البرى Alrasion:

هناك اتفاق عام على ان احدى عمليات الجليد البالغة الاهمية تتمثل في سحق الصخور وطحنها بواسطة الجليدة المسلحة بحطام الصخر المختلفة الاحجام، ويمكن اطلاق تعبير البري بواسطة الجليد Abrasion على هذه العملية الهدامة ويدل على صحة عملية البري التي يقوم بها الجليد للأساس الصخري عدة شواهد نذكر منها:

1- أسطح الصخر المصقولة التي نشاهدها بعد انحسار الجليد، تلك الاسطح التي نتجت عن احتكاك حبيبات الطمي الدقيقة التي تتواجد عادة ضمن رواسب أسفل الجليد (الركام السفلي) بأسطح الصخر الاصلي.

2- الحزوز والثلوم و (الاخاديد) Furrows التي ينحتها الجليد المتحرك في الصخور اللينة نسبيا كالاحجار الجيرية او صخور الشيل، وقد ويصل عمقها مترين طولها بين 50 – 100 متر.

3- الخطوط الغائرة الدقيقة Striations التي نقشتها الاحجار والجلاميد الصخرية التي احتواها الجليد المتحرك فوق الصخر.

4- مواد الصخر المطحونة (( دقيق الصخر)) Rock Flour التي تحملها مجاري الماء المنصهر من ألسنة الجليد الممتدة من الثلاجات او انهار الجليد الحالية.

ورغم هذا فقد شكك بعض البحاث في فاعلية عملية البري/. فلقد قيل، على سبيل المثال، أنه بسبب تغيرات هامة تحدث في الحالة الطبيعية (الفيزيائية) للجليد تحت تأثير الضغط الشديد، فإن حمولة القاع لثلاجة (نهر جليدي) معينة لا تستطيع ان تتحرك بقدرة كافية تتمكن بواسطتها من احداث تأثير واضح على الصخر الصلد الواقع أسفلها.

وان مشاهدات الباحث كارول H.Carol (1947) الذي توغل قرابة 50 مترا أسفل سطح جليد ثلاجة اوبر جرينديل فالد Ober Grindelwald في سويسرا، لذات أهمية خاصة في هذا المجال. فقد لاحظ كارول انه حيثما مر الجليد السفلي فوق الصخور الغنمية Roches Moutonnees، فإن سرعة الجليد تتضاعف على وجه التقريب، ذلك أنها تصبح 8ر71سم في اليوم الواحد، بينما تكون سرعة الجليد العلوي في النهر الجليدي (الثلاجة) 8ر36 سم فقط في اليوم. ويبدو ان الجليد يتخذ نوع       لينة، ولاحظ كارول ان الجليد السفلي هذا لم يكن حاملا لحصى شديدة الالتحام به بدرجة تكفي لأحداث حزوز وثلوم في منحدر الصخور الغنمية الملساء المواجهة لأعالي النهر الجليدي.

وحينما نذكر تأثيرات عملية البري بواسطة الجليد، ينبغي لنا أن نتذكر باستمرار ان الصقل والحز والتخدد قد تكون جميعا عمليات ثانوية معدلة، تشكلت أصلا بطرق ووسائل أخرى. وكثير من الاسطح المصقول التي تشاهد في الاودية التي أصابها فعل الجليد ما هي ألا اسطح انفصال طبقي كاذبة، انكشفت وظهرت بعد ازالة الغطاءات الصخرية من وفقها بواسطة عمليات تعرية أخرى مختلفة. ويبدو ان عملية البري بواسطة الجليدة تكون ذات تأثير تحاتي فعال في الصخور الضعيفة، وتصبح قليلة الاهمية والفاعلية في الصخور الصلدة المندمجة.