعماله التي عملها ، والأمر في آية الكيل والوزن تأويله مصلحة عامة تنبع منه ، وآية رد النزاع إلى الله والرسول أيضا شبيهة بما ذكرناه.
فتأويل كل شيء حقيقة ينبع ذلك الشيء منها وذلك الشيء بدوره يحقق التأويل ، كما أن صاحب التأويل بقاؤه بالتأويل وظهوره في صاحبه.
وهذا المعنى جار في القرآن الكريم ، لأن هذا الكتاب المقدس يستمد من منابع حقائق ومعنويات قطعت أغلال المادية والجسمانية ، وهي أعلى مرتبة من الحس والمحسوس وأوسع من قوالب الألفاظ والعبارات التي هي نتيجة حياتنا المادية.
ان هذه الحقائق والمعنويات لا يمكن التعبير عنها بألفاظ محدودة ، وانما هي الفات للبشرية من عالم الغيب إلى ضرورة استعدادهم للوصول إلى السعادة بواسطة الالتزام بظواهر العقائد الحقة والأعمال الصالحة ، ولا طريق للوصول إلى تلك السعادة الا بهذه الظواهر ، وعندما ينتقل الانسان إلى العالم الآخر تتجلى له الحقائق المكشوفة ، وهذا ما يدل عليه آيتا سورتي الأعراف ويونس المذكورتان.
والى هنا يشير أيضا قوله تعالى : {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } [الزخرف : 1 - 4].
انطباق الآية على «التأويل» بالمعنى الذي ذكرناه واضح لا غبار عليه ، وخاصة لأنه قال «لعلكم تعقلون» ولم يقل «لعلكم تعقلونه» ، لأن علم التأويل خاص بالله تعالى كما جاء في آية
المحكم والمتشابه «وما يعلم تأويله الا الله» ، ولهذا عندما تريد الآية أن تذكر المنحرفين الذين يتبعون المتشابهات ، فتصفهم بأنهم يبتغون الفتنة والتأويل ولم تصفهم بأنهم يجدون التأويل.
فاذا «التأويل» هو حقيقة أو حقائق مضبوطة في أم الكتاب ولا يعلمها الا الله تعالى وهي مما اختص بعالم الغيب.
وقال تعالى أيضا في آيات اخرى : {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الواقعة : 75 - 80].
يظهر جليا من هذه الآيات أن للقرآن الكريم مقامان : مقام مكنون محفوظ من المس ، ومقام التنزيل الذي يفهمه كل الناس.
والفائدة الزائد التي نستفيدها من هذه الآيات ولم نجدها في الآيات السابقة هي الاستثناء الوارد في قوله {الا المطهرون} الدال على أن هناك بعض من يمكن أن يدرك حقائق القرآن وتأويله. وهذا الاثبات لا ينافي النفي الوارد في قوله تعالى {وما يعلم تأويله الا الله} ، لأن ضم احداهما إلى الأخرى ينتج الاستقلال والتبعية ، أي يعرف منها استقلال علمه تعالى بهذه الحقائق ولا يعرفها أحد الا بإذنه عز شأنه وتعليم منه.
وعلم التأويل شبيه فيما ذكرناه بعلم الغيب الذي اختص بالله تعالى في كثير من الآيات ، وفي آية استثنى العباد المرضيون فاثبت لهم العلم به ، وهي قوله تعالى : {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن : 26 ، 27]. فمن مجموع الكلمات في علم الغيب نستنتج أنه بالاستقلال خاص بالله تعالى ولا يطلع عليه أحد الا بإذنه عز وجل.
نعم ، المطهرون هم الذين يلمسون الحقيقة القرآنية ويصلون إلى غور معارف القرآن كا تدل عليه الآيات التي ذكرناها. ولو ضممنا هذه إلى قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب : 33] الوارد حسب أحاديث متواترة في حق أهل البيت عليهم السلام نعلم أن النبي وأهل بيته هم المطهرون العالمون بتـأويل القرآن الكريم.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|