أقرأ أيضاً
التاريخ: 7/9/2022
1013
التاريخ: 26-8-2019
1862
التاريخ: 27-8-2019
1763
التاريخ: 27-8-2019
1817
|
النحت الثلجي:
يشيع وجود تجاويف عميقة في مناطق هوامش الجليد الحالية، خصة في المنحدرات المحمية المواجهة للشمال، التي تشغلها رقاع ثلج كل السنة او معظمها. وهناك من الاسباب القوية ما يدعو الى الاعتقاد بأن هذه التجاويف ليست مجرد حفر سابقة الوجود، وتحتفظ بالثلج أثناء فصل الانصهار بسبب عدم تعرضها للإشعاع الشمسي، ولكنها ناشئة عن النحت في سطح المنحدر. ويبدو أن العملية ناشئة أصلا في منخفض ضحل كان موجودا في المنحدر، لكنه بطبيعة الحال قد ازداد عمقا واتساعا بواسطة تعرية رقعة الثلج أو ما يمكن ان نسميه (( نحت الثلج Nivation))، والكلمة مأخوذة عن اللاتينية nix, Nivis بمعنى ثلج.
وفي المناطق التي عانت من العمليات المورفولوجية في مناطق هوامش الجليد أثناء عصر الهولوسين، قد نشت تجاويف متطاولة وأحيانا مستديرة، لابد بنفس الطريقة والعملية اي بنحت الثلج، ذلك أنه يستحيل تكونها بالماء الجاري لأنها لا تماثل في شكلها الوديان العادية. وهناك الكثير من أمثال هذه التجاويف لا تتطور الآن تحت ظروف مناخ هوامش، يعزوها البحاث الى نحت الثلج أثناء العصر الجليدي. منها التجاويف المنحوتة في واجهات تلال السوث داوينز South Downs قرب ايست بورن Eaest Bourne بانجلترا، وكذلك الحال في تلال الجور السويسرية، ومنطقة جبال ريجي Rigie قرب لوسيرن، وفي الهضبة البافارية في جنوب ألمانيا.
وعلى الرغم من أن ((نحت الثلج Nivation)) عملية معترف بوجودها، فإن آليتها لم تعرف بدقة حتى الآن. ويتفق البحاث أن حركة الثلج من تجاويف النحت الثلجي تجاه اسفل المنحدر تكاد تكون معدومة، حتى أن إمكانية النحت الميكانيكي Corrasion تكون عديمة الاثر، بمعنى أن تعبير النحت الثلجي Nivotion أو Snow-patch Erosion تعبير بعيد عن الصواب.
ولقد قام لويس (Lewis 1939) بدراسة تجاويف نحت الثلج في أيسلندا. وخلص من دراسته الى القول بأن الانصهار يحدث عند قاعدة الثلج صيفا، بينما تتجمد كل رقعة في الشتاء. ويعني هذا ان نشاط التجمد والانصهار يؤثر في الطبقة السطحية من التربة التي يرتكز عليها الثلج مباشرة. ويتم نق الفتات الصخري الدقيق الناشئ عن هذه العملية بواسطة الماء المنصهر أسفل الثلوج الذي يكون نهيرات صغيرة أثناء فصل الصيف. وبهذه الطريقة يزداد عمق تجاويف تعرية الثلج على حساب التربة، ومن ثم تدخل عملية التعرية هذه ضمن ازاحة التجوية.
ولعل الصعوبة الرئيسية التي تواجه هذه التفسير تختص بإمكانية تأثير الثلج كمادة عازلة. فقد أكتشف ويليامز Williams (1949)، الذي درس رقاع الثلج Snow-Patches في جبال سان جابرييل San Gavriel بكاليفورنيا، أن أدنى درجة تصلها حرارة الارض أسفل تجمعات الثلوج السميكة، لا تتعدى بأي حال نصف درجة مئوية، ومن ثم يستحيل فعل تجوية التجمد والانصهار التي تسود المناطق شبه القطبية أو الاراضي المحيطة بالجليد. ونحن لا يمكن ان نعمم هذه الظاهرة بناء على مثال أو حتى أمثلة محدودة، خصوصا أن كثيرا من البحاث ومنهم لويس Lewis أًثبت عن طريق مختلف الدراسات ان التربة السفلى أسفل رقاع الثلج تكون متجمدة حتى أثناء شهر يوليو.
ويرى ويليامز Williams ان التجوية الكيميائية قد تكون ذات شأن في مساعدة نحت الثلج Nivation، هذا على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن التجوية الكيميائية ذات أهمية محدودة وصغيرة نسبيا في مناطق هوامش الجليد. ذلك أن معدلات التفاعلات الكيميائية تتدنى كثيرا بانخفاض درجة الحرارة، رغم وفرة المياه في الصيف خاصة في الجهات المنخفضة والمنبسطة السطح، التي تتيح نمون نباتات المستنقعات المصحوبة بتكوين الاحماض العضوية. ومع هذا فقد تبين من مختلف الدراسات، أن المياه المنبثقة من أسفل الرقاع الثلجية تحتوي على قدر كبير من بيكربونات الكالسيوم المذابة، نتيجة لعملية الكربنة، وهي أحدى عمليات التجوية الكيميائية.
ولقد عزا ويليامز وغيره هذه الظاهرة لخاصية المياه الباردة التي تستطيع إذابة قدر كبير من ثاني أكسيد الكربون. فقد وجد ان المياه الباردة في درجة حرارة تعلو الصفر المئوي مباشرة قادرة على إذابة الكربون الذي تذيبه وتحتويه نفس كمية المياه وهي في درجة 30 درجة مئوية. وتشهد درجة تركيز ثاني أوكسيد الكربون العالية في المياه المنصهرة من رقاع الثلج على صحة هذا الرأي.
ورغم أن هذه الحقائق واضحة لا تقبل الجدل، فإنه مازال من الصعب الاعتقاد بشيوع عمليات التجوية الكيميائية في مجال نحت الثلج. ففي معظم رقع الثلج نجد مساحات تحيط بها، تتميز بأن أرضها خالية من الثلج ومبللة بالمياه بسبب انصهار الثلج في الصيف. وفي هذه المساحات تنشط عمليات الصقيع والانسياب الارضي، وتكون أعظم فعالية وتأثيرا بكثير من عمليتا كربنة وغيرها من العمليات الكيميائية أسفل الثلج. وفضلا عن ذلك، وبافتراض ان رقاع الثلج ترتكز فوق مواد صخرية مفككة، وأن الانصهار الصيفي يحدث في تلك المواد، علاوة على ما يرشح خلال الثلج من مياه منصهرة، فإن أهمية الانسياب الارضي تزداد وتتعاظم.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|