أقرأ أيضاً
التاريخ: 8/9/2022
1369
التاريخ: 9/9/2022
1036
التاريخ: 7/9/2022
1876
التاريخ: 14-9-2019
2487
|
نظرية بنك:
هذه الشواهد وغيرها تقودنا الى عرض نظرية ترددت في كتابات الجيومورفولوجي الالماني فالتر بنك W.Penck، وأحياها وعززها كل من كنج L.C.King (1948)، وجودة (1972، 1975) . ويرى هؤلاء الباحثين ان البيديمنت ما هي في الواقع الا المنحدر القاعدي Basal Slope (عنصر المنحدر السفلي)، وتبعا لذلك فقد نشأت ظاهرة البيديمنتات عند اسفل منحدر شديد الانحدار يعاني من تراجع متوازي. فالبيديمنت حينئذ ما هي إلا منحدر نقل، فوقه يتحرك الفتات الصخرية الذي تمت تجويته من المنحدر الشديد (الوجه المكشوف أو واجهة الجبل أو الحافة) في طريقه الى المجرى المائي (كما في دورة تشكيل سطح البيدي Rediplanation)، أو الى منطقة الإرساب مثل حوض البولسون Bolson.
ومثلما تتحد شدة انحدار واجهة الجبل بواسطة زاوية استقرار الفتات الصخري القابع فوقها، فإن انحدار البيديمنت يتكرر بحجم التفات الصخري الذي يلزم نقله عبرها. وقد سبق ان اشرنا بأن زوايا انحدار كل من المراوح الرسوبية والبيديمنتات الصخرية في العاد متماثلة، وتصل الى سبع درجات. وتنشأ الاولى، بطبيعة الحال، عند زاوية الاستقرار القصوى للمواد الرسوبية، بينما تنشأ الثانية عند ادنى زاوية يتطلبها نقل المواد بواسطة الماء الجاري. وهذان النمطان من الزوايا متماثلان.
ومن الواضح أنه لو كانت هذه النظرية صحيحة، وهذا ما نعتقده، فإن البيديمنتات تتشكل بهيئة مثالية في الصخور التي تتأثر بالتفكك الكتلي والحبيبي، مثال ذلك الصخور الناري. وإن التفكك الصخري في هيئة كتل يعطى الفرصة لنشوء منحدر جبلي شديد الانحدار يتصف بالتراجع المتوازي. كما ان استمرار تفكك الكتل، وهي في موضعها، وتحولها الى حبيبات، يجعل زاوية انحدار المنحدر القاعدي (وهو منحدر النقل والعبور) هينة جدا، ومن هنا يتضح التفاوت بين عنصري المنحدر الرئيسيين (عنصر الحافة او واجهة الجبل او الوجه المكشوف وعنصر المنحدر القاعدي) وقطع الانحدار فيما بينهما.
ولعله من المناسب هنا ان نذكر ان بالشين واباي Balchin and pye في وصفهما لصحاري ولايتي اريزونا وكاليفورنيا، قد أشرا الى الارتباط الوثيق بين واجهات الجبال الشديدة الانحدار والبيديمنتات والصخور الجرانيتية وصخور النيس وغيرها من الصخور البلورية.
ونحن نرى في نظرية بنك كثيرا من المزايا. فهي تقبل التجوية وعمليات النقل باعتبارها المسئولة عن تراجع المنحدر وتكوين البيديمنت كليهما، وفضلا عن ذلك فإنها لا تهمل فضل التعرية المائية. وتعزو النظرية نقل حبيبات الفتات الصخري الدقيقة عبر سطح البيديمنت الى فعل الماء الجاري وحده. وطبيعي ان يكون لهذا الماء الجاري، المحمل أحيانا بمعاول النحت من الرمال والحصى، تأثير تحاتي. وتشهد بذلك دلائل عدة، تتمثل في قطاع البيديمنت المقعر، وما يعتور سطحها أحيانا من خنادق، ونحر وتقويض قواعد المنحدر في خلجان البيديمنت (مخارج الاودية الى سطح البيديمنت).
وخلاقة الوقل، فإن البيديمنت الصخرية، رغم أنها أصلا ناشئة كمنحدر نقل، فإنها ايضا تحمل خصائصا منحدر تعرية مائية: بالنحت الرأسي، وبالنحت الجانبي كليهما.
ومن بين الميزات الاخرى التي تنفرد بها نظرية فالتر بنك، امكانية تطبيقا على حالات كثيرة ومتنوعة تختص بتباين البنية ومستوى الاقعدة والمناخ. وتبعا لذلك تنشأ المنحدرات القاعدية عند حضيض الحافات البنيوية، مثلما تنشأ أسفل منحدرات تشكلت بفعل التعرية المائية. ولعل مستوى القاعدة الآخذ في الارتفاع في تعديل عملية التشكيل، مؤديا الى انطمار البيديمنت ودفنها في الرواسب، ولربما يعاد الكشف عنها لإزالة الغطاء الرسوبي من وفقها مرحلة لاحقة.
ويتسبب انخفاض مستوى القاعدة في تشكيل بيديمنت جديدة على مستوى أدنى، كما ينجم عنه تجديد شباب البيديمنتات القديمة. هذا ويؤكد وجود البيديمنتات في الاراضي الجافة، وفي مناطق السفانا، ولربما في مناخات أخرى متنوعة، على حقيقة ان عملية تشكيل البيديمنت قد تكون منفصلة، بل نرجح ان تكون، عملية تشكيل منحدر، أي منحدر، تقوم بعمليها في بيئات متباينة، منشئة لمنحدرات قاعدية (سفلى) مقعرة، التي تعتبر ظاهرة مثالية لقطاعات منحدرات كاملة النمو.
ومهما يكن من أمر، فإنه بسبب تفرد عمليات التجوية والنقل العاملة في أراضي المناخات الجافة بطبيعة خاصة، قد حدث تزيد في تأكيد التفاوت بين المنحدر القاعدي الهين، والواجهة الجبلية الي تنهض من فوقه. وتبعا لذلك فقد حظيت ظاهرة البيديمنت الصخرية في الجهات الصحراوية بهذا القدر الكبير من الاهتمام، واثارت كل هذه الكثرة من الجدل والنقاش.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|