الركام النهائي Terminal or End-moraine

وهو الذي يتكون عند نهاية النهر الجليدي حيث ينصهر الجليد ويتحول الى مياه لا تقدر على نقل كل المواد التي جرفها ونقلها الجليد، فيترسب قسم منها ف هيئة تلال هلالية الشكل تقريبا. هذا ويعتمد تكوين الركام النهائي على توازن دقيق بين تقدم الثلاجة من ناحية ومدى ما يصيب هامشها من انصهار من ناحية اخرى، كي تظل جبهة الثلاجة متوقفة وفي حالة استقرار عند حد معلوم. واذا لم تتوفر هذه الشروط، فإن الإرساب ينتشر فوق مساحة كبيرة، ولا تتكون بالتالي حافة ارسابية او تل او صف من الرب او الاكمات الرسوبية أو أي مظهر ركامي ارسابي واضح بارز المعالم.

فإذا ما بقيت هوامش الجليد ثابتة مستقرة في موضعها لفترة طويلة جدا من الزمن، فإن الركام النهائي ينمو ويعظم حجمه، ويرتفع الى مائتي متر او ثلاثمائة متر، خاصة حينما يكون معين الرواسب التي يجلبها النهر الجليدي وفيرا. ويحدث ذلك عادة في الاودية الجبلية التي تصف بالانحدارات الشديدة، ومن ثم التدفق السريع لمحتواها الجليدي، والنحت الجليدي الشديد المكثف الذي يجهز للنقل والدفع كميات ضخمة من الرواسب تصل الى جبهة (نهاية) النهر الجليدي.

أما أذا تعرض جليد الثلاجة لأدوار تراجع، تفصل بنيها مراحل توقف واستقرار، فإن عددا من الركامات النهائية الصغيرة الحجم يتكون، كل منها يوازي الآخر تقريبا، ويمثل كل منها مرحلة التوقف والاستقرار أثناء التراجع العام، وتسمى تلك الركامات باسم ركامات التراجع Recessional أو الركامات المرحلية Stadial. ويحدث احانا ان يتقدم الجليد بعد توقف او تراجع، وف يهذه الحالة يعبر الركامات النهائية الموجودة فعلا، ويطحنها ويحطمها، ويكتسح أجزاء منها، فيصغر حجمها، ويتضاءل ارتفاعها، وتسمى تلك الركامات حينئذ بركامات العبور، ركامات الدفع Push moraine.

وتنبغي ملاحظة امرين هامين عند دراسة الركامات النهائية هما:

1- انها معرضة للتعديل والتشكيل بل والتحطم بواسطة سيول المياه المنصهرة من جبهة الجليد.

2- انها لا يمكن ان تتكون عند حافة غطاء جليدي ثابت ومستقر.

وقد أصبح معروفا أن الغطاءات الجليدية فوق السهول، أو حيثما اصطدمت بمنحدر صاعد، تتوقف عن الحركة تقريبا.

وهذا يفسر غياب الركامات النهائية في كثير من الاراضي السهلية التي أصابها فعل الجليد. ويتباين شكل الركامات النهائية تباينا كبيرا، وذلك بسبب مدى مساهمة ك من الجلي والمياه في ارسباها، كما يتوقف هذا الشكل على درجة تقطعها وتمزقها حيث ارسباها او في فترات تالية، وحينما يكون ارساب كليه بواسطة الجليد، فإن شكله المثالي يكون حينئذ أو يبدو في هيئة خط او صف من التلال المنخفضة الهلالية الشكل. وهو بذلك يمثل الهامش المفصص للنهر الجليدي او الغطاء الجليدي. ويتقطع هذا الصف الهلال بطبيعة الحال ليسمح بإنفاذ مجاري المياه المنصهرة من قاعدة الجليد.

وغالبا ما يكون الركام منتظما متماثلا في قطاعه العرضي، ما لم يؤد ارساب المواد التي تجلبها المجاري المائية الى تكوين مراوح رسوبية على جانبه الخارجي، عندئذ يصبح الركام غير منتظم ولا متماثل، ذلك أن جانبه المواجه للجليد يكون قصيرا شديد الانحدار. وينبغي ان نؤكد ان الركامات النهائية الحقيقية تتكون من مواد غير مصنفة وليست طباقية. ذلك ان التلال او صفوف التلال الهلالية الشكل والتي تتصف بطباقية رواسبها وتدعى أيضا ((ركامات نهائية)) بسبب مواقعها في النطاقات المتأثرة بالجليد، ليست في الواقع من صنع الإرساب الجليدي، وانما هي في أغلب الظن مكونة من التقاء مراوح ارسابية او دالات تكونت في مياه مناقع عند هوامش الجليد.