المناخات المعتدلة:

تتمثل في هذه المناخات معظم عمليات التجوية. فهنا نجد التجوية الميكانيكية ممثلة في تجوية الصقيع للصخور المشكوفة التي تكثر بها الفواصل في الجبال وعلى واجهات الجروف والحافات. كما جد التجوية الكيميائية بغالب أنواعها: كالأكسدة التي تصيب الصخور المحتوية على معادن حديدية، والكربنة التي تسقط في الاحجار الجيرية والطباشيرية، والاذابة الكيميائية وما يصاحبها من عمليات كربنة في الصخور النارية. لكن المهم ان جميع نماط التجوية لا تعمل بهمة وسرعة في المناخات المعتدلة.

والتجوية الكيميائية هنا انشط في مجموعها من التجوية الميكانيكية، نظرا لأن غطاء الترة والنبات يعاونها، اذ يلائم لشرب مياه المطر وتخللها وتوليد الاحماض العضوية. لكن اعتدال الحرارة يعني بطء التفاعلات الكيميائية، ومن ثم فإننا لا ننتظر ان تتعمق التجوية في تأثيرها في الصخور كما هي الحال في المناخات الرطبة المدارية.

ولا تشط التعرية الكيميائية نشاطا كبيرا في وقتنا الحاضر في المناخات المعتدلة إلا في حالات خاصة. وأظهر حالة تتمثل في الصخور الجيرية، كما أسلفنا، حيث وجد من تحليل مياه الينابيع أنها مشحونة ببيكربونات الكالسيوم،  مما يدل على ان عملية الاذابة الكربونية نشطة ومؤثرة. ومع هذا، فيمكن القول بصفة عامة ان البيئة الطبيعية في المناطق المعتدلة الرطبة فحالة استقرار نسبي. وإذا ما شاهدنا كميات ضخمة من رواسب ركامات سفوح Scree جبل المناطق المعتدلة، فإننا ينبغي ان نلحظ قليلا منها ما نشأ عن نتيجة الصقيع في ظلال المناخ السائد الحالي.